من نحن .... ؟!!
إلى كل من لا يعرفنا ..
إلى كل من يعرف عنا شيئاً ويجهل أشياء ..
وإلى كل من لا يعرف عنا إلا ما يردده الآخرون ..
نهدى هذه الكلمات ..
من نحن ؟! وماذا نريد ؟!
لعلك تريد أن تسألنا مثلما سألنا قبلك كثيرون .. ومثلما سيسألنا بعدك كثيرون من أنتم؟ّ وماذا تريدون؟!
لعلك تريد أن تسألنا بعدما سمعت من الآخرين عنا .. وتابعت حديث الإعلام بما فيه من خير وتحليل .. فتكون لديك صورة تريد أن تعرف حقيقتها ..
هل هي صورة مشوهة ممسوخة .. تجافي الحقيقة وتغايرها؟
أم أنها معبرة بصدق عن حقيقتنا وطبيعتنا؟
لعلك تسأل .. وكثير مثلك يتساءلون .. كلما رأيتم شاباً في زهرة شبابه ينتزع نفسه من بين براثن المعاصي والشهوات .. وكلما رأيتم فتاة تختار لنفسها العفة والطهارة وتستر على الناس جسدها .. وتنأى عن الشبهات بنفسها.
وكلما رأيتم ثلة من الشباب جمعهم الإيمان فتعارفوا .. تآلفوا تعاونوا .. واتحدوا دون رابط من حسب أو نسب أو مصلحة دنيوية .. سارعتم إلى التساؤل متعجبين: من أنتم؟!! وماذا تريدون؟!!
ستسأل مع السائلين كلما سمعت برجال أدخلوا غياهب السجن شباباً .. وأخرجوا منها كهولاً فرضوا بقضاء الله .. ورضوا عن الله .. وصبروا بالله ولله .. فأحبوا الحق وقبضوا عليه أكثر .. وأقبلوا على صحيح الدين أكثر وأكثر .. وعبدوا الله أكثر وأكثر وأكثر .. فما لانت عريكتهم .. وما وهنت عزيمتهم .. ولا ضعفت في الحق همتهم ..
من أنتم ؟!! وماذا تريدون ؟!!
فإليك أخي الكريم .. وإلى هؤلاء جميعاً .. نهدى بطاقة تعارف .. نفتحها سوياً لنرى على صفحاتها ..
من نحن ؟! وماذا نريد ؟!
نحن أيها الحبيب .. ثلة من أبناء الإسلام .. انتبهنا على حين غفلة من أمتنا على نداء ربنا الكريم: (أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) فعلمنا أن الدنيا إلى زوال .. وأن الآخرة هي المآل .. وأننا غدا مسئولون عن الكثير والقليل والنقير والقطمير .. فرحنا نبحث عن طريق النجاة وسبيل الخلاص .. فوجدنا في نداء الرحمن: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ) .. وعرفنا أنه لا سبيل إلى محبة الرحمن .. والنجاة من الخزي والخذلان إلا بالاستجابة لأمره والخضوع لحكمه .. وعلمنا أن أول الطريق .. معرفة الله بتوحيده .. والاستسلام لأمره .. والانقياد لشرعه .. فقلنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). أقبلنا نمضى في طريق الله تعالى .. نعد الزاد للقائه سبحانه .. راغبين عن هذه الدنيا الفانية .. مؤثرين لما عند الله تعالى .. (وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ).
تجاذبتنا الدنيا بشهواتها وزخرفها .. فأعلناها لله: (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) .. علمنا أن السعادة كل السعادة في الفوز برضوان الله تعالى الذي هو أعظم من كل نعيم حتى نعيم الجنة: (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ) فعزمنا على السعي في سبيل رضاه بتجريد الإخلاص له سبحانه ومتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم.
تجريد الإخلاص له سبحانه فلا نشرك معه أحداً في ظاهر ولا باطن .. في شريعة ولا شعيرة .. فهو الذي قال في الحديث القدسي: (أنا أغنى الأغنياء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه).
وتحقيق المتابعة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في القليل والكثير .. فخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) .. فالطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من أقتفي أثر محمد صلى الله عليه وسلم فإن أبواب الخير كلها مفتوحة عليه .. مشرعة تجاهه .. ولا غرو .. فهو القائل: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)-أي مردود عليه- ، وقال: (ألا ليزادن رجال عن حوضي .. أقول: ألا هلم .. فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك .. فأقول: سحقاً سحقاً).
ومضينا في طريق الله .. بعقيدة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .. تلك العقيدة التي صنعت الجيل الأول من هذه الأمة .. فجعلتهم سادة الدنيا والآخرة .. تلك العقيدة التي صنعت أبا بكر وعمر .. وعثمان وعلياً .. وخباباً وبلالاً .. وعماراً وياسراً .. تلك العقيدة التي صنعت خديجة وعائشة .. وسمية وأم عمارة .. عقيدة تأخذ بلباب القلوب إلى ربها .. مخلصة له الدين .. تعلن له التوحيد في الربوبية .. والتوحيد في الإلوهية .. والتفرد في أسمائه الحسنى وصفاته العُلى .. عقيدة صمدت أربعة عشر قرناً من الزمان .. رغم غزوات الكافرين .. وتشكيك المنافقين .. وتحريف المبتدعين .. بقيت رغم تقصير الكثيرين من أهل هذا الدين تجاهها .. وتهاونهم في حقها .. عقيدة ترسخ لنا القاعدة التي ننطلق منها نحو غايتنا .. موقنين بأن الله تعالى -وحده- هو المعبود بحق .. لأنه المالك وله كل صفات الكمال .. فالله غايتنا التي لا غاية لنا وراءها .. عقيدة ترد الأمة عند التنازع لله ولرسوله: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً). وهى بذلك توحد الفهم .. وتقضى على مادة الفرقة والاختلاف .. وتعضد الصف .. توضح الغاية وتحدد الهدف وترسم الطريق .. وتجمع المؤمنين على درب واحد وصراط مستقيم .. عقيدة ترى أصحابها مهما تباعدت ديارهم ونأت أوطانهم واختلفت أجناسهم وتباينت ألوانهم تراهم رغم كل هذا يسعون لغاية واحدة .. ويعملون لهدف واحد .. ويلتزمون منهجاً واحداً .. ويسيرون على درب واحد .. عقيدة تحدد الولاء وتوجهه لله ولرسوله وللمؤمنين .. عقيدة تجعل المستمسك بها عزيزاً .. فالمؤمن لا يعرف ذلاً ولا مهانة ولا استكانة .. يتقلب حاله بين العسر واليسر .. بين الضيق والسعة .. دون أن ينال ذلك من عزته واستعلائه بإيمانه .. لأنه يستمد هذا الاستعلاء من ربه العزيز ..(وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ( .. عقيدة تجعل الفرد رقيباً على نفسه في الدنيا .. لعلمه أنه سيقال له غداً: (اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفي بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا( .. فتغرس في قلبه ما يمنعه من الخروج عن أمر ربه وشرعه وحكمه .. وتغرس في قلبه ما يرده إلى الرشاد إذا ما أبق يوماً أو شرد .. عقيدة تكون هي المحرك الداخلي للعبد ليمضى قدماً إلى الأمام .. يعمل بطاعة الله ويسارع إلى ما فيه مرضاته .. عقيدة تجعل صاحبها موقناً بأن الله يسمع ويرى .. ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .. ويعلم السر وأخفي .. وأنه سبحانه سيبعثه يوم القيامة ليحاسبه ويجازيه .. روى الإمام أحمد بسنده عن صعصعة بن معاوية أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ( .. قال: (حسبي .. لا أبالى أن لا أسمع غيرها). عقيدة تخرج صاحبها من ضيق الدنيا وحقارتها إلى سعة الآخرة وعظمتها .. فترى أصحابها يسيرون فوق الأرض وقلوبهم في السماء .. لا يعملون لدنيا فانية زائلة .. وإنما يتزودون من الدنيا للآخرة .. ولا يريدون منها إلا ما يعينهم على سفرهم إلى الله والدار الآخرة. يملكون الدنيا في أيديهم ولا تلتفت إليها قلوبهم .. يسخرون الدنيا للآخرة .. فكل ما معهم لله وفي الله وفي سبيل الله .. (وَلَلدَّارُ الآَخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ). عقيدة تزرع في قلوب أصحابها الشوق إلى لقاء الله .. فيستعذبون في سبيل الله كل صعب .. ويركبون كل وعر .. فعقيدتنا .. هي عقيدة السلف الصالح جملة وتفصيلاً .. في عقيدتنا .. لا نكفر مسلماً حاكماً أو محكوماً بذنب أو معصية ما لم يستحلها .. فالإيمان حقيقة متفاوتة يزيد وينقص في قلوب المؤمنين .. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
فالمعاصي والذنوب تنقص الإيمان ولا تنقضه .. وفرق بين نواقص الإيمان ونواقض الإيمان .. كما أن المعاصي مهما عظمت لا تحجب صاحبها عن الجنة، ولا تحكم له بالخلود في النار حتى ولو مات مصراً على فعلها .. فهو حينئذ في مشيئة الله إن شاء عفا عنه وهو الغفور الرحيم .. وإن شاء عذبه وهو العزيز الحكيم، ثم يخرج من النار طاهراً مطهراً إلى الجنة .. مادام قد لقي ربه على التوحيد لا يشرك به شيئاً وفي حديث أبى ذر - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أتاني جبريل فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، قلت -أبو ذر- : وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق .. فكررها ثلاثاً حتى قال في الثالثة: وإن زنى وإن سرق رغم أنف أبى ذر).
الأعمال شرط في كمال الإيمان لا في صحته .. فمن قصر أو تهاون في أداء الواجبات الشرعية فلا نحكم بكفره .. ولا ندعي أنه مؤمن كامل الإيمان .. وإنما هو مؤمن ناقص الإيمان بحسب ما ترك من الواجبات .. يقول ابن حزم -رحمه الله- : (فأما الإيمان الذي يكون الكفر ضداً له .. فهو العقد بالقلب والإقرار باللسان .. فإن الكفر ضد لهذا الإيمان. وأما الإيمان الذي يكون الفسق ضداً له لا الكفر فهو ما كان من الأعمال فرضاً .. فإن تركه ضد للعمل وهو فسق لا كفر).
لا نكفر تارك الحكم بما أنزل الله أو بعضه لمجرد تركه ما لم يستحل تركه أو يجحد وجوبه .. لأن الحكم بما أنزل الله واجب من الواجبات الشرعية وعمل من الأعمال لا على الحكام فحسب بل على كل راع ولاه الله أمر أحد من الناس .. يقول الإمام العز بن عبد السلام: (من لم يحكم به - ما أنزل الله - جاحداً كفر .. وإن كان غير جاحد ظلم وفسق).
وفي عقيدتنا .. نعذر عوام المسلمين الذين يقعون في فعل كفر أو شرك بجهل حتى تقوم على من فعله الحجة التى يكفر تاركها .. وبشروطها التى نص عليها علماء السلف الصالح. ولقد اعتبرت الشريعة الجهل مانعاً من موانع التكفير والمؤاخذة في الدنيا والآخرة .. إن العذر بالجهل في مسائل التوحيد والاعتقاد هو مظهر من مظاهر رحمة الله بعباده وجانب من جوانب عدله وحكمته فليس من المقبول شرعاً ولا عقلاً أن يعاقب إنسان على شئ لم يبلغه .. أو يؤاخذ بأمر لم يصل إليه علمه .. ومن أجل ذلك كان إرسال الرسل: (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا). ومبالغة في إعذار خلقه لم يجعل أمة بغير رسول: (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ) .. ينبه الخلق إلى حجج الله .. وينذرهم عذابه يوم القيامة .. لئلا يحتج أحد من الناس : (مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ) .. وقال تعالى(مَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[النساء : 115] .
يقول ابن كثير - رحمه الله - : (أي ومن سلك غير طريق الشريعة التى جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم فصار في شق والشرع في شق .. وذلك عن عمد منه بعدما ظهر له الحق وتبين له واتضح…) ففي محاولة لإبراز القيد القرآني: (بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى) [النساء : 115] .. يضع الإمام ابن كثير - رحمه الله - العديد من القيود المتوالية : (بعدما ظهر له الحق وتبين له واتضح) .. وهو ما يدل على ضرورة وضوح الحق وبيانه لذلك الشخص المفارق للشريعة بنفسه وبذاته .. فكما لا يؤاخذ العالم بجهل غيره .. فكذلك لا يحاسب الجاهل على علم غيره .. فلا تزر وازرة وزر أخرى .. قال تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) [الإسراء : 15]، يقول الشنقيطي - رحمه الله - : (ظاهر هذه الآية الكريمة أن الله جل وعلا لا يعذب أحداً من خلقه لا في الدنيا ولا في الآخرة .. حتى يبعث إليه رسولاً ينذره ويحذره .. فيعصى ذلك الرسول ويستمر على الكفر والمعصية بعد الإنذار والأعذار).
وفي عقيدتنا .. لأن نخطئ في الأسلمة خير لنا من أن نخطئ في التكفير .. يقول الإمام الغزالي رحمه الله: (والذي ينبغي الاحتراز منه التكفير ما وجد إلى ذلك سبيلا .. فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة المصرحين بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأ .. والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم المسلم) .. وذلك أن إخراج مسلم من دينه والحكم عليه بالكفر هو خلع لربقة الإسلام من عنقه .. وجزم بخلوده في النار .. وهى مسألة صعبة عسيرة تهتز لها قلوب الصالحين .. وتقشعر من هولها أبدان المؤمنين.
لذلك عظم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجريرة فقال : (ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله) .. وتوعد مرتكبها بقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر .. فقد باء بها أحدهما .. فإنه كان كما قال وإلا رجعت عليه).
يقول الغزالي: (القضية أن تكف لسانك عن أهل القبلة ما داموا يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله .. فإن التكفير فيه خطر والسكوت لا خطر فيه) .. وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات .. وهى أقل خطراً وأيسر شأناً من الكفر والردة .. ألا يستحق حكم الكفر الذي تهدر به الدماء وتستباح الأموال أن يدرأ بالشبهات من باب أولى ؟!
وفي عقيدتنا .. نثبت الأصل للمسلمين وهو الإسلام والدين .. وهو أصل لا يزول إلا إذا ثبت عكسه بدليل قطعي لا يقبل الشك والتأويل .. وبعد إلزام الحجة التي يكفر تاركها .. وبعد انتقاء الموانع مع مراعاة أنه ليس كل أحد مؤهلاً للحكم على أي مسلم بالكفر حتى لو كان عضواً في جماعة مسلمة فالمؤهل لهذا هو العالم المجتهد الذي استجمع شرائط الاجتهاد. وفي الحديث: (من صلى صلاتنا .. واستقبل قبلتنا .. وأكل ذبيحتنا .. فهو المسلم له مالنا وعليه ما علينا) .
· إن مهمتنا ليست إخراج الناس من الدين بتكفيرهم .. ولكن مهمتنا هي إدخال الناس في دين الله .. وهدايتهم إلى طريق الحق ..
· فنحن هداة لا ولاة .. ونحن دعاة لا قضاة .. ونحن هداة لا بغاة ..
· مهمتنا هي هداية الخلائق وتعبيد الناس لربهم .. والأخذ بأيديهم إلى جنة عرضها السموات والأرض مهمتنا هي تضميد جراح أمتنا بإعادة عصاة المسلمين إلى حظيرة الإيمان ..
· وليست مهمتنا الحكم على الناس .. ولم تكن يوماً مهمتنا .. ليست مهمتنا أن نشق عن صدور الناس أو ننقب عن سرائرهم .. فلنا الظاهر والله يتولى السرائر.
· والحكم على الناس بالظاهر سياج متين يحمى الأمة من التفكك ويصون المجتمعات من الانهيار.
· فلو فتح باب الحكم على الناس بناءاًً على خلجات نفوسهم وخبايا صدورهم .. إذاً لعمت الفوضى وساد الاضطراب .. واتهم البريء وبريء المتهم .. ولكثرت الدعاوى بغير بينة ولا دليل إلى غير ذلك مما لا يعلمه إلا الله .. ما يؤدى إلى فساد المعايش وتوقف عجلة الحياة وارتفاع الأمن وغياب الأمان .. وفي حديث أسامة: (أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ؟!)، يقول النووي – رحمه الله - : (ومعناه أنك إنما كلفت بالعمل بالظاهر وما ينطق به اللسان .. وأما القلب فليس لك طريق إلى معرفة ما فيه .. فأنكر عليه امتناعه من العمل بما ظهر باللسان) ..
· هذه ركائز عقيدتنا في بعض مسائل الكفر والإيمان ..
وبالجملة ..
فإن عقيدتنا التي ندين إلى الله تعالى بها .. والتي تربينا عليها ونربى عليها .. والتي نتخذها أساساً فكرياً ومنهجاً عقائدياً .. وركيزة تربوية .. هي عقيدة أهل السنة والجماعة .. عقيدة السلف الصالح جملة وتفصيلاً .. هذه عقيدتنا التي نحملها بين أضلاعنا .. نذود عنها بكل غال .. ونرخص دونها كل نفيس .. نعيش لها وبها .. نؤمن بها إيماناً جازماً .. ونعتقدها عقيدة راسخة لا يعتريها الشك أو يتخللها الزلل .. عقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح في الإيمان والتوحيد .. نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .. نؤمن بتوحيد الله في ربوبيته وإلوهيته .. كما نؤمن بتوحيد الله في أسمائه وصفاته .. نؤمن بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتماً للأنبياء والمرسلين وسيداً للخلق أجمعين .. كما نؤمن برسالته العظيمة خاتمة للرسالات .. ناسخة للديانات .. نؤمن بالموت وما بعد الموت .. نؤمن بالساعة وأشواطها .. كما نؤمن بالعرض والحساب .. نؤمن بأن الحوض حق والميزان حق والصراط حق .. والجنة حق والنار حق .. كما نؤمن بأن الرؤية حق والشفاعة حق، نؤمن بركائز عقيدتنا وثوابتها التى سمت بها دولة الإسلام .. وتربى عليها الجيل القرآني الفريد .. وساد بها الإسلام الدنيا والآخرة ..
Diaa Eldin
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش