علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة

 

 

 

                                                    

الحمد لله الذى منَّ علينا بفضله ورحمته فجعل للدعوة والدعاة بعد عسر يسرًا

 وأعاد للدعوة مكانتها وقيادتها ومسؤليتها فى بناء الأمة

والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وبعد

فقد تحولت الأحوال وتغيرت الظروف وأصبحنا فى تاريخ جديد ولذا كان لابد أن يتغير الخطاب الدعوى ليناسب الواقع الجديد فلكل مقام مقال والبلاغة مطابقة المقال لمقتضى الحال

وحتى نصل سويا إلى كثير من معالم وملامح خطابنا بعد الثورة فلابدأن نسبق ذلك بعدة أمور:

أولا : ملامح مرحلة مابعد الثورة

ثانيا أهداف الدعوة وسياساتها واستراتيجيتها

ثالثا : دور الداعية فى المجتمع

رابعا : وبناء على ماسبق يمكن التعرف على خطابنا الذى تحتاجه الدعوة هذه المرحلة.

يقول   الدكتور أحمد زايد (إننا على المستوى العملى دخلنا بالفعل مرحلة جديدة لايصح بحال من الأحوال أن نكون نحن الدعاة بنفس الهمة والفكر والأسلوب  والوضع القديم

لذلك لابد أن نتعامل مع الجو الجديد بروح وفكر جديد ولانسحب طبيعتنا القديمة وخططنا القديمة على هذه المرحلة) وقد صدق

 فهيا بنا نتدرج سويا لنصل إلى ملامح الخطاب الدعوى بعد الثورة مستعينين بالله تعالى

 فاللهم كنت لنا فيما نحب ويسرت لنا وهيأت مانحب فاجعلنا لك فيما تحب وألهمنا ما تحب ويسره لنا ووفقنا فيه وتقبله منا

أولا ملامح المرحلة الحالية

 نجحت مرحلة اقتلاع شجرة النظام الفاسد وهدم بنيانه فى استخراج أجمل مافى مكنون الشعب المصرى من قيم وأخلاق وأظهرت تدينه وإيمانه الفطرى العميق بالله وحبه للدين ولمصر

ومازال الإنسان يتحير :هل كانت هذه منحة إلهية ونفحة ربانية نصرلله بها الثورة ثم رفعها ؟

أم أنها هى طبيعة المرحلة فالهدم كان مجمعا عليه والاتفاق كان مستحسنا ومعينا على الهدم فكان جمال التعاون والتوافق ؟

فضلا أنها كانت مرحلة ذروة المحن المشتركة والمحن تولد التراحم والتعاطف ؟

وما جاء بعد ذلك كان طبيعة مرحلة البناء الذى يبحث فيها كلٌ عن مكانه فى البناء الجديد؟؟

مايؤيد الاحتمال الأول هو روعة ماكان !

 وماكان لن نستطيع تسميته أو وصفه  فهو مزيج من الحب والتراحم والتقارب والإيمان والتضحية ومعان أخرى استحى البعض أن يصرح أنه لم يجدمثلها إلا فى الحرمين الشريفين .

ثم ظهورهذه المعانى والأحوال كسجايا بغير تكلف حتى إن الفردلينسى نفسه وينساب فى الكل  

ثم  وجودها روحا سارية لدى الجميع حتى إنك تستحى من نفسك أنك دونهم

ثم وجودها فى المناخ العام خارج النفوس حتى إن تارك الصلاة يسعى للشهادة فى سبيل الله !!

ثم زوالها بعد ذلك !!!!

كان ما فى هذه المرحلة يشبه مايجده العبد الساجد لربه فى أعلى لحظات الخشوع والقرب 

مصرأيامها كانت تتطهر وتسجد

مصر كانت فى محراب جماعى والكل كان مشدودا فى عبادة جماعية خاشعة صافية رائقة رغم الكدر واثقة رغم التشكيك ساكنة مطمئنة رغم الزلزال 

هذه السكينة هى التى جعلت الجميع يقول إنها كانت من عند الله فلا يملك هذه السكينة اللطيفة إلا رب الأرواح والقلوب القريب الودود اللطيف القدوس

ولكن ما يؤيد الاحتمال الثانى أن شيئا من هذا كان يظهر فى كل جولة جديدة حتى فى مرحلة البناء المتحيرة ورغم ظهور المساوىء إلا أن موج الحسنات كان دائما أعلى يغسلها ويطويها كما رأينا

على كل الأحوال مايفيدنا نحن الدعاة فى ذلك هو:

ـ أننا تذوقنا واستمتعنا بلحظة كشف رائعة بات تكرارها أمنية تتعلق بها قلوبنا وتحوم حولها أرواحنا نحن الدعاة إلى الله .

ـ هذه اللحظة تقول أولا أن معادن كريمة بهذه الروعة الرائعة  والبهاء الباهر مخبوءة فى سجايا الشعب المصرى

ـ وتقول ثانيا أن ظهورها وبقاءها ممكن فقد حدث ويمكننا الاستعانة بهذا الحدوث فى إعادة الثقة إلى الشعب المصرى بعد أن أتلفه فقدان هذه الثقة حتى أصبح ينكر نفسه ولايعرفها

لقد لعب فقدان الثقة دورا خطيرا فى تردى القيم والأخلاق فقد أوشك أوصدّق الشعب أنه هكذا وهذه سجيته التى لن تتغير فعليه أن يظل هكذا على ماهو عليه ولايطلب المحال

وثالثا لقد أعادت هذه اللحظة إلى الجسد روحه دفقة واحدة وإلى الأرض الظمأى ريها وإلى الشجرة الذابلة حياتها ليتعانق الشعب المصرى مع الشق الغائب من الدين وأهله

ذهبنا أبان الثورة نستأذن من إدارة مسجد لندوة نعقدها متحسبين للردود المعتادة ففوجئنا بروح غير الروح وناس غير الناس وطيبة أعادتنا ثلاثين عاما قبل أن يسكن الجسد المصرى عفريت الظلم والفساد ويغير مزاجه .

ورابعا إن كانت هذه الروعة وهذا الجمال الإيمانى الأخلاقى الذى ظهر فى الثورة هو محض فضل من الله ورحمة خاصة منه نصر الله بها الثورة وأعانها بها حتى ينفذ الله قدره وحكمته

فلذلك كله أسباب إذا خذنا بها وبذلنا كل وسعنا وطاقتنا ـ نحن الدعاة ـ أمدنا الله بمدده الروحى كما كان ومتعنا كما متعنا بالحياة ولو قليلا فى شىء من الجنة على الأرض . وهل الجنة إلا الحب والرضى ؟!

خامسا: هذه الروح الجميلة التى تآكلت بمرور الأيام وهذا الإقبال على الدعاة والنظر إليهم بعين بريئة منصفة مالذى جعلها تتآكل بعض الشىء ؟

هذا ما يجب أن نفكر فيه لننأى بأنفسنا ـ نحن الدعاة  ـ عن أى سبب من جهتنا فرسالتنا تحتاج أن تكون صفحتنا دائما مع الناس بيضاء نقية ودعوتنا تقوم على الحب والثقة

وماالذى يحفظ علينا هذه الروح ؟

 هذا مايجب أن نحافظ عليه وهذا أحد ملامح الفترة الحالية .

أما بقية الملامح فهذه المرحلة : 

ـ مرحلةإقبال الناس على الإسلاميين ومنحهم الفرصة للتعبير عن  أنفسهم  وتجربة مالديهم

وقف رجل فى مقهى أثناء الانتخابات فقال ( أنا سأعطى لهؤلاء الناس صوتى لسبب واحد إن قريبى منذ ثلاثين سنة وهو يعتقل ونحن نحاول إرجاعه من هذا الطريق فلا نستطيع ! نريد أن نعرف ماهو هذا الشىء الذى يصر عليه كل هذا الإصرار؟!)

ـ مرحلة وجود فرص للإلتحام بالناس والشارع ربما تنتهى هذه الفرص بالاستقرار الجديد لانفضاض الناس إلى حياتهم الطبيعية وانتهاءفترة بناء المجتمع التى تهم الجميع

 ـ مرحلة وجود قضايا مفتوحة ومطروحة منتظرة للرأى حولها

ـ مرحلة شعور الشعب والشباب خاصة بذاته وحجمه وإمكانية تأثيره

ـ مرحلة حب حقيقى للوطن واستعداد قطاعات كبيرة من الشعب

ـ مرحلة قبول من الجميع بل  نهم  فى الحواروالاستماع والتفهم

ـ مرحلة حرية مطلقة فى الرأى والتحرك وتكوين التجمعات للمشاركة الإيجابية

ـ مرحلة وعى وجدل واهتمام وحوار وتدقيق وعدم تسليم لكل مايقال بلا مناقشة

ـ وكذلك مرحلة الظهور العلنى الآمن للمؤيدين للإسلام كدولة ولوجوب تحكيمه وللإسلاميين 

ـ مرحلة الربيع الإسلامى وظهور ثورات هنا وهناك تحتاج إلى استطلاع ما هناك ومتابعته لتحديد الموقف السليم ثم تبنيه وإعلانه والدعوة إليه والحشد حوله

مرحلة أحداث متلاحقة تحتاج إلى سرعة متابعة وبيان الموقف الشرعى منها والعملى

وهذه المرحلة كذلك :

* هى مرحلةالتطهير ثم البناء وبالتالى فهى :

ـ مرحلة مقاومة التطهير الذى يعانده الخاسرون بكل ماأوتو من قوة .

ـ بل مرحلة محاولة الرجوع للوراء ينشط فيها البعض من الداخل ومن الخارج . قال الدكتور احمد زايد ( فإن هناك دراسات تقدمها بعض المراكز الغربية فى الغرب لأصحاب القرار هناك أن ينهجوا نهجا مع هذه الثورات يتلخص فى كلمتين هم استبدال الأشخاص واستبقاء الأفكار يعنى محاولة الإبقاء على الفكر والنهج القديم ) أ.هـ      

ـ مرحلة اختلاف طبيعى حول البناء الجديد     

ـ مرحلة طرح كل فريق لرؤيته ومحاولة الإقناع بها وحشد التأييد لها

* ـ مرحلة الحرية للجميع وبالتالى فهى :

ـ مرحلة ظهور وجرأة الشبهات والشهوات والأفكار المعادية للإسلام بل وللدين عامة ومحاولة سيطرتها على المجتمع ( ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما )

ـ مرحلة انتشار الفوضى والفهم الخاطىء للحرية

*ـ إنها مرحلة الصعود للتيار الإسلامى وبالتالى فهى :

ـ مرحلة تحسر البعض على عدم تصدرهم فى المشهد بعدالثورة

 ـ مرحلة الغيظ والغليان فى صدور البعض من التيار الإسلامى

ـ مرحلة تشويه التيار الإسلامى ورموزه

ـ مرحلة محاولات حرمان التيار الإسلامى من قيادة المجتمع

وبناء على ما سبق وجب الآتى :

  لأنها مرحلة تطهير ثم بناء ومرحلة حرية مطلقة فعلينا أن نحدد المعانى والمفاهيم التى يجب أن نجهز عليها ونطهر المجتمع منها وكذلك المعانى التى يجب أن نساعد بها على بناء الدولة الجديدة

ومن المعانى التى لابد من القضاء عليها على سبيل المثال :

السلبية والانتظار(دع الملك للمالك) والبحث عن طرف يحمل الهم وحده وليكن الإسلاميين .

الأنانية والبحث عن الحقوق دون الواجبات .

التعدى على الحقوق وعدم التورع عن الأعراض والأموال والدماء .

ترديد ما يتعمد الفلول إشاعته .

الإحباط واليأس (ما فيش فايدة ) .

عدم جدوى الثورة وضياعها ( الثورة انتهت ولاتوجد ثورة )  .

تشويه الثورة

الاستعجال فى طلب نتائج الثورة .

 استمرار تقليد الغرب فى كل شىء .

الحرية بلا قيود ( االيبرالية ) وماحولها من معان ومفاهيم .

  العلمانية معناها ومنشأها وغربتها على ديار المسلمين وهدفها الأول والأخير وخطورتها  

الجرأة على االفتوى فى الدين

الجرأة فى الاعتراض على الفتوى بلا علم

ـ أسس اختيار أصحاب الولايات والاختيار على أساس من يضمن لنا الدنيا والبرنامج الانتخابى بغض النظرعن الأسس الشرعية ( الأمانة أولا ثم الكفاءة ) وبغض النظر عن مسؤليةالمسلم   عن دينه وأحكامه  !

ـ التخوف من أحكام الشريعة

ـ لو طبقنا الشريعة  البلد ستضيع ويحدث ويحدث

ـ شبهات وافتراءات حول الإسلاميين

ـ العمل عبادة كمبرر لتتهاون فى العبادات

ـ الغفلة والبعد عن الدين والانشغال بالدنيا

ولأن هذه المرحلة مرحلة بناء فهى تحتاج المعانى التى يجب أن نبنيها على سبيل المثال:

ـ وجوب تطبيق الشريعة

 ـ عظمة الشريعة الإسلامية فى بناء وإصلاح المجتمعات

 ـ مناسبة الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان  

ـ عظمة الشريعة الإسلامية فى علاجها لمشكلات المجتمع مثل مشكلة الفقروالعصبية الجاهلية

 ـ مواقف تاريخية من العدل والتسامح الإسلامي في تعامله مع غير المسلمين

ـ بعض الأحكام الفقهية فى معاملة غير المسلمين والتي تدل على عظمة نظرة الإسلام واستيعابه للناس جميعا 

ـ عظمة الشريعة الإسلامية فى نظرتها ومعاملتها للمرأة

ـ عظمة الشريعة الإسلامية فى التربية ووقاية المجتمع من الانحرافات

  ـ النظام الإسلامى وشروط الحاكم

ـ الطرق التى تمت بها تولية الخلفاءالراشدين والدروس المستفادة منها 

ـ أهمية اشتراط التقوى والورع والأمانة فى الحاكم   

ـ الحذر من ترديد كلام الكفار والمنافقين ونحن لانشعر (وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو ........ ) الآيات من سورة الإسراء (وقالوا مالهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق ) خليكم بعيد عن السياسة

 ـ الشورى فى الإسلام

ـ موقف الإسلام من كل جوانب الحياة ـ من الفن ـ من الأدب ـ من الإبداع ـ من السياحة ـ من المرأة ـ من العمل ـ من الأقباط

ـ دور التربية ـ دور الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .

ماذا يجب على كل مسلم فى بناء المجتمع وإصلاحه .

ـ المسؤلية الفردية والإيجابية .

ـ إصلاح النفس لإرضاء الله ثم وسيلة لصلاح المجتمع .

ـ صلاح الراعى ودوره فى صلاح الرعية .

ـ ماذا خسرنا بتولية حاكم لايتقى الله ومصر نموذج عملى .

 ـ المرجعية العليا للمجتمع المسلم .

ـ فشل المناهج الأرضية التى جربناها جميعا .

ـ رؤية الإسلام فى حل مشكلات المجتمع .

ـ التعاون على البروالتقوى .

ـ   إصلاح الأسرة مسؤلية الأب ووسيلة لإصلاح المجتمع .

ـ العدل وتطبيقاته على النفس وفى العلاقات بيننا .

ـ وجوب إعانة الحاكم المسلم على إقامة الدين وتغيير نظرتنا للحاكم حسب قيامه بمسؤلياته فمن أحسن يعان ويشكرومن أخطا غير عامد   يسدد وينصح  وندعو له وليس من أراد الحق فأخطأه كمن أراد الباطل فأصابه .

ـ خير الناس أنفعهم للناس .

ـ حرمة ظلم الرعية لبعضها كحرمته من الحاكم للمحكوم وحرمة الأموال والدماء والأعراض المعصومة .

ـ العصبية الجاهلية وهدم الإسلام لها وخطورتها .

ـ كيف نجح الإسلام فى جمع شتات العرب والنهوض بهم .

ـ بناء الرسول صلى الله عليه وسلم للدولة فى المدينة .

ـ وثيقة المدينة : النص والدلالات .

                                             وإلى أهدافنا الدعوية فى الحلقة التالية بإذن الله

 

 

   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 187 مشاهدة
نشرت فى 7 يناير 2015 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

317,476