علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة


في السبعينات حدث كسوف للقمر فماذا فعل الناس في مصر؟خرج الناس إلى الشوارع يشيرون إلى القمر: انظروا القمر مخنوق !!
سألنا بطفولتنا البريئة: ومن الذي خنق القمر؟
قالوا:
خنقته بنات الحور!!
ولم نسأل أيامها ولماذا خنقته بنات الحور؟ثم هرع الناس إلى أغطية الأواني النحاسية فجاءوا بها كما جاءوا بعلب الصفيح واحتشدوا في الشوارع في مسيرات صاخبة يتراقص حولها الصغار فيظللها الغبار.. يدقون النحاس بعضه ببعض.. ويطبلون ويصيحون مناشدين بنات الحور أن تترك القمر وتخلى سبيله قبل أن يموت بإسفيكسيا الخنق!!!
وكيف تستجيب بنات الحور لهم؟
إنهم يلهونها ويغرونها بأصوات النحاس لعلها تصغي إليها.. لذا ينادونها بالغناء:
حاس حاس 
يا بنات الحور 
سيبوا القمر
واسمعوا ضرب النحاس
وتطلع الناس إلى القمر المغلوب على أمره من بنات الحور.. والذي هبوا جميعا ً لإنقاذه من بين أيديهن إلى أن حدث بالفعل وانجلت كربة القمر وابيض وجهه من جديد!!
عندما حدث خسوف الشمس منذ أيام أيقظتني مكالمة هاتفية:
هل تصلون الآن؟ المساجد عندنا تصلى  صلاة الخسوف؛ أنظروا إلى الشمس 
فتحنا النوافذ فإذا بالقرآن يتلى من المساجد يتردد صداه في الأجواء فيملأ الدنيا في هذا الوقت المبكر وليس وقت صلاة!
تذكرت على الفور عقيدة الحاس.. وعادة ضرب النحاس التي ماتت.
قلت: الحمد لله هاهم المسلمون اليوم يتوجهون إلي المساجد لأداء هذه السنة النبوية التي قضت على الخرافة.
إحساس جميل وتفاؤل زارني في أول النهار.
نفس الإحساس عندما أيقظتني مكالمة هاتفية بخصوص النقاب.. فقمت أقلب القنوات الفضائية بحثا ً عن الخبر فلم أجد.. ولكنى اندمجت مع أخبار ملأت نشرات الأخبار وصور وقفات احتجاجية ومظاهرات في أوربا .
علام يتظاهرون؟
على ظاهرة أزعجتهم وقد سمت وسائل الإعلام هذه الظاهرة باسم جميل
"تنامي الوجود الإسلامي في أوربا"
يا الله ..منع المنقبات من الامتحان هنا وتنامي الإسلام هناك؟!
نعم إن المتعصبين منزعجون من انتشار الإسلام في أوربا بسرعة ويقولون: منذ سنوات قليلة لم يكن هنا مآذن ولا مسلمون فمن أين جاءوا؟!
إن هؤلاء المسلمين ليسوا جميعاً مهاجرين أو وافدين.. بل نسبة كبيرة منهم من أهلها!!.
قلت لنفسي: دعك إذاً من قضية النقاب فالأمر أكبر من ذلك.. الواضح أن الباعث على زوبعة النقاب هو نفسه على انتشار الإسلام في أوربا ولن تكون الأخيرة.
فهذه الزوابع الموسمية ستقوم ضد أي رمز يعلن انتشار الإسلام.. فنفس هذه الزوبعة هي التي قامت من قبل ولكن من أجل الحجاب.
إنها رقصات طائر قال عنها الشاعر:
لا تحسبوا رقصي و... بينكم طر  قد يرقص الطير مذبوحا من الألم
إنه الإحساس لديهم الذي هو لدينا نحن..
                    يقين أن الإسلام قادم.. قادم

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 286 مشاهدة
نشرت فى 16 يونيو 2015 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

345,919