"اللهم بك أصبحنا و بك أمسينا و بك نحيا و بك نموت و إليك النشور"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور, وإذا أمسى فليقل اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير" سنن الترمذي وسنن أبى داوود وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
(اللهم): قال ابن حجر: (هذه كلمة كثر استعمالها في الدعاء وهو بمعنى يا ألله.. والميم عوض عن حرف النداء فلا يقال اللهم غفور رحيم مثلا.. وإنما يقال اللهم اغفر لي وارحمني).
وقيل بل كالواو الدالة على الجمع كأن الداعي قال: يا من اجتمعت له الأسماء الحسنى.
قال الحسن البصري: اللهم مجتمع الدعاء.. وعن النضر بن شميل: من قال اللهم فقد سأل الله بجميع أسمائه اهـ مختصرا.
(بك أصبحنا) بقوتك وقدرتك وإيجادك وبنعمتك وإعانتك وإمدادك أصبحنا أي دخلنا في الصباح أو أدركنا الصباح.. إذ أنت أوجدتنا وأوجدت الصباح.
(و بك نحيا و بك نموت) فإنما نحن بك أنت المعين وحدك و أمورنا كلها بيدك.. ولا غنى لنا عنك طرفة عين.. وفى هذا من الاعتماد على الله واللجوء إليه والاعتراف بمنته وفضله ما يحقق للمرء إيمانه.. ويقوى يقينه ويعظم صلته بربه سبحانه وتعالى.
(و إليك النشور) المرجع يوم القيامة ببعث الناس من قبورهم وإحيائهم بعد إماتتهم.
(و إليك المصير) أي المرجع والمآب.. وقد جعل صلى الله عليه وسلم قوله وإليك النشور في الصباح وقوله وإليك المصير في المساء رعاية للتناسب والتشاكل.. لأن الإصباح يشبه النشر بعد الموت والنوم موتة صغرى والقيام منه يشبه النشر بعد الموت قال تعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى).
والإمساء يشبه الموت بعد الحياة.. لأن الإنسان يصير فيه إلى النوم الذي يشبه الموت والوفاة.. ومما يوضح هذا أنه كان صلى الله عليه وسلم يقول عند قيامه من النوم (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما آماتنا وإليه النشور) فسمى النوم موتا والقيام منه حياة بعد الموت.
ساحة النقاش