الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية
الإدارة العامة للتطوير والارشاد
كيفية الحكم على مستوى البحث: المعايير الكلاسكية
يلزم بعد الانتهاء من وضع البحث فى صورته النهائية إعادة قراءته بطريقة انتقادية لتلافى العيوب والأخطاء قبل فوات الأوان، ونهدف هنا إلى إيضاح المعايير التى تساعد على الحكم على مستوى البحث، وبالتالى إلى التركيز على الأخطاء التى تهدم البحث من أساسه أو الأخطاء التى تعيب البحث، وقد تم وضع هذه القواعد فى شكل أسئلة للاسترشاد بها.
أولا: بالنسبة للموضوع: الهدف والنتائج والترتيب المنطقى والتناسب
<!--هل يعبر عنوان البحث حقيقة عما جاء بالبحث؟
<!--هل تحقق الهدف الذى من أجله عمل البحث. إلى أى مدى؟
<!--هل النتائج التى توصل إليها الباحث مرتبطة تمام الارتاط بالدلائل التى قدمت؟
<!--هل روعى الترتيب المنطقى فى الأبواب والفصول والفقرات والجمل؟
وبمعنى آخر هل النقل ممهد من باب إلى باب ومن فصل إلى فصل ومن فكرة إلى فكرة ومن جملة إلى جملة، أو أن بها حشواً كثيراً يمكن إلغاؤه؟ أو أن هناك إعادة ترتيب مطلوب؟
<!--هل هناك تناسب فى حجم الأبواب والفصول والأفكار؟ وبمعنى آخر هل تم تجميع بيانات أكثر من اللازم فى بداية البحث عندما كان الباحث متحمساً فى حين تم تجميع بيانات أقل من اللازم فى نهاية البحث بالرغم من ضرورة إعطاء اهتمام ملائم لها؟
<!--هل يكون البحث وحدة واحدة أو أنه يحوى موضوعين يمكن فصلهما؟
ثانيا: النسبة للأمانة العلمية
<!--هل ذكرت فكرة لشخص آخر فى البحث دون الإشارة إليه فى متن البحث؟ إذا كانت الإجاة نعم فهذه سرقة علمية.
<!--هل ذكر أسلوب للغير فى متن البحث على أنه أسلوب الباحث نفسه دون الإشارة إليه؟ إذا كانت الإجاة نعم فهذه سرقة علمية.
<!--هل ذكر أسلوب الغير فى متن البحث دون الإشارة بشكل واضح أن النقل حرفى؟ وبمعنى آخر هل هناك التزام بالتفرقة الدقيقة بين النقل الحرفى وبين نقل الأفكار؟
<!--هل روعيت الدقة فى كتابة متن البحث بحيث يمكن التعرف على المصدر والتوصل إليه والتوصل إلى رقم الصفحة.
<!--هل حدث أى نوع من بتر النصوص أو الأفكار أو التحيز – سواء قصد أو بدون قصد – عند النقل الحرفى أو عند نقل الأفكار بالرغم من الإشارة إلى المصدر؟
<!--هل هناك تحيز فى الاعتماد على مجموعة معينة من المؤلفين الذين لديهم ميول خاصة أو مؤلفين مشهورين بعدم دقتهم وأمانتهم العلمية.
<!--هل هناك مراجع قديمة أو مقالات تمت تحت ظروف الحرب أو تصريحات حزبية أو مقالات فى الجرائد مكتوبة بطريقة غير علمية.
<!--هل تم ذكر مرجع فى قائمة المراجع لم يتم الاستعانة به فى البحث على الإطلاق؟
ثالثاً: النسبة للشكل واللغة والقواعد
<!--الشكل العام للصفحات نمطى.
<!--هل روعيت الدقة فى اختيار الألفاظ بحيث أنها تعبر عن المعنى المقصود فقط دون تهويل؟
<!--هل روعى الاستمرار فى التراكيب اللغوية ولاسيما فى عناوين الأبواب وعناوين الفصول والعناوين الجانية. (إن تركيب أى من العناوين لا يمكن أن يكون مثل الكتابة العادية).
<!--هل هناك حرص على عدم استخدام الضمائر الشخصية (أنا وأنت ونحن).
<!--هل تم ترقيم الأشكال وترقيم الجداول ووضع قوائم لكل منها.
<!--هل روجعت التجربة (البروفة) الأخيرة بالنسبة لأخطاء اللغة والقواعد بمعرفة أخصائى فى اللغة. إن عملية المراجعة هذه ضرورية لرسائل الماجستير والدكتوراه والبحوث المعدة للنشر ، فمن المعيب أن يكون هناك أخطاء فى اللغة والقواعد.
<!--هل روجعت التجربة (البروفة) الأخيرة – بمعرفة شخص آخر – بالنسبة لأخطاء الكتابة على الحاسب الآلى فالعبرة ليست بالتجربة الأولى وإنما بالتجربة الأخيرة والشخص الآخر هو الذى سيشعر الخطأ بسرعة.
هناك عشر أسس يمكن استخدامها لتقييم البحوث العلمية:
<!--الأصالة والابتكار
<!--الأمانة العلمية
<!--سلامة عنوان البحث
<!--سلامة عرض المشكلة
<!--سلامة صياغة الفرضيات
<!--سلامة عرض الدراسات الساقة
<!--سلامة العينة وعمق التحليل
<!--سلامة النتائج والتوصيات
<!--سلامة اللغة والجوانب الشكلية
<!--حداثة المراجع وارتباطها
أولاً: الأصالة والابتكار
تعتبر الأصالة والابتكار من بين المعايير الحاكمة التى أوردها القرار الوزارى رقم 135 بتاريخ 1/2/1998 فى المادة 19. ولذلك فأهمية توافر الأصالة والابتكار هو شرط قانونى لإجتياز درجة الدكتوراه ، والمقصود بالأصالة Originality هو أن الباحث لم يعتمد على نقل النصوص أو الأفكار أو التقليد فى أى من مراحل البحث أو مكوناته، وإذا كان نقل النصوص منحصراً فى سطور قليلة وموثقاً جيداً أو كان نقل الأفكار التفصيلية موثقاً بطريقة علمية، فإن ذلك من قبيل الأمانة العلمية لا يفقد البحث أصالته، والأصالة مرتبطة الابتكار Creativity، فالابتكار قد يكون فى الفكرة أو فى أسلوب تحليل البيانات والربط بينها، وقد يكون الابتكار فى الوصول إلى نتائج جديدة تتميز بإضافة جديدة فى علوم إدارة الأعمال أو تطبيقاتها.
ثانيا: الأمانة العلمية والتوثيق العلمى:
يقول رالف يرى R. Berry أن "الدعامة الكلية للتفوق العلمى تتوقف على التمييز الشامل والدقيق للوسائل التى توصل بها الشخص إلى النتائج ولذلك فإنه من الضرورى مراعاة الدقة فى التوثيق ذلك أنه انعكاس للأمانة العلمية على الوجه التالى:
<!--يجب عدم ذكر فكرة لشخص آخر فى المتن دون الإشارة إليه فى متن البحث أو الهامش. فإذا تم أخذ فكرة لشخص آخر دون ذكر اسمه فإن ذلك يعتبر من قبيل السرقة العلمية.
<!-- يجب عدم استخدام أساليب الغير فى متن البحث وإسنادها لصاحب البحث، فاستخدام أسلوب الغير دون الإشارة إليه إشارة واضحة فى كل مرة يعتبر سرقة علمية.
<!--يجب التفرقة بين طريقة نقل النصوص وطريقة نقل الأفكار، وذلك عند عرض أى منها. فمن المعروف أن طريقة نقل النصوص يكون ظاهراً للعين ويختلف اختلافاً جوهرياً عن طريقة نقل الأفكار.
ومن الأمانة العلمية أيضاً عدم كتابة قائمة مراجع كيرة فى نهاية البحث دون الاستفادة منها فى المتن . إن ذلك نوع من التضليل العلمى فنحن نلاحظ أن بعض الباحثين قد قاموا بنقل مراجع من بحوث أخرى أو من الانترنت ووضعها دون قراءتها والاستخلاص منها. وكثيراً ما يكون النقل لأفكار هامشية أو أفكار معروفة لا تحتاج إلى اسناد حيث يكون هدف الباحث إبهار القارئ بكم هائل من المراجع. إن وضع قائمة مراجع دون الاستعانة بأى مرجع استعانة حقيقية بإضافة واضحة يعتبر من قبيل التضليل العلمى، ويمثل عيباً كبيراً.
ثالثاً: سلامة عنوان البحث
يلعب عنوان البحث دوراً محورياً فى الحكم عليه، فهو يثير اهتمام القارئ لو كان الموضوع جديداً ومهماً. ولذلك فإنه يشترط فى عنوان البحث أن يكون معبراً عن الأهداف والنتائج المتوقعة منه، ويكون العنوان قوياً وموثراً لو كان مختصراً فالعناوين الطويلة تفقد جاذيتها وربما تثير الملل. إن عنوان البحث الجيد يعكس حنكة الباحث وقدرته، وباختصار فإن عنوان البحث لكى يكون سليماً فإنه لابد أن يكون مثيراً للاهتمام، مختصراً ، معبراً عما يحويه، ومرتبطاً الهدف.
رابعاً: سلامة عرض المشكلة
إن عرض المشكلة بشكل سليم يعكس وضوحها عند الباحث، ولذلك فإنه من الضرورى أن تكون المشكلة المطلوب حلها – أو التصدى لها البحث العلمى – واضحة أولاً فى ذهن الباحث. فما معنى مشكلة problem؟ المشكلة هى انحراف Deviation أو عدم توازن ين "ما هو كائن" وين ما "يجب أن يكون" فهى نتيجة غير مرغو فيها والمطلوب هو تصحيح شئ، ما أو إلغاء شئ ما. والمشكلة قد تكون بسيطة وقد تكون معقدة متشابكة. وفى البحث العلمى غالباً ما تكون المشكلة متشابكة.
إن عرض المشكلة لابد وأن يعكس الانحراف المطلوب اختباره، والحدود الواجب التصدى لها، ولذلك لابد – عند عرض المشكلة – تجميع البيانات التى توضح حجم الانحراف ومكانه، والتطور التاريخى له وحجمه، ولابد من وضع حدود حول ما يعتبر مشكلة وما لا يعتبر مشكلة.
والصياغة الجيدة للمشكلة لابد وأن تؤدى بشكل واضح إلى استخراج الفرضيات منها ، والصياغة السيئة للمشكلة تجعل البحث يتجه فى اتجاه خاطئ منذ البداية. ولذلك فإن عرض المشكلة بشكل سليم معيار حاكم لأنها ستكون بمثابة إطار قوى للرقابة على جميع مراحل البحث.
خامساً: سلامة صياغة الفرضيات Hypotheses
إذا كانت المشكلة واضحة فى ذهن الباحث وتم صياغتها بشكل جيد فإنها لابد وأن تؤدى إلى وضع فرضيات لحلها، وإن أكبرمشكلة يقع فيها الباحثون هو زرع فرضيات غير مستخرجة بشكل مباشر من عرض المشكلة، ومن الدلائل على سلامة عرض المشكلة هو أنها توحى للقارئ بالفرضيات المطلوب إثبات صحتها أو خطئها.
إن صياغة الفرضيات بشكل محكم مسألة جوهرية باعتبارها أساس البحث العلمى وغالباً ما تكون فى شكل علاقة ين شيئين، ثابت ومتغير، وكلما قلت كلما كانت فرضيات البحث واضحة ومحددة كلما أمكن السيطرة على البحث وسوء صياغة الفرضيات يعتبر كافياً لرفض البحث.
سادساً: سلامة ودقة عرض الدراسات السابقة:
من الأهمية بمكان أن يظهر الباحث سيطرته على الدراسات السابقة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالبحث الذى يقوم به، لأن الهدف فى النهاية أن يقدم عملاً أصيلاً مبتكراً فيه إضافة جديدة سواء كانت الإضافة الجديدة فكرة جديدة أو أسلوباً جديداً مغاير للأفكار والأساليب التى تبنتها الدراسات السابقة.
ولذلك فإنه من الضرورى أن يضع الباحث لنفسه معايير لاختيار الدراسات السابقة، وأهم معيار هو ارتباطه بشكل مباشر بالبحث تحت الإعداد، وعلى الباحث أن يعرض باختصار هدف كل دراسة من الدراسات السابقة، والفرضيات التى تبنتها، والأسايب الاحصائية التى استخدمتها، والنتائج التى توصلت إليها ويكون تقييم كل ذلك من منظور البحث الذى يقوم به الباحث.
إن الدراسات الانتقادية للدراسات السابقة لابد وأن توضح الإضافة الجديدة فى البحث تحت الإعداد واختلافاتها عن سابقتها.. وغالباً ما يتم عرض الدراسات السابقة من خلال منظور تاريخى على أن يظهر فى كل دراسة اسم كاتبها بالكامل ومكان نشرها وتاريخ نشرها بحيث يمكن بسهولة من الرجوع إليها. إن وجود قائمة مختصرة بالدراسات السابقة بدون الدخول فى التفاصيل المذكورة آنفاً يعيب البحث العلمى لأنه يعكس عدم سيطرة الباحث على الدراسات السابقة بشكل شامل وعميق.
سابعاً: سلامة حجم العينة والبيانات وعمق التحاليل
يلعب حجم العينة دوراً محورياً فى سلامة البحث وله أصول وأسس معروفة. والإخلال بحجم العينة وكيفية اختيارها ووحدة العينة هو إخلال بالبحث العلمى ونتيجته، وغالباً ما يشكك الناس فى نتيجة بحث علمى لم يتم فيه اختيار حجم العينة بشكل سليم .. الخ.
والبيانات هى المادة الخام التى يتم تحليلها. ومن الأهمية بمكان الاهتمام بمصادر البيانات وبنماذج جمعها. ولابد أن يتم التفكير فى مصادر البيانات وامكانية جمعها منذ التفكير فى مشروع البحث. فكثيراً ما يكشف الباحثون أنهم غير قادرين على الحصول على البيانات .. فتكون قاصرة.
إن سلامة أساليب التحليل وملائمتها لاختبار الفرضيات مسألة حاكمة للوثوق فى نتيجة البحث. إن العمق فى التحليل أحد المعايير الرئيسية فى تقييم البحوث، ولا يكفى فى البحوث الميدانية – مثلاً – حساب النسب المئوية – ثم الاعتماد فى التحليل على إعادة كتابة هذه النسب من الجداول وذكر التغيرات فيها من فترة زمنية لأخرى.
ثامناً: سلامة النتائج والتوصيات
إن وضع نتائج غير مستخلصة بشكل مباشر من البحث أو مزروعة زرعاً فى البحث العلمى قد يؤدى إلى رفضه.. ولذلك فإنه لابد أن تكون النتائج التى ترد فى نهاية البحث مستمدة من ومرتبطة ارتباطاً مباشراً بفرضيات البحث وأهدافه ومعالجاته.
ومن الأهمية بمكان أن تكون التوصيات مرتبطة أيضاً بالنتائج ارتباطاً مباشراً ولا تكون عامة أو مطاطة كما يجب التفكير فى متطلبات تطبيقها.. إن إدراج توصيات عامة أو عدم التفكير فى متطلبات تطبيقها من المسائل التى تعيب البحث العلمى، ومن المعروف أن تحديد المشكلة بشكل جيد وصياغة الفرضيات بشكل جيد وجمع البيانات الملائمة وسلامة عمق التحليل يؤدى إلى سلامة النتائج والتوصيات إذا تم مراعاة ما سبق.
تاسعاً: دقة اللغة واستيفاء الجوانب الشكلية:
من المعايير الحاكمة للبحث العلمى الجيد هو دقة اللغة العربية والتراكيب اللغوية وكذلك دقة كتابة اللغة الأجنبية، وأن أى خلل فى اللغة – عربية كانت أو أجنبية – تؤثر تأثيراً سيئاً على المحكمين.. وأن أكبر خلل يشاهد غالباً فى كتابة اللغة الانجليزية يكون عادة فى قائمة المراجع، فكثرة الأخطاء تعكس جهل الباحث فى اللغة الإنجليزية وفى أصول الكتابة.
والجوانب الشكلية للبحث كثيرة ومتعددة منها على سبيل المثال لا الحصر:
<!--لابد من الترتيب المنطقى للفصول والترتيب المنطقى لمكونات كل فصل، فليس من المعقول مثلاً ذكر أهداف البحث قبل ذكر فرضيات البحث. فالفرضيات بمثابة مفاتيح الحل المحتملة .. وبناء عليها يتحدد الهدف.
<!--لابد من التوازن فى حجم الفصول والتوازن فى حجم الفقرات بحيث لا تكون هناك فقرة كبيرة (أكثر من 9 سطور مثلاً) وفقرة صغيرة جدا (سطرين مثلاً).
<!--لابد من استخدام العناوين الرئيسية والعناوين الفرعية لتوضيح تدفق الأفكار واختيار (نوع وحجم) الكتابة الملائم .
<!--لابد من وضع ترقييم متتابع للأشكال وآخر للجداول وذكر مصادرها تحت كل منها.
عاشراً: حداثة المراجع وارتباطها بالبحث
تعتبر حداثة المراجع من المعايير القوية فى الحكم على البحث. فنحن نجد باحثين يستخدمون مراجع قديمة . إن استخدام المراجع القديمة من الأشياء المعيبة إلا إذا كانت مراجع كلاسيكية أفكارها مازالت صامدة مع كل هذه التغيرات.. وتحتل الدوريات دوراً كبيراً فى تقييم المراجع فالاعتماد على الكتب مهما كانت حديثة غير كاف للتعرف على الجديد، ولابد أن تكون المراجع المستخدمة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالبحث، بعض الباحثين يشيرون إلى مراجع فى موضوعات لا تستحق الإشارة إليها، وبعض الباحثين يسعون إلى إبهار القارئ بكثرة المراجع دون مبرر حقيقى. وأحياناً نشعر أو نكتشف أنها منقولة بالنص من قوائم أخرى ولا سيما إذا لم يكن هناك إشارة لها فى المتن مع رقم صفحة المصدر.
ساحة النقاش