جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بعد الاعلان عن مبادرة وقف العنف توقع الاخوة تفرغ أمن الدولة لنا في السجون بعد توقف العمليات خارجها وهذا ما حدث بالفعل حيث تغير الحال عما قبله
قبل الاعلان لم نكن نرى أحدا من أمن الدولة فالذين يتعاملون معنا هم ضباط السجن والمباحث
بعد الاعلان سمعنا عن حضور أمين شرطة جديد من أمن الدولة ثم بدأ هذا الأمين يوجد في الزيارة ثم يأخذ بعض الاخوة جانبا يسألهم بلطف عن أحوالنا ثم عن أسماء المسؤلين
ثم نودي في يوم على أسماء يجمع بينها أنهم سبق لهم كتابة اقرارات توبة فلما رجعوا أخبرنا أحدهم أن الأمين (ط) جلس معهم وسألهم فشرحوا له أحوال السجن الداخلية وواقع الزنازين وبرنامجها اليومي والاذاعة وأسماء المسؤلين وكل التفاصيل
ثم ان الأمين بدأ يبيت بداخل العنابر يسمع بنفسه ماذا يدور بين الزنازين من حديث
ثم انه تم تخصيص زنازين لمن سموهم بعناصر التوبة وانضم اليهم عدد قليل جدا ميزوهم ببعض الأكل الزيادة فعمل هؤلاء كمرشدين وبعضهم ظل على صلته ببقية الاخوة وطلب مسامحته على أن ينقل اليهم كل ما يحدث في زنازين التوبة (المرشدين) وما يطلب منهم من اعمال
كانت هذه بداية عهد المرشدين في السجن وهي بداية نقلة سيئة جدا فهؤلاء مشكلتهم أنهم لاينقلون الواقع بصدق بل يوجهون الأمور لمصا لحهم الشخصية
ومن هنا بدأت معاناتنا تزداد يوما بعد يوم وبدأ أمين أمن الدولة يستعمل الضغط بطرق مختلفة للحصول على معلومات تفصيلية فتحولت الزيارة الى كابوس حيث يقف هو يحجز من يشاء لسؤالهم
بدأت حياتنا اليومية المعيشية تتعكر فبعد أن كان التفتيش منتظما في أيام ومواعيد معينة اذا بنا يمكننا أن نفاجأ بالتفتيش في أي وقت كما ان الأمين بدأ يتدخل في كل شئ ويحارب توزيع الزيارة بين الزنازين الذي كان ممنوعا أصلا لكن كنا أحيانا ننجح في اقناع أي أحد من الادارة بتوزيع الزيارة أو بأ ي بطريقة أخرى يتم هذا التوزيع وكان التكافل بيننا أمرا حيويا للغاية لذلك حاربه بشدة وكهرب الأوضاع وتم التشديد على الحراس والسجانين بشدة
كانت محنتنا في سجن الوادي أن كل خطوة جديدة في المبادرة يقابلهاعندنا شدٌ جديد وتضييق وعلقة ساخنة
وفي سنة 1998 تقريبا كان الأمين قد وصل الى أسماء جميع المسؤلين في السجن فتم عزلنا بعنبر التأديب أولا ثم عنبر 9 وكنا 19 منهم حسن الغرباوي رحمه الله وكان مريضا بالدرن
تم التشديد علينا بالعزل ووضع مخبر خارج الزنزانة يشرف على العزل ويتوجه بنا الى أي مكان يخرجوننا اليه كالزيارة أو العيادة فيعزلنا هو فلا نختلط ببقية الاخوة كما يمنع أي كلام معنا أو تبادل أي شيء وهكذا ظلت المعاناة في تصاعد مستمر .
ساحة النقاش