يحتاج الداعية خصوصا فى الشدائد إلى أن يتذكر أفضال الدعوة عليه وآثارها وثمارها الطيبة وظلالها التى يعيش فى ظلها ويتنعم بها حتى لاتنجح مكايد الشيطان فى حرمانه من هذا النعيم

فللدعوة إلى الله أفضالٌ كثيرة على الداعية،وآثار عظيمة على كل حياته: 
ومن أفضال الدعوة على الداعية  تأثيرها فى تكوين شخصيته بعد أن يقضى عمرا وهويفكر ويعمل ويمارس الدعوة الى الله ومهاراتها المختلفة
ومن هذه الأفضال والآثار :
1- أنها ساعدت الداعية على الهداية من البداية فممارسته للدعوة جعلته يستكمل طريق الهداية ويثبت على الاستقامة ولولا الدعوة لربما رجع عن التوبة والطاعة
2- أنها تساعد الداعية على طلب العلم وتحصيله فمعظمنا لم يُحَصَّل كثيراً من العلوم الشرعية وغيرها ولم يراجعها إلالاحتياجه إليها في خُطبه ومواعظه
فالخطبة للخطيب بمثابة الامتحان الذي يضطر للاستعداد له بالمذاكرة قبل امتحان المنبروالعلم يزكو بالإنفاق ؛ولو لم يكن خطيبًا ما اهتم بهذه القراءات
3ـ والدعوة سبب فى انشراح الصدر إذا أخلص الداعية فيها لله وأحيانًا يمر الداعية بضائقة أو حالة نفسية فإذا به يخطب فى موضوع مثل الرضا بالقضاء فيُذكِّر نفسه بنفسه
حكى أحد الدعاة قال دُعيتُ إلى خطبة فهدانى الله إلى موضوع "الرضا بالقضاء" وبعد الخطبة جاءنى خبر أليم إحتجت فيه إلى كل ماقلتُه . فحمدتُ الله على هذا التمهيد.
وقال آخر : مرَّت بى حالة من الضيق والحزن ثم دُعيت إلى خطبة جمعة فأخذت أُحضِّرها فقرأت من العلوم والمواعظ ماكنت أحتاجه وماانزاح به همِّى
4ـ   ومن ثمراتها أنها جمعت الداعية بصحبةٍ مؤمنةٍ ثم ألْزَمته بأن يستمر على هذه الصحبة ولا يفارقها لأن الصحبة المؤمنة هى التي تعينه على الدعوة إلى الله؛ ومن هنا استعان بهم على الاستقامة والثبات
5-  ومن ثمراتها أنها أكسبته دعاء الصالحين الذين يصحبهم من إخوانه الذين أحبَّهم وأحبوه، وكذلك دعاء كثيرٍ ممن دعاهم أو ثبتهم على الدين  وهذه من أعظم الثمرات التي يجنيها الداعية في حياته وبعد مماته وربما كانت هذه الدعوات سببًا فى تفريج كرباته وفى الفتح عليه بل وفى ثباته على دين الله
6- ومن ثمرات الدعوة أنها أكسبت الداعية حب الناس فأصبح محبوباً ومُحباً أيضاً واضطرته الدعوة إلى أن يمارس ويعبر عن حبه وأن يتلقى مشاعر مُحبيه ويضطر للرد عليها ومبادلتها حبًا بحب وهذا من أعظم ما يمنح الانسان الصحة النفسية، ويمتعه بالشخصية السوية والرضا والسعادة والسرورواكتمال سماته الشخصية
7-   ومن ثمرات الدعوة على الداعية أنها وضعته في مقام القدوة للناس وألزمته أن يثبت ولا يتزعزع وفقد وعظ الناس وقال بلسانه كذا وكذا والدعوة هى التي حذرته أن يكون من الذين يقولون ما لا يفعلون ويأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم. وربما تراود الداعية نفسه لفعل معصية فيتذكر وقفته على المنبر ويتخيل نفسه وهو يأمر الناس وينهاهم فيننتهى
8-   الدعوة إلى الله كَوَّنَت عند الداعية كثيراً من العادات الطيبة من المواظبة على الفرائض والسنن والآداب التي جاهد نفسه من أجل اكتسابها في بداية الطريق ثم كانت ثمرة المجاهدة مع مرور الزمن هى اعتياده عليها واصطباغه بها
قال بعض السلف :كابدت قيام الليل عشرين عاما ثم تنعمت به عشرين عاما
ومن أهم ما اعتاد عليه صلاة الفجر مثلاً، والتزامه في حديثه بالخلق والأدب ومراعاة مشاعر الناس
إنه يصدق فيه قول الله تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) وقوله (أُولَئِكَ الَّذينَ كَتَبَ فى قُلوبِهُمُ الإيمانَ وأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِنْه ) وقوله تعالى (أُولَئِكَ الَّذينَ امْتَحَنَ اللهُ قَلوبَهُمْ للتَّقْوىَ)
وللحديث بقية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 365 مشاهدة
نشرت فى 18 نوفمبر 2015 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

291,441