بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
فمن يظهر أمام أقوام بفعل الخيرات، وأمام آخرين بفعل المنكرات يعتبر من شر الناس، ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، ويأتي هؤلاء بوجه".
وهذه الصفة هي صفة المنافقين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون، قال تعالى: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) [البقرة:14]. ويظنون بهذا أنهم يخدعون الله والمؤمنين، وهم في الحقيقة ما يخدعون إلا أنفسهم، كما قال تعالى: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ، فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) [البقرة:9-10]. وقال تعالى: (يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَك) [آل عمران:154].
وإذا كان ما يخفيه هذا الشخص ويعمله بين خلانه من الذنوب والمعاصي كفراً، فهو منافق نفاقاً أكبر، وحكمه معروف في كتاب الله، قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا،إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً) [النساء:145-146].
هذا جزاؤه في الآخرة، وأما جزاؤه في الدنيا إذا علم منه ذلك وثبت عليه فالاستتابة ثلاثاً، فإن لم يتب أقام عليه القاضي الشرعي حدّ الردة، وهو القتل.
وأما إذا كان ما يخفيه ويفعله عند خلانه من المعاصي التي هي دون الكفر، فهو على خطر عظيم، ويخشى عليه من التدرج حتى الوصول للنفاق الأكبر، والموت على الكفر والعياذ بالله، وعلى من يعلم بحال شخص هذه صفته أن ينصحه ويرشده.. عسى الله أن يهديه.
المرجع مركز الفتوى إسلام ويب
رقم الفتوى:
رقم الفتوى: 19692
إحذر ذا الوجهين :
هو أخبث من النمَّام ؛ لأنَّ النمَّام يستحق هذا الاسم بنقل الكلام لأحد الطرفين دون الآخر .
أمَّا ذو الوجهين فإنه يزيد على ذلك فينقل الكلام إلى كلا الطرفين ، فيأتي هؤلاء بوجهٍ وهؤلاء بوجه .
" فتـوى "
سؤال : أنا أشاهد أناسًا يتكلمون بالوجهين لي ولغيري .. أسكت على ذلك أم أخبرهم ؟
الجواب : لا يجوز الكلام بوجهين لقوله صلى الله عليه وسلم : «تجدون شرَّ الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» .
ومعنى ذلك أن يمدح الإنسان في وجهه ويبالغ في ذلك لقصد دنيوي ثم في غيبته يذمُّه عند الناس ويعيبه ، وهكذا يفعل مع أغلب من لا يناسبه ، فالواجب على من عرفه بذلك أن ينصحه ويُحذِّره من هذا الفعل الذي هو من خصال المنافقين ، وأن الناس ولا بدَّ سيعرفون هذا الإنسان بهذه الصفة الذميمة فيمقتونه ويأخذون منه الحذر ويبتعدون عن صُحبته فلا تحصل له مقاصده ، أما إذا لم يستفد من النصح فإنَّ الواجب التحذير منه ومن فعله ولو في غيبته .
المرجع :موقع الكلم الطييب
ساحة النقاش