تأثير الفن والموسيقى على المجتمع
وأهمية دور الدولة
بقلم
أ.د/عبدالمنعم خليل
الأستاذ بالمعهد العالى للموسيقى العربية
الاعلام المصرى كان دائما رائدا بما يقدمه من تنوع فى الثقافات
وقادت العالم العربى من خلال اعلام شامل مقروء ومسموع ومرئى
وتحملت عبء كبير دفعها الى مقدمة الصفوف حاملة لواء التنوير
ولكن تراجع دور الدولة سمح للبعض باعتلاء القمة بالاسلوب الميكيافيللى
" الغاية تبرر الوسيلة " ويضيع مجهود من ضحوا للارتقاء بالأمة من زعماء وقادة وعلماء وفنانين
ولنركز على الفن وخاصة الموسيقى
أين أم كلثوم ؟
التى كان ينتظرها العالم العربى من حكام وشعوب بمختلف طوائفه فى الخميس الأول من كل شهر .
أين محمد عبدالوهاب وعبدالحليم ومحمد فوزى وعشرات معهم ؟
|
|
|
أين يوسف وهبى وأمينة رزق وعشرات معهم ؟
|
|
أين فن الماضى والذى ارتقى أعلى درجات المجد ؟
ومازال يرتقى على يد فنانين عظام بيننا ؟
انهم ينتظرون من يطلب منهم خالص فنهم وعصير حياتهم لكن بما يتناسب وكرامة الفن والفنان
فى فترة ما بعد الثورة تبنت الدولة ثقافة لم شمل المجتمع وبث روح الألفة والمودة وانتشرت أغانى متعارف عليها باسم "أغانى الأسرة"
وبنظرة سريعة متعمقة سنلاحظ تأثير الفن والموسيقى على المجتمع وأهمية دور الدولة
والذى يجب ان لا يتراجع ولايفقد دوره المهم
فقد تناولت الأغانى : الأم والأب والأخ والابن
الأم
ولتكن أغنية "ست الحبايب "
والتى أصبحت اشارة بدأ الاحتفال بعيد الأم
تغنى الابنة بلسان الابناء معترفة بجميل الأم وفضلها فى الرعاية والعناية
والحب والتضحية من أجل الأبناء مما جعلهم يدركون مكانة الأم ويدعون لها بطول العمر
الآن
غابت رعاية الدولة للقيم والمبادىء وتركتها لمن لايهتم
ماعادت أغانى للأم من القلب كما كانت غاب الوعى الأسرى
أصبحت الأم تهان وتطرد من بيتها وأحيانا تقتل
الأخ
ولنأخذ أغنية "ياغالى علية ياحبيبى يا أخويا "
وماتظهره من الأخ هو أجمل هدية من الأم والأب
وتلك العلاقة الأسرية الجميلة الممتدة من الآباء الى الأبناء
ليكون هذا الحب العظيم بين الأخوة
الآن
يظهر الاعلام صورة الأخ كمصدر لمتاعب الأسرة وأكل حقوق الأخوة
بل وحق الوالدين
الابن
غنت الفنانة العظيمة شادية " سيد الحبايب ياضنايا انت "
الابن هو سيد الحبايب بالنسبة للأم كما كانت الأم ست الحبايب للابناء
بحور من الحب والرعاية والحنان يتدفق بين أفراد الأسرة
والاستعداد التام للتضحية من أجل راحة الآخر
الآن
لكم المقارنة
الأب
أغنية " تعالى لى يابا " لفايزة أحمد
وهذا الارتباط الأسرى كما ذكرنا بالنسبة للأم
الآن
نفس الوضع السىء كما للأم
والسؤال الآن كيف تحول المجتمع الى هذة الدرجة
ان تراجع دور الدولة عن دعم الفن الذى يغذى القيم يؤدى بالمجتمع الة مانعيشه الآن
لابد من العم والرقابة على مايقدم للمجتمع حتى لاينهار البناء القيمى المجتمعى
ساحة النقاش