الحديث عن جانب الرحمة في أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم حديث جميل خصوصا وعناصره متوفرة سهلة والمواقف التي تظهر فيها رحمته صلى الله عليه وسلم كثيرة وجميلة ..... لكن لابد للداعية أن ينتبه ....
فتناول جانب واحد على حساب الجوانب الأخرى مضر من أكثر من ناحية  
ـ فمن ناحية نحن عندما يكون العنوان "أخلاق الرسول" أو "شخصية الرسول" ثم نقتصر على جانب واحد من جوانب أخلاقه فنحن نقدم شخصية الرسول تقديما ناقصا ! فكأنه كان رقيقا رحيما رؤفا وفقط لايعرف الشدة وقت ما يحتاج الأمر الى الشدة وهذا نقص يخالف الحكمة فمن الحكمة اللين وقت اللين والشدة وقت الشدة وهكذا كانت شخصيته صلى الله عليه وسلم ...
والحكمة كذلك استعمال اللين مع من يستحقون اللين، والشدة مع من يستحقون الشدة عندما لاتُجدي الا هي في التعامل معهم
 وقد وصف الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بقوله(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أشِدَّاءُ عَلَىَ الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَينَهُم) وأمر نبيه بالإغلاظ على المنافقين والكافرين (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغلُظْ عَلَيهِم) وقال عن المنافقين ( فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِيِ أَنفُسِهِمْ قَوْلَاً بَلِيِغَاً
الضرر الثاني أننا نقدم وندعو الى نموذج من الشخصية المسلمة
هذا النموذج ناقص وفيه خلل وهي الشخصية التي يروج العلمانيون الى تربيتها وهي المسلم المسالم حتى على حساب دينه الذي لايغضب أبدا حتى لله! ولا ينكر المنكر ! وهذه هي الشخصية التي يريدها أعداء الاسلام ... فالمسلم الذي يريدون هو من سلم المسلمون من لسانه ويده وفقط بدون الباقي فالمسلم غيور على دينه
قال الله عن المؤمنين (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) وأصحاب النبي كانوا حريصين على اظهار الجانبين معا في شخصية الرسول فاذا قالوا (ماغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط.....) لابد أن تجد التكملة .....إلا أن تنتهك حرمة من حرمات الله فاذا انتهكت حرمة من حرمات الله كان أشد غضبا وكان اذا غضب لم يقم لغضبته أحد وكان يعرف الغضب في وجهه صلى الله عليه وسلم
نعم يمكن أن نتكلم عن جزء من أخلاق الرسول وهو الرحمة فيكون العنوان رحمة الرسول وليس أخلاق الرسول أو شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم