أنا كبرت
مسودة (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
انا كبرت ..
الآن أنا اشعر أنني أكبر من قبل ذلك ..
أنا رجل..
أريد أن أشعر برجولتي
كيف يشعر الإنسان بأنه رجل ؟
القرآن يعرفنا أن الرجل هو الذي يصلي في المسجد وذلك في قوله تعالى :( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) سوره النور ..
من المهم أنك بعد أن كبرت تقرأ سوره النور وتفسيرها..
صفات الرجال في سورة النور :
<!--رجال .. لكن لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار
<!-- الرجل هو الذي لا يلهيه شيء عن ذكر الله
.. أنت الان رجل..
الان لابد ـن يكون لك ورد يومي من القرآن وأذكار الصباح والمساء
الطفل الصغير هو الذي لا يستطيع أن يترك اللعب ليذهب لشيء أهم من اللعب ..
أنت الآن كبرت تقدر تترك اللعب وتذهب الى الصلاة
عندما تعلب نفسك وتترك اللعب وتذهب للصلاة فأنت رجل .. عقلك أكبر واهتماماتك أكبر
يعني
الرجل هو الذي يقيم الصلاة ولا يلهيه عنها شيء ويترك ما في يده ليذهب إليها ..
وأنت طفل كانت الصلاة تكتب لك في صحيفة حسناتك .. وتركك للصلاة لا تحاسب عليه .. الآن أنت رجل .. ترك الصلاة يحاسبك ربك عليه
الصلاة ركن الإسلام الأعظم ..
<!--فهي أول ما يحاسبنا عليه اللهيوم القيامة
<!-- قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر).
<!--والصلاة عماد الدين
<!--الصلاة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل مسلم فعن أنس رضي الله عنه قال : كانت عامة وصية رسول الله حين حضره الموت الصلاة الصلاة
<!--والصلاة ملجأ المؤمن وقت الشدائد .. قال ربنا في سورة البقرة ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين )
والآيات والأحاديث التي وردت في فضلها وعظمتها والترهيب من تركها كثيرة جدا
والآن إذا كنت فعلا تترك اللعب وتذهب للصلاة فأنت رجل .. وإذا كانت شهوة اللعب تغلبك .. تهزمك .. فتقدم اللعب على الصلاة فأنت تحتاج أن تدرب نفسك
عندما تذهب إلى المسجد ستشعر بأنك رجل وأنك لم تعد طفلا ..
ستقف في الصف وسط الكبار .. ومن الممكن تكون أنت الإمام لهم يوما ..
لقد كبرت وتصلي الآن صلاة حقيقة وليست كصلاتك وانت طفل ..
ستشعر بفهمك للقرآن أكثر وبتركيزك في الصلاة أكثر ..
ستشعر بأنك تحتاج أن تسال بعض الأسئلة في معاني كلمات القرآن .. أسأل عن هذه المعاني ولا تتردد أو تحرج .. فالكبار يسألون ليتعلموا .. وإنما يضيع العلم بين الحياء والكبر
3 . الرجال هم الذين (يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار )..
الآن أنت كبرت .. من المهم جدا أن تفكر فيما بعد هذه الحياة .. عقلك الآن أكبر .. يفهم ما معنى الموت ..
وأين نذهب بعد أن نموت ؟
فلابد أن نستعد لما بعد الموت وللوقوف أمام الله والحساب يوم القيامة .. نأخذ هذا الأمر بجدية كما يفعل الكبار .. لا نستهتر كما يفعل الأطفال
هل هناك صفات أخرى للرجال في القرآن ؟ ............ نعم
4 . في سورة الأحزاب ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) فمن علامات الرجولة الصدق ..
أنت كبرت ..
الصدق وعدم الكذب هو الذي يفرق بينك وبين الصغار ..
الصدق رجولة
ولقد تعلمت من قبل أن الصدق ييوصلك للجنة إلى البر .قال صلى الله عليه وسلم (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور و الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )
الكذب من صفات المنافقين وليس من صفات المؤمنين أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر . رواه البخاري ومسلم
وهذه قصة جميلة في فضل الصدق .......................
5 . الرجل هو الذي إذا وعد وفى بوعده (............. صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) الرجل عند كلمته
ولهذه الآية حكاية جميلة أنس بن النضر -رضي الله عنه- سميت به، لم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، فشق عليه، وقال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبت عنه، لئن أراني الله تعالى مشهدًا فيما بعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليرين الله عز وجل ما أصنع. قال: فهاب أن يقول غيرها، فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فاستقبل سعد بن معاذ -رضي الله عنه-، فقال له أنس -رضي الله عنه-: يا أبا عمرو، أين واهًا لريح الجنة? إني أجده دون أحد، قال: فقاتلهم حتى قتل -رضي الله عنه-، قال: فوجد في جسده بضعًا وثمانين بين ضربة، وطعنة، ورمية، فقالت أخته -عمتي الربيع ابنة النضر-: فما عرفت أخي إلا ببنانه، قال: فنزلت هذه الآية: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)، قال: فكانوا يرون أنها نزلت فيه، وفي أصحابه -رضي الله عنهم-.
.. ولذلك يجب أن تضع نصب عينيك أن إخلاف الوعد من صفات المنافقين والذين هم في الدرك الأسفل من النار
وأما المؤمنين .. الرجال هم أهل الوفاء بالوعد والصدق في العهد
إذا علامات الرجولة هــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي :
<!--الذهاب إلى بيوت الله وعمارة المساجد
<!--القدرة على ترك شيء لما هو أهم منه وخصوصا الصلاة
<!--إقام الصلاة
<!--الصدقة ...... يعني تعطي الفقير من نقودك الخاصة
<!--الصدق
<!--الوفاء بالوعد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا كبرت
أنا الآن أشعر بأن علي مسؤوليات ..... أنا كبرت فما هي مسؤولياتي ؟
أولا تجاه نفسي :
<!--أطيع ربي 2. أنمي عقلي بالعلم والدراسة والتفكر في خلق الله
3 . أنمي جسمي بالرياضة 4 . لا أكون إمعة أقلد غيري تقليدا أعمى .. فأنا مسلم لي ملابسي الخاصة وكلامي الراقي الذي يرضي ربي وأخلاقي العالية التي نعلوا بها فوق الأمم ..
ولقد حضرتني حكاية جميلة عن أمتنا العظيمة تعرف منها قدر تفردك وعظمة أمتك بين الأمم ففي خلافة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز, رحمه الله , كان قتيبة بن مسلم الباهلي رحمه الله - يفتح المدن والقرى ينشر دين الله في الأرض , وفتح الله على يديه مدينة سمرقند . افتتحها بدون أن يدعوَ أهلها للإسلام أو الجزية , ثم يمهلهم ثلاثاً كعادة المسلمين , ثم يبدأ القتال . فلما علم أهل سمرقند بأن هذا الأمر مخالف للإسلام كتب كهنتها رسالة إلى سلطان المسلمين في ذلك الوقت وهو عمر بن عبد العزيز عليه رحمة الله , أرسلوا بهذه الرسالة أحد أهل سمرقند يقول هذا الرسول:- ( أخذت أتنقّل من بلد إلى بلد أشهراً حتى وصلت إلى دمشق دار الخلافة فلما وصلت أخذت أتنقل في أحيائها وأُحدِّث نفسي بأن أسأل عن دار السلطان , فأخذت على نفسي إن نطقت باسم السلطان أن أؤخذ أخذاً فلما رأيت أعظم بناءٍ في المدينة , دخلت إليه وإذا أناس يدخلون ويخرجون ويركعون ويسجدون , وإذا بحلقات هذا البناء , فقلت لأحدهم أهذه دار الوالي؟ قال: لا , بل هذا هو المسجد. قال: صليت؟ قال: قلت: وما صليت؟ , قال: وما دينك؟ قال: على دين أهل سمرقند , فجعل يحدثني عن الإسلام حتى اعتنقته وشهدت بالشهادتين ,ثم قلت له: أنا رجل غريب أريد السلطان دلّني عليه يرحمك الله؟ قال أتعني أمير المؤمنين؟ قلت: نعم . قال: اسلك ذلك الطريق حتى تصل إلى تلك الدار وأشار إلى دار من طين . فقلت: أتهزأ بي؟ قال: لا ولكن اسلك هذا الطريق فتلك دار أمير المؤمنين إن كنت تريده , قال: فذهبت واقتربت وإذا برجل يأخذ طيناً ويسدّ به ثُلمة في الدار وامرأة تناوله الطين , قال: فرجعت إلى الذي دلّني وقلت: أسألك عن دار أمير المؤمنين وتدلّني على طيّان! فقال: هو ذاك أمير المؤمنين . قال: فطرقت الباب وذهبت المرأة وخرج الرجل فسلّم علي ورحّب بي وغسّل يديه, وقال: ما تريد؟ قلت: هذه رسالة من كهنة سمرقند فقرأها ثم قلبها فكتب على ظهرها, ( من عبد الله عمر بن عبد العزيز إلى عامله في سمرقند أن انصب قاضياً ينظر فيما ذكروا ) , ثم ختمها وناولنيها. فانطلقت أقول: فلولا أني خشيت أن يكذبني أهل سمرقند لألقيتها في الطريق ماذا تفعل هذه الورقة وهذه الكلمات في إخراج هذه الجيوش العرمرم وذلك القائد الذي دوّخ شرق الأرض برمتها . قال: وعدت بفضل الله مسلماً كلما دخلت بلداً صليت بمسجده وأكرمني أهله , فلما وصلت إلى سمرقند وقرأ الكهنة الرسالة أظلمت عليهم الأرض وضاقت عليهم بما رحبت ، ذهبوا بها إلى عامل عمر على سمرقند فنصّب لهم القاضي جُمَيْع بن حاضر الباجي لينظر في شكواهم ,ثم اجتمعوا في يوم وسألناه دعوانا فقلنا اجتاحنا قتيبة, ولم يدعنا إلى الإسلام ويمهلنا لننظر في أمرنا فقال القاضي: لخليفة قتيبة وقد مات قتيبة – رحمه الله – :أنت ما تقول؟ قال: لقد كانت أرضهم خصبة وواسعة فخشي قتيبة إن أذنهم وأمهلهم أن يتحصنوا عليه . قال القاضي: لقد خرجنا مجاهدين في سبيل الله وما خرجنا فاتحين للأرض أشراً وبطراً , ثم قضى القاضي بإخراج المسلمين على أن يؤذنهم القائد بعد ذلك وفقاً للمبادئ الإسلامية . ما ظنّ أهل سمرقند أنّ تلك الكلمات ستفعل فعلها ما غربت شمس ذلك اليوم ورجل من الجيش الإسلامي في أرض سمرقند , خرج الجيش كله ودعوهم إلى الإسلام أو الجزية أو القتال . فلما رأى أهل سمرقند ما لا مثيل له في تاريخ البشرية من عدالة تنفذها الدولة على جيشها وقائدها , قالوا: هذه أمة حُكمُها رحمة ونعمة , فدخل أغلبهم في دين الله وفُرضت الجزية على الباقين.
أنا كبرت
وأصبح علي مسؤوليات تجاه ديني :
<!--أتعلم ديني ( فطلب العلم فريضة )
<!--أعمل بما أتعلم
<!--أدعو غيري إلى ما عرفته وعملت به (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )
<!--أصبر على العمل والعمل والدعوة
وأعظم مثال يخلده القرآن لطلب العلم والعمل به والصبر على العمل والدعوة إلى الله هو مثال قصة أصحاب الأخدود التي وردت في سورة البروج فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن صهيب الرومي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر، قال للملك: إني قد كبرت، فابعث إلي غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلمه، فكان في طريقه، إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه، فأعجبه فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحر، فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر، فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا، فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة، حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: أي بني أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي، وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما هاهنا لك أجمع، إن أنت شفيتني، فقال: إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن بالله فشفاه الله، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي، قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص، وتفعل وتفعل، فقال: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدعا بالمئشار، فوضع المئشار في مفرق رأسه، فشقه حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى فوضع المئشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه، ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك، فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه، فذهبوا به فصعدوا به الجبل، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كقانيهم الله، فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور، فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كقانيهم الله، فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: باسم الله رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني، فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: باسم الله، رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، فأتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس، فأمر بالأخدود في أفواه السكك، فخدت وأضرم النيران، وقال: من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها، أو قيل له: اقتحم، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أمه، اصبري فإنك على الحق “
ونقف على أعتاب هذه الحكاية العظيمة لنتعلم
حرص الغلام على تعلم الحق وصبره على ذلك
صدقه وإخلاصه وحرصه على دعوة الناس للحق والخير حتى آمن أهل القرية جميعا
تضحيته بحياته من أجل دعوة الناس إلى توحيد الله
ولك أنت ولدي الحبيب أن تتدبر هذه الحكاية العظيمة التي وردت في سورة البروج وتستخرج منها دروسا عظيمة تعينك في طريق سيرك إلى الله والدار الآخرة
أعلم بني أن الأطفال لا يصبرون .. لكن الكبير يصبر ويتحمل ويضحي بأشياء يحبها من أجل دينه
مسؤولياتي تجاه أسرتي :
1 . أبر والدي وأطيعهما .. والقرآن قد أمتلأ بالآيات التي تحث المسلم على بر والديه تلك العبادة التي قرنها الله بتوحيده وعبادته في أكثر من موضع.. فيقول ربنا سبحانه وتعالى ♦ ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [البقرة: 83].
♦ ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ .......... ﴾ [النساء: 36].
♦ ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا .....................................﴾ [الأنعام: 151].
♦ ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24].
♦ ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا................. ﴾ [مريم: 12 - 14].
♦ ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [العنكبوت: 8].
♦ ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 14، 15].
♦ ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ........................﴾ [الأحقاف: 15 - 18].
بر الوالدين أيها الأحباب أعظم العبادات وأيسر الأسباب لدخول الجنة وفيها الجمع بين سعادة الدنيا و سعادة الآخرة
2 . ومن واجباتي تجاه أسرتي أن أحترم أخي الأكبر وأرحم أخي الأصغر .. وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يخبرنا : ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا)
3 .أقوم بدوري في تحمل مسؤوليات داخل الأسرة فأنا كبرت.. وأصبحت الحياة الأسرية حقوق وواجبات .. فبالأمس القريب كانت تطعمني أمي ويرعاني أبي واليوم واجب على أرعاهما وألبي رغباتهما وأتحمل المسؤولية معهما
4 . أكون قدوة لإخوتي الأصغر مني وأعلمهم ما تعلمته من خير
5 . لا أصاحب من تسئ صحبته لأسرتي .. لا أصادق الفاسدين .. لا أتسبب في شتم والدي .. فلا أشتم أحدا بوالديه فيرد بشتم والدي فنبينا محمد أخبرنا أنه من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ: «يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أَمَّهُ»
أنا كبرت
أنا كبر ت .. ومن الواجبات المهمة التي يجب أن أتعلمها الآن فقه الاغتسال ..و لأهمية ذلك الأمر أعرضه لك بصورة مختصرة الآن لتجعل لنفسك فرصة بعد ذلك لتعلمه بشيء من التفصيل الدقيق
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ غَسَلَ يَدَيهِ، وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اغتَسَلَ، ثُمَّ يُخَلِّلُ بِيَدِهِ شَعرَهُ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّه قَد أَروَى بَشرَتَهُ، أَفَاضَ عَلَيهِ المَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ) رواه البخاري (248) ومسلم (316)
وعنها رضي الله عنها قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ دَعَا بِشَيْءٍ نَحوَ الحِلَابِ، فَأَخَذَ بِكَفّهِ، بَدَأَ بِشقِّ رَأسِهِ الأَيمَنِ، ثُمَّ الأَيسَرِ، ثُمَّ أَخَذَ بِكَفَّيهِ، فَقَالَ بِهِمَا عَلَى رَأسِهِ) الحلاب: الإناء الذي يُحلب فيه. أخرجه البخاري (258) ومسلم (318)
وحاصل صفة الاغتسال الكامل أن يشتمل على:
1- النية .
2- التسمية، وغسل اليدين ثلاثا، ثم غسل الفرج.
3- الوضوء الكامل كما يتوضأ المسلم للصلاة.
4- ثم يصب الماء على رأسه ثلاث مرات، يرَوِّي بها أصول شعره.
5- ثم يبدأ بشق بدنه الأيمن، ثم الأيسر، يغسلها بالماء ويدلك بيديه ليصل الماء إلى جميع أنحاء الجسم.
6- ويستحب أن يستعمل شيئا من المنظفات على رأسه وبدنه، ليكون أبلغ في النظافة دون أن يخلط المنظفات بماء الغسل (أي بعد الغسل )
ومن أراد الاقتصار على الصفة المجزئة واكتفى بها صح غسله، وارتفع عنه الحدث الأكبر، وأما من أخل بشيء من هذه الطريقة فلا يصح اغتساله، وهذه الطريقة تكون باتباع ما يأتي:
1- أن ينوي الطهارة من الحدث: الجنابة، أو( الحيض والنفاس للمرأة )
2- تعميم البدن بالماء مرة واحدة، بحيث يغلب على الظن أن الماء قد أصاب كل جزء من جسمه، وأصول شعر الرأس. والله أعلم.
واعلم يا بني أن الرجل الذي أصابته جنابة باحتلام أو غير ذلك وجب عليه الغسل ..فبدونه يعجز عن كثير من العبادات ومنها
- أداء الصّلوات كافّة، ويشمل ذلك أداء سجدة التّلاوة، قال تعالى: «وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا».
- طواف المسلم حول الكعبة المشرّفة، حتّى لو كان ذلك الطّواف تطوّعًا ونفلًا؛ وذلك لأنّ الطّواف يعدّ من الصّلاة.
- مسّ القرآن الكريم، قال تعالى: «لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ».
- قراءة القرآن الكريم وتلاوته، وهذا ما قال به جمهور المذاهب الأربعة، أمّا لو كانت النّية ليست القراءة إنّما من أجل الدّعاء، أو الثّناء، أو الذّكر، أو التّعلم، فإنّه يجوز ذلك، ومن الأمثلة على الدّعاء قيام المسلم بتلاوة قوله تعالى عندما يهمّ بالرّكوب: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ» وأن يردّد المسلم قوله تعالى: «إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» عندما تحلّ به مصيبة وخاصّةً مصيبة الموت، ومن الأمثلة على الذّكر تلاوة سورة الإخلاص، وآية الكرسي.
- دخول المسجد، والاعتكاف فيه، أمّا المرور به فلا بأس فيه عند الشافعية والحنابلة، ومنعه الحنفية والمالكية إلا بالتيمم، ودليل ذلك قوله تعالى: «وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ».
- القيام بحمل القرآن الكريم، إلّا إذا دعت ضرورة ملحّة لذلك، ومن هذه الضّرورات: حمله إن كان بالأمتعة، ويكون القصد حمل الأمتعة، أو الخوف عليه من السرقة، أو الخوف من أن يجيء عليه شيءٌ من نجاسةٍ أو نحوها.
الأعمال المستحبّ فعلها للجنب :
ومن هذه الأعمال ما يأتي:
- ذكر الله -عز وجل- وتسبيحه، وحمده، والتّوجه إليه بالدّعاء، ففي روايةٍ للسّيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: «كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ»
- غسل الفرج، والوضوء كالوضوء للصّلاة، وذلك إذا أراد المسلم تناول الطّعام، أو الشّراب، أو الذّهاب للنّوم، أو إعادة الوطء مرّةً أخرى، وهذا قول الجمهور من الشّافعيّة، والحنابلة، وقولٌ عند المالكيّة. أن يستيقظ المسلم في الصّباح صائمًا، وذلك قبل أن يغتسل.
- إلقاء الخطبة في يوم الجمعة جائز للجنب مع الكراهة عند المالكية، وظاهر مذهب الحنفية، وفي وجه عند الشافعية والحنابلة، وقال بمنعه ابن قدامة ووجه آخر عن الشافعية والحنابلة، لأن الطهارة من الجنابة شرط، فلا تصح الخطبة بدونها.
أنا كبرت
أنا كبر .. أشعر ببعض التغيرات في جسمي وعقلي .. وأريد أن اسأل بعض الأسئلة .. لا تقلق هذا شيء طبيعي وكل من هم في سنك يشعرون بنفس الشعور .. فلا داعي للحرج ولا للقلق
يمكنك أن تسأل من تشعر أنه يفهمك ويجيب على أسئلتك.. وأعلم أن كل الأسئلة التي تريد أن تسألها تدور في ذهن زملائك وكانت تدور في عقول كل الذين سبقوك وكانوا في مثل سنك الآن
كيف أتعامل مع التغيرات التي أشعر بها ؟
مع عقلك تنمي عقلك .. وتستغل هذا النمو في عقلك لتحب القراءة .. تحفظ القرآن .. تتعلم العلوم الشريعة .. الاشتراك في مسابقات القرآن .. مشاهدة البرامج التي تنمي العقل مثل برامج عالم الفضاء والفلك والبحار .. التعرف على الإعجاز العلمي للقرآن
مع جسمك تنمي جسمك بالرياضة .. كرة القدم .. تنس الطاولة .. أو غيرهما .. وكرة القدم تتميز بأنها تعلمنا التعاون والتفاهم وضبط اللسان وعدم الغضب والمثابرة والأخلاق الحسنة .. وأعلم أن خطر الرياضة عظيم إذا كنت تخالط الشباب الذين لا يحافظون على أخلاق الاسلام وتمشي خلفهم .. فبدلا من أن تكسب جسدا قويا تخسر أخلاقا عظيمة
مع عواطفك عبر عن حبك لوالديك وإخوتك وأصدقائك الرجال ..... تجنب البنات ومخالطتهم وتجنب خطوات الشيطان التي تشدك إلى طريقهم .. اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم عند الغضب فكن رجلا يعرف متى يغضب وكيف يغضب فرسولنا صلى الله عليه وسلم لم يكن يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله وقد روى أبو ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ))
أنا كبرت
بعض زملائي يشعرون أنهم كبروا فيعبرون عن شعورهم بالرجولة بأساليب خطأ .. يقلدون الكبار في أخطائهم (يدخنون ـ يضربون إخوتهم الصغار ـ يرفضون مساعدتهم ـ يرفعون أصواتهم على والديهم يتمردون عليهم ـ يسبون الدين ـ لا يحترمون الكبار من أقاربهم أو ممن حولهم
فأنا كبرت.. لكن أنا مسلم
فلا أقلد هؤلاء الفاسدين في مراهقتهم ..
<!--فالتدخين حرام شرعا لأنه من الخبائث ويدمر الصحة وربنا قال (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ....)
<!--سب الدين حرام شرعا .. وكيف يسب الانسان دينه بنفسه فدين المسلم هو ديني وسب الدين من أقبح الأعمال
<!--والحلف بالطلاق حتى للمتزوجين خطأ قال تعالى (................ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) (89)
<!--وعقوق الوالدين حرام .. وقد تحدثنا عن بر الوالدين منذ قليل ويكفي بعقوق الوالدين جرما أنه ممقوت عند كل الناس حتي الكفار والملحدين فكيف يقع فيه المسلم
<!--وعدم احترام الكبار ليس من أخلاق الكبار بل إن الكبار يحترم بعضهم بعضا .. ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل
أنت كــــــــــــــبرت
أسرتك كانت في انتظار وصولك لهذه المرحلة .. أن تكبر لتشارك مع الأسرة المسؤوليات والواجبات والأفراح والهموم .. تشارك في الإنفاق على الأسرة إن كان معك مال.. تسافر بدلا عن والدك لعمل مهم أو أداء واجب عزاء.. أسرتك كانت تنتظر ذلك اليوم منذ سنوات طويلة لتعينهم على تربية إخوتك الصغار ..تحفظهم القرآن .. تعلمهم الخير والبر ..
أنا كبرت .. وعندي مشكلة
كل من حولي ما زالوا يعاملونني كأنني صغير كما كنت .. هذا الأمر يضايقني ما الحل ؟ اسمع الحل :
<!--عبر لمن يفهمك في الأسرة عن شعورك بكل هدوء وبساطة واشرح له ما يضايقك .. لكن لا تظل تردد هذا الموضوع كثيرا .. لابد أن يكون هناك حوار ومناقشة مع أسرتك
<!--عندما نتحمل مسؤولياتنا يضطر من حولنا على التعامل معنا على حقيقتنا
<!--لا تقلق هذه الفترة لن تطول فهم سيشعرون تلقائيا أنك كبرت خصوصا طالما يرونك تتحمل مسؤولياتك ولا تتهرب منها
أنا كبرت أنت الآن في مرحلة تسمى مرحلة البلوغ وهي مرحلة مذكورة في القرآن الكريم في سورة النور قال تعالى (إِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59)
ومعنى هذه الآية أن الطفل إذا وصل إلى سن البلوغ وحدث البلوغ فعلا بالاحتلام فقد كبر ويجب عليه إذا دخل على والديه حجرتهما أن يستأذن قبل الدخول لأنه كبر وقد كان الوالدين لا يحرجان من رؤيته لهما في بعض الأحوال وهو طفل .. أما الآن فقد كبر فإذا دخل بدون إذن تشعر الأم بالإحراج وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم توضيح لذلك فعن عطاء بن يسار أنَّ رجلًا سألَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ أستأذِنُ على أمِّي فقالَ نعَم فقالَ الرَّجلُ إنِّي معها في البيتِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ استأذِنْ عليها فقالَ الرَّجلُ إنِّي خادِمُها فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ استأذِنْ عليها أتحبُّ أن تراها عُريانةً قالَ لا قالَ فاستأذِن عليها
وهو حديث صحيح المعنى .. المهم أن الآية السابقة وضعت حدا بين مرحلة الطفولة ومرحلة الرجولة وهي سن البلوغ ..
وبما أنك وصلت سن البلوغ فهذا السن تترتب عليه أحكام :
<!--الاستئذان كما سبق في الآية
<!--وجوب التكاليف الشرعية مثل الصلاة والصيام وغيرهما فبعد أن كانت هذه التكاليف الشرعية غير واجبة تؤجر عليها إن فعلتها ولا تأثم إن تركتها .. لكن الآن بعد أن بلغت وحدث الاحتلام (نزول المني ) فقد فتح كتاب الحساب لك يا بطل
أنا كبرت .... كيف أكسب قلب والدي ؟ والدي لا يحبني لأنه دائما ينتقدني .. أنا حزين وخاصة عندما يحرجني أمام الناس
والدك يحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبك .. كل الآباء يحبون أبناءهم لأن هذه هي الفطرة التي خلقها الله في قلوب الآباء .. لكن الأب يحب لابنه الخير وأن يراه رجلا كاملا مستقيما .. لن أسرد لك الأدلة على حب أبيك لك فهذا أمر كبزوغ الشمس ونور القمر لا يحتاج إلى دليل ولا يجهله إلا كفيف .. لكني سأسرد لك حكاية جميلة قرأتها لعلك ترى الجواب فيها
يقول الراوي :
كان أبي إذا دخل غرفتي , ووجد المصباح مضاءًا وأنا خارجها قال لي: لِمَ لا تطفئه، ولماذا كل هذا الهدر في الكهرباء ؟!
وإذا دخل الخلاء ووجد الصنبور يقطر ماءً قال بعلو صوته: لِمَ لا تُغلقه قبل خروجك ولماذا كل هذا الهدر في المياه؟!
دائما ما ينتقدني ويتهمني بالاستهتار ! يعاتبني على الصغيرة والكبيرة ! حتى وهو مريض ! إلى أن جاء يوم وجدت وظيفة ...
اليوم الذي انتظرته كثيرًا .
فاليوم سأجري المقابلة الشخصية الأولى في حياتي للحصول على وظيفة مرموقة في إحدى الشركات الكبرى.
وإن تم قبولي فسأترك هذا البيت إلى غير رجعة وسأرتاح من أبي وتوبيخه الدائم لي.
استيقظت في الصباح الباكر ولبست أجمل الثياب وتعطّرت وأسرعت بالخروج فإذا بيدٍ تربّت على كتفي عند الباب.
التفت فوجدت أبي مبتسمًا رغم ذبول عينيه وظهور أعراض المرض على وجهه….
وأعطاني بعض المال وقال لي أريدك أن تكون إيجابيا واثقا من نفسك ولا تهتز أمام أي سؤال.
تقبلت النصيحة، وابتسمت وأنا متضايق، حتى في هذه اللحظات لا يكف عن النصائح
وكأنه يتعمد تعكير مزاجي في أسعد لحظات حياتي.
خرجت من البيت مسرعًا واستأجرت سيارة أجرة وتوجهت إلى الشركة. وما أن وصلت ودخلت من بوابة الشركة حتى تعجبت كل العجب !
فلم يكن هناك حراس عند الباب ولا موظف استقبال سوى لوحات إرشادية تقود إلى مكان المقابلة.
وبمجرد أن دخلت من الباب لاحظت أن مقبض الباب قد خرج من مكانه وأصبح عرضة للكسر إن اصطدم به أحد.
فتذكرت نصيحة أبي لي عند خروجي من المنزل بأن أكون إيجابيا فقمت على الفور برد مقبض الباب إلى مكانه وأحكمته جيدا.
ثم تتبعت اللوحات الإرشادية ومررت بحديقة الشركة فوجدت الممرات غارقة بالمياه
التي كانت تطفو من أحد الأحواض الذي امتلأ بالماء الى آخره. وقد بدا أن البستاني قد انشغل عنه.
فتذكرت تعنيف أبي لي على هدر المياه فقمت بسحب خرطوم المياه من الحوض الممتلئ ووضعته في حوض آخر مع تقليل ضخ الماء حتى لا يمتلئ بسرعة إلى حين عودة البستاني ثم دخلت مبنى الشركة متتبعا اللوحات وخلال صعودي على الدرج لاحظت الكم الهائل من مصابيح الإنارة المضاءة ونحن في وضح النهار؛ فقمت لا إراديا بإطفائها خوفا من صراخ أبي الذي كان يصدح في أذني أينما ذهبت. إلى أن وصلت إلى الدور العلوي ففوجئت بالعدد الكبير من المتقدمين لهذه الوظيفة .
قمت بتسجيل اسمي في قائمة المتقدمين وجلست انتظر دوري، وأنا أتمعن في وجوه الحاضرين وملابسهم
لدرجة جعلتني أشعر بأني أقل منهم لملابسي وهيئتي أمام ما رأيته. والبعض يتباهى بشهاداته الحاصل عليها من الجامعات الأمريكية.
ثم لاحظت أن كل من يدخل المقابلة لا يلبث إلا أن يخرج في أقل من دقيقة. فقلت في نفسي إن كان هؤلاء بأناقتهم وشهاداتهم قد رُفضوا فهل سأقبل أنا ؟!
فهممت بالانسحاب والخروج من هذه المنافسة الخاسرة بكرامتي قبل أن يقال لي نعتذر منك. وبالفعل انتفضت من مكاني وهممت بالخروج فإذا بالموظف ينادي على اسمي للدخول. فقلت سأدخل وأمري إلى الله.
دخلت الغرفة المقابلة وجلست على الكرسي في مقابل ثلاثة أشخاص نظروا إليّ وابتسموا ابتسامة عريضة ثم قال أحدهم متى تحب أن تتسلّم الوظيفة ؟!
فذهلت وظننت أنهم يسخرون مني أو أنه أحد أسئلة المقابلة ووراء هذا السؤال ما وراءه.
فتذكرت نصيحة أبي لي عند خروجي من المنزل بألا أهتز وأن أكون واثقا من نفسي. فأجبتهم بكل ثقة: بعد أن أجتاز الاختبار بنجاح إن شاء الله.
فقال آخر لقد نجحت في الامتحان وانتهى الأمر. فقلت ولكن أحدا منكم لم يسألني سؤالا واحدا !
فقال الثالث نحن ندرك جيدا أنه من خلال طرح الأسئلة فقط لن نستطيع تقييم مهارات أي من المتقدمين.
ولذا قررنا أن يكون تقييمنا للشخص عمليا … فصممنا مجموعة اختبارات عملية تكشف لنا سلوك المتقدم ومدى الإيجابية التي يتمتع بها ومدى حرصه على ممتلكات الشركة، فكنت أنت الشخص الوحيد الذي سعى لإصلاح كل عيب تعمدنا وضعه في طريق كل متقدم، وقد تم توثيق ذلك من خلال كاميرات مراقبة وضعت في كل أروقة الشركة.
حينها فقط اختفت كل الوجوه أمام عيني ونسيت الوظيفة والمقابلة وكل شيء…
ولم أعد أرى إلا صورة أبي !!!
ذلك الباب الكبير الذي ظاهره القسوة ولكن باطنه الرحمة والمودة والحب والحنان والطمأنينة.
شعرت برغبة جامحة في العودة إلى البيت والانكفاء لتقبيل يديه وقدميه.
عند باب البيت رأيت أقاربي و الجيران مجتمعين ينظرون إليّ نظرات حزن وعطف۔۔فهمت كل شيء، وصلت متأخرًا
فات الأوان، اشتقت إلى سماع صوته و نغمة صراخه تطرب أذني.
لماذا لم أر أبي من قبل؟
كيف عميت عيناي عنه ؟
وعن العطاء بلا مقابل …
وعن الحنان بلا حدود …
وعن الإجابة بلا سؤال …
وعن النصيحة بلا استشارة … انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
ولدي الحبيب .. هل علمت الإجابة الآن على سؤالك .. اذهب الآن وقبُل رأس والدك الذي يحبك .. يخاف عليك .. ينفق كل ما يملك ليسعدك في الدنيا والآخرة .. كنزك الذي بين يديك ولا تراه
اذهب إلى والدك الآن .. لالا..... أنتظره وهو خارج إلى الصلاة .. قبل يده ثم أمسك بها واخرج معه .. سيبتسم لك حتما فهذه أسعد لحظات عمره .. أن يراك رجلا تخرج معه للصلاة .. في الطريق إلى المسجد عبر له عن حبك له .. وأنك تتخذه قدوة لك ثم عبر له عن الأمور التي تحزنك وتضايقك .. سيتسع قلبه لك وتجد منه كل الخير ... أو اختر وقتا آخر أنت تعلم أنه يصفو فيه وافتح قلبك معه تحدث إليه أخبره بما يؤلمك ستجده يتألم لألمك ويحدثك بما تحب أن تسمعه منه
وإن عجزت عن ذلك فاذهب لوالدتك .. اختر وقتا مناسبا وتحدث إليه .. أو أخيك الأكبر أو عمك أو خالك أو حتى إمام المسجد في الحي إن كان رجلا عالما صالحا .. المهم أن تخرج ما صدرك لمن تحبه ويحب لك الخير .. أن تسأل عما تريد وتسمع الإجابة ممن عندهم الجواب وهم يحبون لك الخير أيضا
أنا كبرت وهناك أسئلة غريبة تدور في صدري .. مثل ماذا ؟ من خلق الله ؟
هذا السؤا�
ساحة النقاش