ومن ذكريات أول رمضان بعد الالتزام أن زارني في البيت بعض الإخوة وكانت أول مرة يدخل فيها الاخوة بيتنا

كانت هذه الزيارة مفتاح خير على علاقتي بالأسرة وبوالدتي بالذات

وأظن كانت هذه بركة التزام الاخوة بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم في دخول البيوت ، كانوا متحمسين لتطبيق مايعلمون فورا

فقد جلس معي الاخوة بعض الوقت ثم انصرفوا ففوجئت بوالدتي رحمها الله تقول في إعجاب: هي دي الناس التي تدخل بيوت الناس.

ـ مالذي حدث ؟

ـ قالت أمي:

الشاب منهم واقف ينادي من بعيد (وكانت بيوت الوادي بوابات كبيرة تفتح أول النهار ولاتغلق إلا آخره لكثرة دخول الناس على بعض وخصوصا الأطفال والنساء)فكان من يريد أحدا ينادي عليه

ـ أكملت أمي والواحد: منهم يقولون له تفضل تفضل حتى يتعبون وهو يتمهل فيعطي الفرصة لأهل البيت ليتهيأوا لدخول غريب عليهم.

ـ والواحد منهم يدخل البيت ورأسه في الأرض لاينظر لالليمين ولاللشمال.

ـ وقعدوا لغاية ما مشوا ماسمعنا لهم أي حِس.

تكلمت أمي بحُرقة وكانت هذه الحُرقة ناتجة عن كونها أرملة وكنا نحن الشباب لانعي ولاندرك مراعاة ذلك بالإضافة إلى أن أخواتنا البنات كُنَّ عرائس وكانت تنبهنا الى تأخر أصدقائنا عندنا بالليل وضحكاتنا العالية ونحن لانبالي !وأحيانا تجد منا اعتراضا على هذا التفكير الذي يقيدنا بكلام الناس وكل حاجة كلام الناس كلام الناس ثم اننا رجال ونستضيف رجالا ولسنا صغارا ولايهمنا ومن يقول يقول فتضطرالأم المسكينة للخضوع .

إلى هذا الحد كان فضل الدين على بيتنا .

أقول ذلك لأنني كنت وأنا في الصف الثاني الثانوي أضطر لاستضافة رجل من الأرياف متصوف وكانت تتضررمن دخول رجل غريب لبيتنا وتفسير الناس لذلك! ولكنها في النهاية قررت إشعاري برجولتي بعدم فتح هذا الموضوع .. وعندما أدركتُ هذا البُعد في الحياة ضايقني تصرف هذا الرجل إذ كان يجب أن يراعي هو هذا البعد لكن الحقيقة أن التدين والتمسك بجزئيات فقط من الدين وخصوصا العبادة بدون فهم عام متكامل للدين يعطي فرصة للغفلة وللأغراض الشخصية .

كما أنني كنت ملازما لشيوخ الأوقاف وللأسف لم أتعلم منهم شيئا يفيدني في الحياة رغم انهم كانوا كبارا وأرباب أسر .

ساعدني إعجاب والدتي بالإخوة وسلوكهم على دعوة الأسرة كما تواصينا وخصوصا والدتي فقد استدلت الأم بعقلهم على تعقلي في اختياري لهذا الطريق ووثقت في هذا الاختيار فهدأ قلقها عليَّ بالإضافة الى أنها أحبتهم كإخوة لي.

كما ساعدني في دعوة الوالدة تغير نظرتي لها كامرأة ولأخوتي البنات ولأخي الأكبر كل ذلك بتأثر مباشر وغير مباشر بدعوة الشباب المسلم أو الجماعة الاسلامية أو الصحوة الاسلامية.

الدعوة التي قام بها شباب الحركة الاسلامية ـ بينما فشلت فيها الأوقاف ـ  ساعدتنا على الفهم الصحيح للدين وعلى الالتزام والعمل بما نعمل وعلى التفكير السليم فأثر ذلك في بيوتنا ومعاملاتنا ومنذ أن عرفت هؤلاء الشباب تغيرت معاملتي لأفراد الأسرة وبدأت أعرف لكل واحد منهم قدره فبدأت الوالدة تشعر بالأثرالعظيم للالتزام والمشي مع الشباب الملتزم على استقرار الأسرة وانسجام أبنائها.كما بدأت والدتي تشترك معنا في فهم الاسلام والالتزام به

 أسال الله تعالى أن يحفظ كل داعية في أسرته وذريته الى يوم القيامة بما حفظ أسر المسلمين بالدعوة الحية الى الله تعالى

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 112 مشاهدة
نشرت فى 14 يونيو 2017 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

291,638