علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة

           الشهيد ياسر عبد الحكيم رمز التفانى فى الدعوة

كان ياسر عبد الحكيم طالبا بكلية الهندسة جامعة المنيا عندما خرجنا من السجن سنة 1984 بعد النطق بالحكم فى قضية الجهاد الكبرى وإعلان براءتنا
رأيته شابا حافظا للقرآن كله متقنا لحفظه مجيدا لقراءته مهذبا جدا محبوبا من كل زملائه متفوقا فى دراسته حييا حسن الخلق 
كان محبا لدينه يحب الدعوة له يجلس فى مسجد الكلية بعد صلاة الظهر فيلتف حوله عدد من زملائه يعلمهم احكام تلاوة القرآن
ومع استمراره فى الدراسة وتقدمه فيها ازداد إقباله على الدعوة الى الله تعالى فكان ينفق وقتا طويلا من يومه فى العمل للاسلام وكان متواضعا جدا يدعو الطلاب يوم الأحد لصيام الاثنين ويوم الأربعاء لصيام الخميس وكان يجهز الإفطار فيذهب لشراء الفول ثم يجهزه ثم يحمل طعام الإفطار على دراجة الى مسجد الجهاد بأرض سلطان فيحضر الطلاب المدعوون ليفطروا ثم يجلسوا لتلقى بعض الدروس الدينية حتى صلاة العشاء 
كان ياسر خفيض الجناح جدا ولم نكن نتصور انه يملك صفات قيادية وهو فى الصف الأول من الكلية ولكن كان نموذجا على أن من حسنت جنديته حسنت قيادته فقد كان مهذبا جدا متفانيا جدا لايجادل ولايتباطأ فى خدمة الدين وكان يميل الى التوافق والتيسير والتطاوع مع إخوانه وزملائه وخدمتهم وكانت الخدمة فى شخصيته عملا تلقائيا فلا نجتمع فى مكان إلا ويقوم ياسر من تلقاء نفسه باعمال الخدمة فهو الذى يطبخ إن احتجنا وهو الذى يضع الطعام ويرفع المائدة ويكنس المكان  فحظى بمحبة إخوانه وزملائه والتفافهم حوله وطاعتهم له فرأيناه قائدا ناجحا
كان ياسر رحمه الله حسن التصرف جدا حتى  اشتهر بذلك حتى أننا كنا إذا فشل أكثر من واحد فى مهمة قلنا : ليس لها إلا ياسر
ومن تفانيه فى العمل وحسن تصرفه وهبه الله سرا كنا نتحدث به فقد كنا إذا بحثنا عن أحد ليقوم بمهمة فى الدعوة فلم نجد قلنا : أين أنت ياياسر ؟ على سبيل تمنى وجوده ليقوم بهذه المهمة الصعبة وغالبا ماكنا نجد ياسر قد أتى لنقول جميعا : قطعت جهينة قول كل خطيب
كان رحمة الله عليه موفقا فى عمله قد يسر الله له كثيرا من أموره وفتح له كثيرا من أبواب العمل للدين لأنه كان قد نذر نفسه للدعوة والعمل للإسلام وكان ضمن مجموعة من الطلاب يبيتون فى المسجد يذاكرون وينتظرون لأى طلب أو تكليف بأى عمل من اعمال الدعوة وكانوا يمزحون  يرفعون شعارايقولون إن الدين لايقوم الا على أكتاف (المقاطيع ) المنقطعين له . إتفقنا يوما على أنه لابد ان يستقر  ويبحث عن شقة يؤجرها بدلا من البيات فى المساجد وتفرق متاعه وملابسه بين المساجد والشقق . وفى اليوم التالى كان فى برنامجنا يوم رياضى بنادى المنيا مع عدد من الطلاب فسرعان ما جاءت قوات الأمن وحاصرت النادى وتم القبض علينا وترحيلنا إلى معتقل أبى زعبل فكنا نمزح ونقول ظننا أن لنا حقا فى الاستقرار مثل الناس ونحن ليس لنا حق فى أن نلعب رياضة مثل كل خلق الله ثم خرجنا وبعد فترة التقينا فقلت له نريد أن تستقر فنجمع حاجاتك فى مكان واحد فضحكنا كثيرا على أن كلمة نستقر مقرون بها الاعتقال وقد كان للمرة الثانية اعتقلنا بعدها قبل أن يجد هذه الشقة التى يستقر فيها ثم خرجنا من الاعتقال ثم التقينا فقال من بعيد : هاه نريد أن تستقر !

كان ياسر رحمه الله إذا مشى مع احد اخوانه وكان مطلوبا للقبض عليه يمشى أمامه وخلفه يفديه 

 

وكان ياسر لايمل من العمل يسافر من المنيا الى القاهرة ثم يعود فى نفس اليوم
كان مشروع تخرج المهندس ياسر عبد الحكيم ابتكار مشروع إعادة تدويرالقمامة للاستفادة منها وتصميم ماكينة خاصة بهذا المشروع
أستشهد ياسر عبد الحكيم رحمه الله فى شهر يونيو 1991بالقاهرة ودفن فى بلدته كفر سراو بالمنوفية

 

لقد عايشت كثيرا من الشهداء فوجدت فيهم صفات مشتركة كلها تجتمع فى المهندس ياسر عبد الحكيم ومجموعة من أصدقائه الذين لحق بعضهم ببعض مثل عبد العزيز ببا ومحمد فوزى وغيرهما رحمهم الله جميعا ورفع درجاتهم والحقنا وإياهم بالشهداء والصالحين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 214 مشاهدة
نشرت فى 22 يناير 2014 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

353,517