تعلمنا من رمضان المرونة وعدم التعلق بالعادات والطباع
نشأنا في مصر نجعل لرمضان رونقا خاصا فرمضان كان يعني عندنا ونحن أطفال الكنافة والقطايف ولمة العيلة
هذه العادات كانت جميلة لنا ونحن أطفال حتى اننا لم نكن نتصور رمضان بدونها ولكن
عندما تغيرت بنا الأحوال كان صعبا علينا أن نقضي رمضان خارج البيت مثلا أو نفطر على طعام عادي خال من المأكولات الخاصة برمضان ولذلك أنا حاولت تغيير هذا النمط فأشتري الكنافة وعملها في البيت في غير رمضان حتى أفك هذا الارتباط الذي عانيت منه
بعد أن تغيرت بنا الأحوال وتقلبت الأيام وصمنا رمضان كل مرة بحال مرة بعيدا عن الأسرة ومرة بغير سحور ومرة بافطار عادي مثل الأيام العادية تعلمنا بذلك المرونة وعدم التعلق جدا بعادات ولاطباع معينة
عدم التعلق هذا يجعل الحياة أسهل
أول صيام صمته في الجامعة مع الشباب سمعت منهم كلاما جميلا جعل رمضان عندي أكثر نضجا وقد أثر في تأثيرا عمليا كبيرا
سمعت مثلاتعليقا على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدخل بيته فيقول هل عندكم غداء؟
فيقولون: لا .
فيقول: اني إذا صائم ) رواه مسلم
وفهمت أن هذا الحال من الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم المسلم أ، لايجعل من الطعام قضية كبيرة في بيته ويتعامل بسهولة ومرونة مع هذا الموضوع فلايثير النزاع بسببها
وفعلا عندما رجعت في الاجازة بدأت أصوم النوافل فتفاجأ أمي بصيامي وتقول لماذا لم تقل لي حتى أذبح لك ؟
فأقول لها ليس شرطا أن يكون للصيام أكل خاص به بل عادي سآكل الأكل العادي معكم فكانت تستعجب
وكنت وأنا صغير ألاحظ وأعيب على بعض الآباء أنهم يجعلون حياتهم الشخصية وخدمتهم هي محور اهتمام كل الأسرة ولاشيء أكبر من ذلك ولاحتى معه
فعندما كبرت وسمعت من الدعاة والعلماء أن الصيام يعود الرجل في بيته على علو الهمة وعلى أن يدخر غضبه في بيته من أجل أمور الدين فلايغضب لنفسه ولا من أجل التقصير في خدمته كما يغضب إذا رأى تقصيرا في حق الله والصلاة مثلا أو وجود أي خطا شرعي في البيت أعجبني جدا هذا التوجيه الجميل العملي
وفعلا عندما تعيش الأسرة هذا الحال مع رب الاسرة تعظم أمور الدين وتهون عندها أمور الدنيا عمليا. وتكون أكثر احتراما له من أب يثور ويغضب ويربي الذعر في البيت للتقصير في حقه ولاهتز اذا رأى تقصيرا في حق الله
ساحة النقاش