التطوير هو الانتقال من طور الى طور أي من حال الى حال أفضل
وبما أن الزمن يتطور فالخطيب الذي لايتطورمع الزمن  سيجنبه ويجعله مملا قليل الفائدة ينصرف الناس عنه أو يتقيدون به فلايتقدم بهم في دينهم والخطيب المتخلف ضرر على الاسلام   
والتطور عكس التخلف والتخلف يأتي من بقاء الانسان كما هو بنفس طريقة تفكيره ونفس الأهداف التي يضعها لنفسه رغم اختلاف الزمان واحتياج الواقع الى أهداف أخرى وكذلك الاستمرار في استخدام نفس الوسائل رغم تطور الوسائل وتحديثها ووجود وسائل أفضل وأسرع تحقق نتائج أفضل وتتناسب مع العصر وأهله
أهم مايساعد الخطيب على تطوير نفسه
1ـ يشترط للتطوير استعداد الخطيب للتطور وبدون هذا الاستعداد النفسي والذهني لايمكن التطور
إن بعض الشخصيات تهوى البقاء كما هي وتعشق الوسائل والأشياء التي صحبتها منذ عهد سابق لا لشيء إلا لألفتها بها والتعود عليها وعدم الرغبة في تركها والانتقال الى غيرها وإن كانت أفضل
ـ والبعض يكسل عن بذل الجهد اللزم للتطوير ويفضل الراحة
2ـ يشترط أيضا أن يكون الخطيب محبا للقراءة والبحث
3ـ التطوير الثقافي بمعنى غزارة القراءة وتنوعها كما يعني تنوع مصادر الثقافة مثل القراءة ـ السماع ـ المشاهدة  وزيارة مصادر الثقافة كالمعارض والمتاحف والمكتبات الكبرى والسفر الى العواصم
4ـ التأمل والتفكر يساعد في تطوير الذهن
ـ الخطابة ليست حفظا واستظهارا لمعلومات ثم القائها على المنبر وانما هي انعكاس لقلب الخطيب وعقليته ونفسيته وثقافته كماهي انعكاس لعاداته وتقاليده
5ـ عدم الانقطاع عن الخطابة لفترات طويلة لأن الممارسة تزيد الخبرة وتدفع للأمام
في نفس الوقت يحسن للخطيب ان يصلي مأموما أحيانا ويستمع لخطبة غيره حتى يرى نفسه في الخطيب وليعيش دور المصلي الذي يجلس في خطبته ويستمع له ويصلي وراءه ويعامله بما يحب
6ـ تدوين الخواطر حتى يحفظها من النسيان ويمكنه الاستفادة منها قبل أن تطير
7ـ تسجيل وحفظ أروع أقوال العلماء والحكماء وكذلك الأشعار الجميلة التي يحتاجها في خطبه وتجديد هذه الأشعار
8ـ الخطيب المتطور متابع لما حوله من أحداث هامة ويفيده ذلك في أكثر من ناحية:
ـ فهذا المتابعة مذاكرة سهلة للاحداث وغالبا سيحتاج هذه المذاكرة مستقبلا ولكنها ستكون صعبة أي أن معاشية الحدث في وقته أثبت للمعلومات وأسهل في تذكرها مستقبلا خصوصا الأسماء والتواريخ التي نشكو جميعا من صعوبة حفظها
ـ يحتاج الجمهور غالباً الى تعليق الخطيب على هذه الأحداث وعدم إغفالها وإسقاطها من خطبه فالخطب البعيدة عن الواقع لاتؤدي مقاصد الخطبة في الاسلام وتدفع الشباب خاصة الى البحث عن خطيب معاصروالأهم من ذلك انه يثبت اتهام الاسلام وعلمائه بالجمود والتخلف وعدم معايشة الواقع
ـ الأحداث تاريخ والتاريخ مستودع العبر فمن يتابع الأحداث يتعلم عبرا كثيرة
9ـ الخطيب أديب واذا كان يريد أن يتطور فعليه أن يمارس بعض المحاولات في الشعر والزجل وأما القصة فمن الضروري أن يقرأ عنها ليحسن حَبْك قصصه التي يحكيها على المنبر فلا يلقيها بنفس الاسلوب كماهي في الكتب وانما بما يناسب جمهوره والسياق الذي يسوقها فيه والعبرة من القصة
10ـ السماع من كبار الخطباء والاستفادة من أدائهم
11ـ تعدد مصادر تحضير الخطبة يثري الخطبة ويجعل الخطيب عارضا للقضية وهو مستوفيها من أكثر جوانبها
ـ التدرب على التعامل مع الوسائل الحديثة كالكومبيوتر حتى يمكنه استعمالها وتوفير الجهد والوقت على نفسه وكذلك اشعار جمهوره بمتابعة وسائل التواصل الحديثة ومايجري فيها
ـ لابد من التحضير حتى لو كانت الخطبة قديمة وسيكررها لأن التحضيرالقديم قد يسقط منه شيء وقد لايناسب المكان والزمان الجديد
12ـ عند عرض موضوع قديم كخطب المناسبات الدورية يمكنه تجديد بعض العناصر فيه وتطعيمه بأشعار جديدة
ـ من المفيد تشاور الخطيب مع اخوانه الخطباء خصوصا الأكبر منه ليستفيد من أفكارهم لذا لو أمكن الالتقاء بين عدد من الخطباء دوريا فهذا أفضل لتطوير الخطباء
13ـتقييم الخطيب لخطبه سواء بنفسه أو من غيره
كانت هذه محصلة ندوة شارك فيها عدد من الخطباء جزاهم الله خيرا
وفقكم الله وأعانكم أخي الخطيب فأنت على ثغر من ثغور الاسلام فلايؤتى من قبلك