في الثمانينات كنا نعتقل ثم بعد شهر يتقدم المحامي بتظلم فإما يحكم القاضي بالافراج أو باستمرار الاعتقال

ـ كنا كل يوم يذهب اخوة منا الى المحكمة فنظل ننتظرهم ونحن ندعو لهم والبعض يدعو أن يرزقهم الله قاضياً رحيما يحكم بالافراج فاذا رجعوا هرعنا اليهم نسألهم عن الحكم فنفرح لهم ونودعهم أو العكس .. يبقوا معنا

ـ في مرة خرجت مجموعة اخوة من سوهاج الى المحكمة وظللنا ندعو لهم في قلق لأن القاضي مشهور بأنه لا يحكم لأحد بالافراج أبدا

ـ عندما رجعوا سمعناهم ينشدون نشيدا غير "تهون القيود تهون السجون" وهذا يعني أن الحكم بالافراج؛ ففرحنا وسجدنا شكرا وبعد قليل احتفلنا بالافراج وودعناهم وتم ترحيلهم الى سوهاج ـ ـ ـ ـ الطبيعي والمعتاد كل مرة أن يكون المفرج عنهم في بيوتهم خلال أيام ولذلك قطعنا بعد أيام نحن بأن اخوة سوهاج في مساجدهم يخطبون ويلقون الدروس ويحضرون اللقاءات .

ـ بعد أيام حدثت مفاجأة مذهلة لأول مرة سمعنا عن وفود مجموعة على البوابة .. ترى من هؤلاء؟

انتظرنا ..

دخلوا علينا

فاذا هم اخوة سوهاج الذين ودعناهم قريبا !

كانت صدمة

ـ استقبلناهم كالمعتاد بكلمات وأناشيد كان الدرس قويا حاضرا في قلوبنا جميعا

ـ أراد الله ، وأراد القاضي

فمن الذي نفذت إرادته؟

أراد القاضي لكنه ليس فعالا لما يريد

ـ لقد تعلقنا من قبل بحكم القاضي وقد شاء الله أن يحكم القاضي بما نريد ولكن! ولكن حُكم القاضي لم يوافق حكم أحكم الحاكمين الذي قضى به من قبل أن يخلق السموات والأرض

ـ لقد ردد الجميع أن حكم الله فوق حكم القاضي

فمهما حكم القاضي فهذا حكمه في الأرض وعلى الورق مسطورا بالأحبار وقد يسري وقد لايسري مهما كانت قوته أما حكم الله فهو فوق الجميع لأن بيده مقاليد كل شيء سبحانه وهو الذي يجب ان تتعلق به القلوب .لأنه سبحانه "فَعَّالٌ لِمَا يُرِيِدُ" وهو "المُبْدِيءُ المُعِيِد" .