كلما زارنا رمضان تذكرنا أهل الفضل الذين أعانونا على إحياء رمضان
فقد كان الحاج خيورة يأتينا بالمصاحف كل جمعة ويعقد حلقة تلاوة يصحح فيها الشيخ كامل عمار وكنت الوحيد من الشباب فيها إذ كان شائعا أن التدين لكبار السن فقط وليس للشباب
وكنا في الوادي الجديد نرى كل رمضان عددا من العلماء وقراء القرآن يأتون الي محافظتنا النائية يقضون رمضان يقرأون القرآن ويلقون الدروس..كنت أراهم يفطرون في المطعم الوحيد في البلد ويبيتون في اللوكاندة الوحيدة وكنت أتأثر لتركهم أهلهم وبلادهم ومفارقتهم أسرهم في رمضان وممن أذكرهم الشيخ الشعشاعي والشيخ الفشني
وممن يجب أن نذكرهم كل رمضان بالدعاء هؤلاء العلماء والدعاة وأهل الخير الذين أحدثوا في مصر صحوة اسلامية في السبعينات وصححوا كثيرا من المفاهيم أعادت الى رمضان حياته بعد أن كان قد تم اختزاله في بعض المظاهر والاحتفالات وتم تفريغه من مضمونه كعبادة تماما كما نرى من محاولات الآن لتفريغ رمضان وإعادته الى ماكان عليه في الستينات حيث لم نكن نعرف شيئا عن حلقات التلاوة التي تعلم القرآن ولا دروس الفقه والسيرة ولا التهجد ولا الاعتكاف ولادعاء القنوت ولاختم القرآن ولا مايسمى ورد القرآن وحتى صلاة التراويح كانوا يتنافسون في تقصيرها وسرعان ما تغلق المساجد أبوابها فيضيع الشباب ليلهم ويبددون طاقتهم في مباريات الكرة بالشوارع أو في المشاجرات والبلطجة
جاءت الصحوة الاسلامية فعرف الشباب مافرض الله عليهم من تعلم العلم وأحكام التلاوة وإصلاح النفس وتربيتها والدعوة الى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأحيت هذه الصحوة كثيرا من السنن التي كانت مهجورة فحيت المساجد ودور تحفيظ القرآن وانشغل الشباب بالدعوة الى الله وأدخلوا تعلم الدين في المعسكرات الشبابية ونشروا العلم والثقافة باقامة معارض الكتاب ونشروا الحجاب وأثروا الحياة الفكرية وكثرت المناقشات والمناظرات وصارت هناك حياة وحالة من اقبال الشباب على الدين وعلى الأعمال الجادة عموما
إن رمضان يشهد لأعلام هذه الصحوة ويذكرنا بالدعاء لهم فقد بذلوا وضحوا وكثير مما نحي به رمضان حاليا هو من ثمرة جهدهم وعلمهم ومنهم على سبيل المثال الشيوخ الأفاضل مع حفظ الألقاب :
الطيب النجار، ونجيب المطيعي ، والألباني ،والشعراوي، والسيد سابق ،وعبد الحميد كشك، ود. مصطفى محمود، وابراهيم عزت، ومحمد الغزالي، وعبد اللطيف مشتهري، وجميل غازي، ومصطفى درويش، وعبد المجيد العسال، وطه السماوي، وحافظ سلامة، وصلاح ابو اسماعيل، واحمد المحلاوي،وعمر عبد الرحمن، وعبد الرحمن عبد الخالق ، وابو بكر الجزائري ، وعبد الرشيد صقر، وعبد البديع صقر، والسويفي،أنور الجندي ، صفوت نور الدين،عباس مدني ، عبد الرزاق عفيفي ، عبد الرزاق نوفل ، ومحب الدين الخطيب، وآل عاشوروفتحي يكن،ومنير الغضبان ، والبوطي ، ومحمد عمارة، والتلمساني ومصطفى مشهور،ومحد قطب، وناصح علون،
وغير هؤلاء كثير ممن نذكرهم وممن لانذكرهم ولكن حسبهم أن الله يذكرهم
إن هذه الصحوة إن لم يكن لها من فضل سوى أنها انتشلتنا نحن الشباب من الإلحاد والزندقة وارتكاب الفواحش والخلل الفكري والبعد عن الاسلام والضياع والإدمان والتفاهة لكفاها
إن كل من يعمل صالحا خصوصا في أوقات الشدائد والفتن فان عمله لايقتصر على عمل عابر ولكنه في الحقيقة يسن سنة، ويحيي آمالا ، ويدعو غيره للعمل ويضيء شمعة وكم للعمل الصالح من ثمرات يعلمها صاحبها أو لايعلمها ( لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا)
فدعواتنا لكل من كان له جهد في الدعوة الى الله ونشر العلم والعمل لله بكل أنواعه جزاهم الله عنا خيرا
ساحة النقاش