علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

الزوجة المسلمة هى المربى الأول فى بناء الأسرة المسلمة و الحارس الأول فى تحصينها  من الداخل .

و الزوجة الأصيلة و الأم المربية الحكيمة تعتبر المواسم والأعياد فرصة تربوية عظيمة للسعادة والتربية  

والأم هى أكثر من يتحمل فى المواسم والأعياد لكنها ترحب بالأعباء لأنها تسعد أسرتها وتثمر فى تربيتها

ودور الأم عظيم فى مساعدة الأسرة على قضاء العيد كما يحب الله تعالى ويسعد الأسرة ويربيها تربية سليمة     

أولاـ ماهو العيد عند أهل الإيمان ؟

ـ العيد  يعود إلينا كل عام  بعد موسم من الطاعة والعبادة فعيد الفطر بعد صيام رمضان ، وعيد الأضحى بعد العشر الأوائل من ذى الحجة التى يستحب أن نكثر فيها من العبادة والصيام .

فكلما تعبدنا لله قبل العيد  كلما كان طعم العيد أجمل .

والحكمة من العيد هى تقوية بناء الأمة الاسلامية والترابط والوحدة بينها وإحياء العلاقات الطيبة بين أبنائها وكذلك تربية الانتماء للإسلام والحفاظ على الهوية الإسلامية .

ـ إن المؤمن غايته ومنتهى أمله فى  الحياة هو الوصول إلى رضا الله عنه فعليه أن يجتهد فى إرضاءربه فى كل الأحوال سواء فى التعبد لله أو فى الفرح والاحتفال بالعيد

ثانيا ـ ماهو دور الأخت المسلمة ؟

1ـ  فى كل موقف ومناسبة يجب أن يسأل كل منا نفسه : كيف يحقق عبوديته لله تعالى ويصل إلى مايرضى الله تعالى فى هذه المناسبة ؟ ثم يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه أن يوفقه ويسدده ويبلغه ما يرضيه عنه  .

ويجب على كل مسلم تعلم فقه هذه المناسبة وأحكامها والحلال والحرام فيها حتى يعبد الله كما يريد الله

2ــ أن تتذكر أن فرحة العيد وأى فرحة يجب أن لاتجعلها ترتكب مايغضب لله تعالى فتخسر من حسناتها  

3ـ أن تتجنب منكرات العيد الشائعة بين الناس مثل ترك الصلوات أوتاخيرها ، والاختلاط بالرجال ، والملابس الغير شرعية ، والتعطر ، وإظهار الزينة التى لايجوز إظهارها  ،والإسراف والتبذير

4ـ أن تجتهد فى مساعدة أفراد الأسرة على الخروج  إلى صلاة العيد مبكرا وتنوى بذلك إعانتهم  على العبادة كما تنوى تربية أبنائها وتعويدهم على تعظيم شعائر الله حتى تنال الأجر على هذه النية الصالحة التى تصلح القلب وتجدد الإيمان 

5ـ أن تجتهد وتستعد للخروج لمشهد العيد مع المسلمين لأن خروجها مستحب شرعا ولها فيه ثواب حتى لو كانت حائضا ولكنها لاتصلى وإنما تقف بجانب المصلى .

6ـ أن تتعلم فقه صلاة العيد فهذاالتعلم  واجب عليها شرعا .

ـ  وصلاة العيد فرض كفاية على المسلمين إذا قام به البعض سقط عن الباقين وإذا لم يصلوا العيد أثموا جميعا لكن ثواب صلاة العيد ثواب عظيم فهى من شعائر الله التى يحب أن يعظمها عبده المؤمن  قال تعالى (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ( 32 )(الحج كما أنها تجمع بين كثير من الأعمال الصالحة كالتكبير ، والمشى الى الصلاة ، والصلاة ذاتها،  والسلام على المؤمنين ، ولقاء المؤمنين ، وسماع الخطبة ، والاجتماع وشهود مجمع من المؤمنين تحضره الملائكة ويحبه الله تعالى فلعل الله أن يطلع عليهم جميعا فيغفر لهم كما فى حديث الرجل الذى حضر مجلس علم لكنه جاء لأجل مصلحة له فغفر الله له معهم ( هم القوم لايشقى بهم جليسهم ) ، وكذلك ثواب إظهار قوة المسلمين وعددهم وإظهار هوية الأمة وأنها متمسكة بدينها مما يمنع طمع أعدائها ، وثواب تربية الأبناء وتعويدهم ، وثواب فرحة الأبناء بالصلاة وبلقاء أصدقائهم هناك ، وغير ذلك من الأعمال الصالحة العظيمة التى تفرح بها الروح وتبتهج ويسعد القلب سعادة حقيقية فيذوق المؤمن فرحة العيد

ـ ويستحب التبكير للصلاة ولبس أحسن الثياب الشرعية والتعطر للرجال فقط ولاتخرج المرأة من بيتها متعطرة

ـ ويستحب التكبير فى الطريق ويرفع الرجل صوته به بينما تكبر المراة سرًا.

ـ وتكبيرات العيد تكبيرة الإحرام ثم ست تكبيرات وفى الركعة الثانية تكبيرة القيام ثم خمس تكبيرات .

ـ وترفع اليدين فى التكبيرات .

ـ يستحب أن تنتظر لسماع الخطبة وتنصت لها للاستفادة منها فى دينها .

ـ ويستحب فى عيد الأضحى عدم الفطر إلا بعد الصلاة .

7ـ عدم إرهاق الزوج بطلبات العيد بل تتصرف على قدررزق الله لأسرتها ولاتحاول أن تقلد غيرها من الأسر

قال تعالى (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا( 7 ) )الطلاق . وانظرى إلى الأقل منك رزقا  فالزوجة المؤمنة لاتنظر إلى غيرها والذكية تحسن التصرف وتقنع بالقليل فيبارك الله فيه . والزوجة المسلمة مهتمة بقضايا أمتها وبالتالى تعيش واقع المسلمين ومايحدث لهم وترى مايحدث فى غزة وجهاد أهلها وصبرهم وتضحيتهم وحبهم لبعض وتفانيهم فى الجهاد فى سبيل الله وكل ذلك يرفع همة المؤمن ويجعل اهتمامته عالية فالاسلام يكره تعلق الانسان بسفاسف الأمور .

8ـ الزوجة المؤمنة تتعامل مع الأمور بإيمانها وليس بطبعها وهواها وشهواتها  أى عليها أن تعرف ماهو الأحب إلى ربها تعالى فى هذا الموقف وتتصرف وتنفذ مايحبه الله وتعالى ويرضاه لاماتهواه نفسها

9ـ إن الأمور عندما تكون لله تنزل فيها البركة وعندما نتركها ليتدخل الهوى والشيطان والغيرة والعناد فيكلنا الله إلى أنفسنا فتفسد الأمور وتنشأ المشاكل .

10ـ الزوجة المؤمنة  تفهم مقصود الشرع وتتجاوب معه ففى العيد مقصود الشرع وحكمته هو الحب والتزاور والفرحة والبهجة فى الأسرة وصلة الأرحام والتصدق على الفقراء  فعليها أن تسير مع حكمة الشرع فتدخل البهجة على بيتها وتحذر أن تكون نصرفاتها سبب نكدأومدخلا للشيطان ليعكر جو العيد  .

11ـ إن الشيطان يحسد الأسرة المسلمة ويحاول دائما أن يحرمها من السرور والأسرة الواعية هى التى تفوت الفرصة على الشيطان وجنوده وذلك بتجنب الأخطاء لأنها ثغرة الشيطان إلى الأسرة  وبكثرة الذكرلأنه يطرد الشيطان ويقمعه  وبالعفو والصفح لأنه يغيظ الشيطان وهذه مسؤلية الأم فى التربية

12ـ فى يوم العيد لايجوز تجديد الأحزان بتذكر الأموات والتأسف على الغائبين  ، وتمنى وجود المفقود  فالميت لن ينفعه تجديد الأحزان ،  والغائب لن يعيده الأسف عليه وإن إدخال السرور على الأسرة عبادة وهو الأحب إلى الله ، والحزن هو هوى النفس وغرض الشيطان ، والإيمان هو أن نتغلب على هوى النفس حتى يصبح  تبعا للشرع وأن نتبع الأحب إلى الله وهذا هو لُبُّ العبودية لله تعالى . وارفعى همتك فنحن أمة مامورة بالجهاد فى سبيل الله واظرى حولك إلى أحوال المجاهدين فى كل مكان .

13ـ صلة أرحامها وأقاربها وإدخال السرور عليهم بنية التقرب إلى الله وليس مجرد عادة .

14ـ صلة أرحام  وأقارب زوجها كحق للمسلمين عليها وحتى تدخل السرورعلى قلب زوجها .

15ـ إصلاح ذات البين هو الأحب إلى الله تعالى  فالمؤمن يبادر بالصلح ويبدأ بالسلام ويعفو ويصفح لله  حتى لايمنع عمله من الصعود إلى السماء فإن الأعمال ترفع إلى الله يومى  الاثنين والخميس إلا المتخاصمين فيقال أخروا هذين حتى يصطلحا أخروا هذين حتى يصطلحا ونحن فى الأيام العشر والعيد قد تقربنا إلى الله بأعمال صالحة فلنرفعها إلى الله بالصلح والعفو .

16ـ الإحسان إلى ضيوفك وإكرامهم بنية العمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) متفق عليه وخصوصا أقارب زوجك بهذه النية وبنية الإحسان إلى زوجك .

17ـ إن إكرام أهل الزوج لايتوقف على العلاقة مع الزوج فلو كان بينك وبين زوجك شىء فلا تقصرى فى حقوق أهله فهم  ضيوفك وإكرام الضيف حق للضيف وعمل يحبه الله تعالى وهو من الإيمان كما فى الحديث

18ـ خذى من العيد فرصة لتربية أبنائك وتعويدهم على الأخلاق الاسلامية فالأبناء تلقنيهم آداب العيد وأذكاره  وتساعديهم على العمل بها ، وتشجعيهم على الالتزام بالأخلاق ؛ فيتعودون على حسن الضيافة واستقبال الضيوف، وعلى الوقوف بجوار أبيهم فى المواقف وعدم تركه وحده ن وعلى الجلوس مع الرجال وعدم مخالطة النساء ، وعلى تنظيم الوقت وتقسيمه فيما بينهم ما بين التمتع بالعيد وبين المشاركة فى المسؤليات 

أما البنات فالعيد فرصة لتعويدهن على ضبط الفرح بضوابط الشرع وفرصة لتدريبهن على تحمل المسؤلية فى جو المرح والبهجة  وتوزيع الوقت بين الفرح ومشاركة الصاحبات  وزيارة الأقارب وبين المشاركة فى  مسؤليات البيت وأعماله

19ـ إن بعض الأمهات تميل إلى تفريغ بناتها للتمتع بالعيد فقط وهذا ليس فى صالح تربية البنات وتأهيلهن لتحمل المسؤلية غدا فى بيت الزوجية

20ـ شجعى زوجك على صلة رحمه وزيارة أقاربه وإذا كان يحب مصاحبتك فى زيارتهم فلا تتمنعى بغير عذر حتى لاتوغرى صدره عليك وإذا كان فى هذه الزيارة ماتكرهين فالجئى إلى الله واجعلى هذه الزيارة لله واحتسبى أجرها تخف عليك قال تعالى (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرً  ) النساء

إن بعض الزوجات تطير فرحا إذا زارها أهلها أو زارتهم وهذا جميل لكنها تموت كمدا إذا زارت أهل زوجها أو زاروها وهذا خطأ يسبب عكارة العلاقة الزوجية

ـ إذا كانت هناك خلافات أو مشكلات مع زوجك فانسى ذلك فى هذا اليوم وقومى بحقه كاملا حتى يكون هذا العيد فرصة للإصلاح وتجديد الحب وليس العكس

21ـ جددى نيتك فى كل أعمالك  فى البيت واجعليها لله فالله تعالى يحب الإحسان إلى الزوج  ويحب إتقان العمل   

22ـ إن إعداد مطالب الأسرة أمانة متروكة لك ولضميرك فراقبى الله فيها وإن من الإحسان أن يظهر زوجك وأبنائك بالمظهر اللائق يهم بين زملائهم .

23ـ إنه ليس من العدل والإنصاف أن يكون اهتمامك بمظهرك أهم وأعلى من اهتمامك بمظهر أبنائك وزوجك       

24ـ لاتنسى الفقراء فى هذا اليوم فهو يومهم الذى قد لايذوقون اللحم إلا فيه وتذكرى قول الله تعالى ( مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ   النحل(     وقال تعالى   )مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ( ( 11 ) )  الحديد

قسمت عائشة رضى الله عنها لحماعلى الفقراء وكانت صائمة فقالت لها الخادمة : لم تتركى شيئا لتفطري عليه . فقالت :  لو ذكرتينى لأبقيت  .أى أنها نسيت نفسها عندما قسمت على الفقراء .

25ـ لاتتعمدى اختيار اللحم الردىء للفقراء قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد ( 267 )  البقرة أى لاتقصدوا الردىء وتجعلوه للفقراء ولكم الجيد فتنفقوا لله ما تكرهون

 

 

26ـ العيد فرصة للإحسان إلى جاراتك قال تعالى ( وَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى  وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) سورة النساء .  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ) متفق عليه

27ـ العيد فرصة جميلة لتجديد الحب بيننا وبين المسلمين بدأ بالزوج والأبناء والأهل والجيران والاصدقاء فابدئى بالسلام والتهنئة واختارى كلمات جميلة وعبرى عن مشاعرك بصدق وكرم ولا تبخلى بإظهار حبك وتقديرك وخصوصا مع زوجك فهو أحق بتهنئتك له بالعيد .

وتذكرى دائما أن المراة فى بيت زوجها راع وهى مسؤلة عن رعيتها وأن مسؤليتك ليست الطعام والشراب والملابس فقط وإنما أكبر مسؤلية هى تربية أبنائك  على الإسلام وهى أثقل شىء فى ميزانك بإذن الله

 

إننا ندرك أن حمل الزوجة التى غاب عنها زوجها ثقيل وندعو الله تعالى أن يعينها على حمله وعلى أداء هذه الأمانة وإعطاء هذه الرسالة حقها فلتستعن هذه الأخت بالله تعالى ولن يضيعها الله مادامت قد أخذت أبناءها وتوجهت بهم إلى الله لتحتمى بجنابه وتستنير فى ظلمة الحياة بدينه وتتخذ التدين لله وحده طريقا لأسرتها يعصمها ويحفظها ويقودها إلى الخير والحق  . وعما قريب سيكبر الصغير ويفرج الله الكرب ويغير الحال ( سيجعل الله بعد عسر يسرا)  وساعتها ستجلس الأم تتذكر مسيرتها فتفرح روحها وتبتهج بأنها ظنت بربها خيرا ووثقت فى رحمته وكرمه وقد كان فأعانها الله على هذا الأمر العظيم الذى يقصر فيه كثير من الرجال ولتذكر الأخت المسلمة أن الله اختارها لهذه المدرسة مدرسة الابتلاء التى سبقتها إليها كثيرات منذ أمناهاجر زوج أبينا إبراهيم وأم أبينا إسماعيل  عليهما السلام ثم كثيرات من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم

ـ إن قيام الزوجة المسلمة بمسؤليتها التى ائتمنها الاسلام عليها ليست أهميته ولاثوابه فى الدنيا والآخرة على أنه بناء وحفاظ على أسرة مسلمة فحسب  بل هو مساهمة فى بناء أمتنا العظيمة  وفى تحقيق النصر لها ولكل قضاياها كقضية القدس وغيرها ولكل المستضعفين من المسلمين فى الأرض الفلسطينيين وغيرهم بإذن الله

وتقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 416 مشاهدة
نشرت فى 21 سبتمبر 2014 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

349,838