الشيخ القرضاوي لم يبلغ مابلغه من خدمة الإسلام من فراغ وإنما سبق غيره وحقق ماعجز عنه كثيرون لأنه تفرد بعدة أمور نحاول أن نستنجها من مسيرته:التفرد الأول هو انه اكتشف مواهبه وقدراته مبكرا وساعده على ذلك شجاعته فقد كتب وألقى قصائده مبكرا ثم انه اعتبر نفسه طالب علم مبكرا ثم انه اعتبر نفسه عالما تجب عليه مسؤليات العلماء مبكراوهذا مايخفق فيه كثيرون لا يعرفون أنفسهم لا ميولهم وقدراتهم ولامواهبهم الا مؤخرا بل هناك من لا يهتم اصلا بمعرفة وتحديد ميوله وقدراتهوربما يساعد على إهمال تحديد المواهب فكرة التربية الشاملة التي تكلم عنها ابن القيم وهي ان المؤمن يسلك الى الله من كل طريق ويضرب في كل باب من أبواب الخير بسهم فإذا رأيت العباد كان أولهم واذا كان طلب العلم كان معهم واذا حان وقت الجهاد كان اشجعهم وهكذاوهذا صحيح لكن ابن القيم نفسه له كلام مهم في التخصصالتربية الشاملة على كل أبواب الخير تصلح في مرحلة الانسان الأولى وخلال هذه المرحلة عليه ان يكتشف ميوله ومواهبه ويساعده من يربيه يعتبر عدم اكتشاف المواهب من عيوب التربية الجماعية التي يهتم فيها المربي بعدد كبير فلا ينتبه ولايركز مع كل واحد على حدة وربما لايجد وقتا لمتابعة ذوي المواهبوكثير من المربين يضيق باصحاب المواهب السابقين لاقرانهم لانهم يحتاجون جهدا خاصا بينما هو يريد أن ينفذ انشطة عامة يشعر بالنجاح اذا نجحت كانشطة بغض النظر عن مردودها الفعلي على من يربهماكتشاف المواهب والقدرات والميول مبكرا يساعد الانسان على تحدبد وجهتهوالمسلك الذي سينجح فيه والعكس صحيح كثيرون يتجهون الى جوانب لاتناسب قدراتهم فيخفقون فيحبطون بينما لديهم مواهب لو اكتشفوها ثم نموها وخدموا الاسلام من خلالها لنجحوا اكتشاف الشيخ القرضاوي ميوله وقدراته مواهبه مبكرا هو الذي جعله يبكرا بأخذ الخطوة التالية من خطوات التميز سنتناولها في المقال القادم باذن اللهاللهم اغفر لنا ووفقنا
أنت، ومحمود المتولي، وابراهيم أبو رجيله و٩٢ شخصًا آخر
ساحة النقاش