علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة

 

 

رسالة إلى الناصحين للاخوان
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تزامنا مع انقلاب تركيا وكيف قاومه أردوغان وحزبه - نسأل المولى لهم تمام النصر والعافية والعون - انطلقت أصوات كثيرة لتحلل وتقارن بين التجربة التركية بقيادة أردوغان والتجربة المصرية بقيادة مرسي.
وما بين النصح الرصين والنقد المهين انطلقت نصائح الناصحين إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وإلى هؤلاء الناصحين أيا كان سبيلهم ونهجهم ورأيهم وتوجههم، هذه كلمات نريد بها وجه الله والإصلاح ما استطعنا:
1ـ لابد وأن يعلم الناصح، أن رأيه في هذه المسألة هو مجرد رأي قد يصيب وقد يخطئ، وليس هو بالحقيقة المنزلة التي لا ينبغي لأحد كائنا من كان مخالفتها، فقدموا النصح ولا تبنوا عليه خلافات نحن في غنى عنها، فمن قبل النصح فخيرا، ومن رده فلعل عنده من الأسباب أو الرؤى ما يمنعه من قبول النصح.
2ـ جماعة الإخوان في داخلها هناك من يملكون القدرة أيضا على التحليل والمقارنة واستنباط الدروس والعبر والاستفادة منها ويستمعون لكل نصح ويحترمون كل رأي، وهذه حقيقة عليها من الأدلة الكثير، ومنهم فريق أبى في كل المراحل إلا الاستماع إلى "الأنا الإخوانية" فقط لا غير، ولم يقبل أي نقد ولم يعترف بأي خطأ كبيرا كان أو صغيرا، فلا ينبغي أن يتغافل الناصح عن الفصيل الأول، ويتعامل مع جماعة الإخوان على أنها كلها من الفصيل الثاني، بل على العكس عليه أن يتوجه بنصحه للأول دون الثاني ويتعاون معه ويهمل تماما الفصيل الثاني ولا يتفاعل معهم حتى يأذن الله لهم بخير.
. 3ـ على الناصح أن يحدد هدفه جيدا ولا يخلط، فإن كان الهدف إيصال الرأي لجماعة الإخوان، فليقدم نصحه بالضوابط التي أمرنا بها الشرع فيما يخص النصيحة، وليكن شعاره: اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد، ولا يكن شعاره أبدا: اللهم إني قد أمرت فعليكم السمع والطاعة، فالنصحية ليس فيها إلزام وإلا ما سميت نصيحة ولسميت أمرا.
4ـ إن كنت أيها الناصح ترى أن الإخوان هم مازالوا الفريق المؤهل لقيادة الحراك في مصر، وأنه ليس هناك بديل غيرهم قادر على لعب هذا الدور، وجب عليك أن تتعامل على الإخوان وأنت على دراية بطبيعة الإخوان وأحوال الإخوان، أي كما يقال تأخذ الإخوان على ما فيهم، وتتعاون معهم بالقدر الذي تسمح به كل هذه المحددات، وإن كنت ترى أنهم ما عادوا مؤهلين للعب هذا الدور وأن غيرهم يجب أن يتقدم ليقود المشهد، فدع عنك الإخوان، وتوجه إلى البديل الذي تراه، فأسس معهم العمل ابتداءا على تجنب أخطاء الإخوان التي تراها وتطبيق حسنات ونجاحات غيرهم ممن قدموا نماذج ناجحة.
5ـ ختاما، فلنتق الله جميعا ناصحين ومنصوحين فيما نقول ونكتب، والكلمة التي توغر الصدور وتفرق الصفوف وتفسد ولا تصلح، قد جعل الله لنا بديلا عنها كلمات وكلمات تحقق الهدف وتصلح ذات البين وترضي الله عز وجل.. ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً﴾
وختاما.. ((إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ))
أخوكم: أحمد حسني (أبو صفوان)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قرأت رسالة أبو صفوان فرأيت أن أكملها بهذه الرسالة بعد استئذانه
رسالة إلى الاخوان 
~~~~~~~~~~~
ـ جماعة الاخوان جماعة لها وتاريخها وعطاؤها تضحياتها وريادتها في الدعوة الى الله ونصرة الاسلام فالمُنتظَر من جماعة بهذا الوزن أن تعتبر النصح مُكملا لها وليس خصما منها ولو جمع الاخوان مانُصحوا به خلال هذه الفترة ونظروا فيه لتقدموا وأفادهم ذلك كثيرا
ـ نقد سياسات وأعمال الرئيس محمد مرسي حفظه الله أمر طبيعي جدا فلاداعي لوجود حساسية من هذا النقد وذلك لعدة اعتبارات :
ـ أولها أن الرئيس شخصية عامة وسياساته وطريقته في الادارة مؤثرة على الجميع نفعا وضرا وهذا مايثير التأثر ومايعطي الحق في التعليق والتقييم لهذه السياسات.
ـ الرئيس محمد مرسي حفظه الله لم يَعُد رمزاً من رموز الاخوان بل هو رمز للثورة المصرية ورئيس لمصر فكل من شارك في الثورة أو تمنى لها النجاح يشعر بنوع انتماء و رابط بينه وبين الرئيس وبالتالي يستبيح الجميع تقويم أعماله كأي رمز وكأي رئيس فلماذا يعتبر الاخوان تقييم أعمال الرئيس تجريحا لهم؟ إنْ حدث تجريح فيشعر به كل محبي الرئيس إخوان وغيرهم
ـ إن السباسات والخطوات التي اتخذت بعد الثورة لم تعد ملكا لأصحابها بل هي محسوبة على الثورة وبالتالي فتقييمها يجب أن يكون علنياً وأن تتعلمه الأجيال القادمة وهذا من الأمانة
وإذا كان القرآن قد أذاع بعض ماحدث في بيت النبوة وعلَّق عليه تعليما للمسلمين وعلَّق على سلوكيات الصحابة رضى الله عنهم في أحد وغيرها وقال (قل هو من عند أنفسكم) فالجماعات أَولى.
ـ ليست كل سياسات الرئيس مرسي يتحملها الاخوان وليست كل سياسات الاخوان يتحملها الرئيس مرسي.
ـ بعض الذين يُقيِّمون سياسات الاخوان يفعلون ذلك لأنهم ليست لديهم حساسية من التقييم العلني ولايُقدِّرون له هذه الأضرار التي يراها الاخوان خصوصا على صفوف الجماعة بل يرون العكس فأغلب الأعضاءيرون الأخطاء أو يستنتجونها والذي يضعف ثقتهم في جماعتهم هو عدم المراجعة والاعتراف بالخطأ وليس العكس.
ـ لقد قرأنا في أدبيات الاخوان كثيرا عن الصبر والاستيعاب وأعطى كثير من رموز الاخوان أمثلة رائعة في ذلك كالإمام حسن البنا والأستاذ التلمساني وغيرهم رحمهم الله فالمُنتظر من الاخوان أن تستكمل هذه المسيرة
ـ إذا كان هناك من ينتقد الاخوان بأسلوب غير مقبول فإن لهم مواقف عملية مؤازرة للإخوان بالعمل والروح تنفي إغراضهم ولهم شراكة معهم في قضية الاسلام فيمُسح هذا في ذاك كما أن كثيرين ينصحون الاخوان بأسلوب جميل ويدافعون عنهم .
ـ لا أحد يقبل مطلقا أن يكون الحديث عن الاخوان أوالدكتور مرسي بأسلوب لايليق بالتاريخ والمكانة الخاصة بهم وعند ذلك ليس الاخوان وحدهم هم الذين يدافعون بل ربما من الذين ينتقدون بعض سياساته يكونون أشد غضبا من الاخوان ولعلكم ترون من الجماعة الواحدة من غير الاخوان من يرد بعضهم على بعض بخصوص ذلك .
ـ إن شعور عضو الاخوان بالحرج عندما يسمع تقييما او انتقادا للاخوان أو أحد شخصياتها العامة وكذا الشعور بوجوب الغضب لذلك والنصح له لابد أن يوازنه شعور بالنصح للأمة والأجيال القادمة ومعرفتها بالأخطاء حتى لاتتكرر وهذا أوجب بالتأكيد.
وفق الله الجميع لما فيه خير الاسلام والمسلمين
أخوكم /علي الديناري

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 121 مشاهدة
نشرت فى 25 يوليو 2016 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

354,507