كتبت شيماء صبحى الجمعة, 14 فبراير 2014 17:37
أيهما أوقع فى النفس ؟ شروق أم غروب الشمس؟
الشمس ذلك النجم البعيد الذى يبعد بمقاييس العلماء سنوات ضوئية عديدة ويأتينا ضؤه فى لحظات لا تعد. الشمس واهبة الحياة على الأرض تخرج كل يوم لتلون شفق الدنيا بألوان من صنع الخلاق . تكسر ظلام الليل وتزيح عتمته عن وجه الارض ...... فتزدهر الدنيا .... تخرج الطيور من أكنانها .... تنفض عن أجنحتها عتمة الليل وتكسر حاجز الظلام وتشق عنان السماء بأجنحة صغيرة كأنها تعلن تحديها للدنيا مع أول خيوط الشمس. تشرق الشمس لتتفتح الورود فى الحدائق وينتشر العبير فى الارض معلنا بدء الحياة من جديد .... ومع شروق الشمس تتفتح عيون البشر على اليوم الجديد ... ما أجمل شعاع الشمس عندما يداعب العيون فى الصباح حاملا معه نسمة صباحية حانية تلمس وجنات الأطفال وتداعب جباه الكبار وتملأ القلوب نشوة وأملا فى الوليد الجديد..... الوليد الجديد يبدأ حياته مع شروق الشمس يولد من رحم الليل تسقبله نسمات الفجر ويحتضنه شعاع الشمس ..... حياة جديدة تبدأ مع شعاع الشمس وتنتهى أيضا بشعاع الشمس. وما الحياة إلا ميلاد ونهاية........ شروق لشمس فى الصباح .... وغروب مع حلول المساء... وما بينهما أيام وساعات ودقائق ودقات..... دقات قلوب خافقة كل يخفق بما يريد ...... السعى على الأرزاق ..... البحث فى الأرض.... الغدر .... الخيانة .... الحب ....... الأمانة.......... الجد ...الهزل ..... الصدق .... الكذب....العمل والكسل ..... وما بين كل دقة ودقة دقائق من العمر تعد....... فدقات قلب المرء قائلة له ............. إن الحياة دقائق وثوان ويكبر الوليد سريعا ... يشب فى الضحى ويمتلئ قوة وفتوة فى الظهيرة.... وفى المنتصف يزداد حكمة ... ويشيخ مع العصر ويكهل فى المساء وينتهى مع غروب الشمس فهكذا البشر وليد يولد ويشب ويشيخ ويكهل وينتهى وتغرب الشمس ....شمس ...ذاك الوليد.. وفى غروب الشمس يتلون الغسق بألوان الليل فتكون أروع الالوان مزيج الضوء الذى يزوى مع ظلمة تأتى.... ومع خيوط الغروب تدق القلوب لقد انتهى هذا الوليد وذهب ولن يعود........ الجميع يحبون غروب الشمس ويتأثرون به بل يرونه أروع ما خلق الله ........ الشروق أحلى........... وأروع ...... وأبهى......... فالشروق فرحة ......... وبهجة........... وأمل ........... الشروق ميلاد......... وحياة .......... والغروب راحة .......... وهدوء....... الغروب وقار .........وسكينة.......... هكذا الحياة تبدأ بالروعة وتمتلئ بالفرحة والبهجة والامل وتنتهى بالوقار والسكينة........ تشرق شمس البشر من يوم الميلاد كما ولد اليوم الجديد وتنتهى بغروب الشمس فى نهاية الحياة..... ننسى جمال الشروق ونتذكر فقط سكينة الغروب ولكن لم تغرب الشمس ......... إلا لتشرق من جديد ومع نهاية كل حياة .... تولد حياة أخرى فى مكان جديد فما أجمل الشمس عند الشروق .... وعند المغيب!!
اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/39-
وأقول :
كنت فى أحلك الظروف وأشدها أخرج بعد الفجر إلى شاطىء النيل أنتظر شروق الشمس ..أذكر الله تعالى وأنا أتأمل حركة الكون وسكونه فى هذا الوقت الجميل الخاشع بظلامه المنسحب أمام انسياب النهار وبسط ردائه على الدنيا
أرى سطح النيل الصامت وفوقه هناك من بعيد شبح قارب لايكاد يظهر ثم سرب طيور ترفرف فى الفضاء
ثم تبزغ الشمس فينعكس ضؤها الذهبى على مرآة النيل الفضية فينساب تيار من السكينة على قلبى ينشرح له الصدر فتذرف العين دمعة باردة على سفح الخد تغسل القلب ويسرى فى دمائى شىء لا أستطيع أن أسميه لكن أسمى أثره
إنه الشفاء
أما الغروب فقد وصفت فيه ذكرياتى معه فى مقال مستقل سأنقله فى موقعى هذا بغذن الله
ساحة النقاش