علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة

 

 

من آداب الصباح والمساء

 

 

 

 

 

 

 

الأول: أن يستحضر أن الله سبحانه وتعالى يستعتبه , ويمد في أجله عسى أن يتوب إليه , ويقبل عليه , ولهذا المعنى كان صلى الله عليه وسلم , إذا اسيقظ من نومه حمد الله على أن (( رَدَّ عليه رُوحه , وعافاه في جسده , وأَذِن له بذكره )) , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس أحدٌ أفضلَ عند الله من مؤمنٍ يُعَمَّر في الإِسلام , لتسبيحه , وتكبيره , وتهليله (

وقال ابن مسعود رضي الله عنه لجاريته حين أخبرته بطلوع الشمس :

" الحمد لله الذي وَهَبَ لنا هذا اليوم , وأقالنا فيه عثراتنا , ولم يعذبنا بالنار "

 

 

 

 

 

 

الثاني: أن يلزم الاستغفار , ويجدد التوبة من جميع الذنوب بالكف عنها , والندم عليها , والعزم الأكيد على عدم معاودتها , وأداء الحقوق إلى أصحابها .

قال رجل لحاتم الأصم : (( ما تشتهي؟ ((.

قال: (( أشتهي عافية يوم إلى الليل((.

فقال له: (( أليست الأيام كلها عافية؟(i .

قال: (( إن عافية يومي أن لا أعصي الله فيه(( .

 

 

 

 

 

 

الثالث: أن يكون من أصحاب هَمِّ الآخرة , قال صلى الله عليه وسلم : ( من كانت همَّه الآخرةُ , جمع له شملَه , وجعل غناه في قلبه , وأتته الدنيا راغمةً , ومن كانت همَّه الدنيا , فرَّق اللهعليه أمره , وجعل فقره بين عينيه , ولم يأته من الدنيا إلا ما كَتَبَ الله له ) .

وذلك يقتضي أن يجتهد في تعمير وقته , وشغل قلبه بكل ما يرضي الله من صالح الأعمال .

 

 

 

 

 

 

الرابع: أن يعزم على كف شره عن الناس , ويطهر قلبه من الغل لأَيٍّ من المسلمين , قال الصحابي _ الذي بشره النبي صلى الله عليه وسلم , بأنه من أهل الجنة _ لعبد الله ابن عمرو لما أقام معه ثلاثاً كي يرقب عبادته , فاستقلها , وسأله عما يكون قد بلغ به هذه المنزلة , فقال رضي الله عنه :

" ما هو إلا ما رأيتَ , غير أني لا أجد على أحد من المسلمين في نفسي غِشًّا , ولا حسداً على خير أعطاه الله إياه "

قال عبد الله: فقلت له: ( هي التي بلغت بك , وهي التي لا نطيق ) .

 

 

 

 

 

 

الخامس: أن يستحضر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان , تقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك , فإن استقمتَ استقمنا , وإن اعوججتَ اعوججنا ) , وقوله صلى الله عليه وسلم : (( أكثر خطايا ابن آدم لسانه )) .

 

 

 

 

 

 

السادس: أن يمكث في مصلاه بعد صلاة الصبح يذكر الله حتى تطلع الشمس , ثم يصلي ركعتين , وأن يمكث كذلك بعد صلاة العصر , فإنه من أشرف أوقات الذكر .

 

 

 

 

 

 

السابع: أن يجتهد في الجمع في يوم واحد بين صوم تطوع , وعيادة مريض , وتشيع جنازة , وإطعام مسكين , فقد قال صلى الله عليه وسلم " ما اجتمعت هذه الخِصال في رجل في يوم إلا دخل الجنة " .

 

 

 

 

 

 

الثامن: أن يستحضر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أصبح منكم آمنًا في سِرْبِه مُعافًي في جسده , عنده قوتُ يومه , فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بحذفيراها ) .

 

 

 

 

 

 

التاسع: أن يبادر بكتابة وصيته بشيء من ماله : ثُلُثٍ أو أقل , إذا كان له مال كثير وورثته أغنياء , فيوصي به أقربائه من غير الوارثين , أو لجهة من جهات الخير .

وإذا كان عليه دين , أو عنده وديعة , أو عليه حقوق يخشى أن تضيع على أصحابها بموته يجب عليه أن يوصي بذلك حتى لا يؤاخذه الله بها , وكذا له أن يوصي بالعهد إلى من ينظر في شأن أولاده الصغار إلى بلوغهم .

 

 

 

 

 

 

العاشر: أن يستحضر أن هذا اليوم أو هذه الليلة قد يكون آخر عهده بالحياة , لقوله تعالى: {وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ} (185) سورة الأعراف , وقد رُوِيَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أكثروا ذِكْرَ هادِمِ اللذات الموت , فإنه لم يذكره أحدٌ في ضِيق من العيش إلا وسَّعه عليه , ولا ذكره في سَعَةٍ إلا ضَيَّقَها عليه " .

وقال صلى الله عليه وسلم: (( أتاني جبريل , فقال: يا محمد عش ما شئت , فإنك ميت , وأحبب من شئت فإنك مفارقه , واعمل ما شئت فإنك مَجْزِيٌ به)) الحديث .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي , فقال: " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل , وعُدَّ نفسك في أصحاب القبور " ) , وكان ابن عمر يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح , وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء , وخذ من صحتك لمرضك , ومن حياتك لموتك .

 

* نموتُ ونحيا كلَّ يوم وليلة ولا بد من يوم نموتُ ولا نحيا

 

وسُئل بعض الصالحين: كيف أصبحت؟ فقال: " أصبحت وبنا من نعم الله ما لا يُحصى , مع كثير ما يُعْصَى , فلا ندري على ما نشكر :

على جميل ما نَشَر , أو على قبيح ما ستَر " .

وقال آخر: " أصبحت بين نعمتين لا أدري أيتهما أعظم: ذنوب سترها الله عليَّ , فلا يقدر أن يُعَيِّرَني بها أحد , ومحبة قذفها الله في قلوب الخلق , لا يبلغها عملي " .

وقال ثالث: " أصبحنا أضيافاً منحين بأرض غربة ننتظر متى نُدعى فنجيب؟ "

https://akhawat.islamway.net/forum/profile/98414-%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%81%D9%88%D8%B2%D9%8A/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 9 مشاهدة
نشرت فى 1 أغسطس 2024 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

323,697