علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة

 

 

­­­­­­­­­­­­­في رسائلي القديمة وجدت رسالة مني لأحد اخواني بعد أن فتحت المعتقلات الزيارة فكان بالنسبة لنا فرجا بعد شدة وأصبحنا في انتظار الخروج من محنة الاعتقال ..أقتطف منها هذه الفقرات

فاكر تلك الأيام؟

فاكر كلامي لك؟

فاكر عندما كنت تلتف بالبطانية ثم تجلس بحواري ونتحدث وتسألني عن المستقبل فأقول لك: ستفرج ..و ...و

لقد كنت آنس كثيراجدا بكلامك معي وبمجرد جلوسك معي

كلما تذكرت تلك الأيام تملكني معنى عظيم من معانيها وأقوى معنى يتملكني الآن وأنا أكتب اليك هو قول الحق سبحانه(سيجعل الله بعد عسر يسرا)وقد جعل الله بعد عسر يسرا وله الحمد والمنة

فالذي جعل بعد ذلك العسر يسرا سيجعل بعد هذا العسر الذي نحن فيه يسرا وان كان العسرالذي نحن فيه أضعف بكثير مما سبق ولكن طبيعتنا نحن النسيان وطبيعتك انت بالذات التشاؤم

أعيدك الآن بالذاكرة الى أيام ماكان الهمّ يركبنا من كثرة الضرب والحلق وغيره ثم نجلس نتحدث فتزول الهموم

أيام ماكنت تجلس بجواري على اليمين وانت داخل من الباب فأقول لك: ليست هذه أول مرة نمر فيها بكرب ، وفي كل مرة تنفرج الكروب لأن هذه هي سنة الله فسيجعل الله بعد عسر يسرا .افاكر؟

وبعدها افترقنا وأنت حزنت جدا وكلمتني من فتحة باب زنزانة 8 ثم تركت أنا العنبر وانتهت رفقتنا

 هل كنت تتوقع أن القاك لأقول لك : هاه ... أليس قد جعل الله بعد عسر يسرا؟

ها أنا الآن أكررها لك :سيجعل الله بعد عسر يسرا وان شاء الله نلتقي مرة ومرات وأذكرك بجميع هذا الكلام

أذكرك بأننا يوما ما لم ينهزم إيماننا في معارك ضخمة قَلَّ أن يصمد فيها انسان وكان منها معارك عاطفية شديدة ...

منظر أمهاتنا وراء السلك ...تعب امهاتنا ... منظر أطفالنا وبكاؤهم ...أمهاتنا التي لاترانا ولاتسمعنا في الزيارة ثم تعود متحسرة ..بعض الأخبار الكئيبة التي كانت تأتينا عن بيوتنا ...المرض ..الطلاق الوفاة

 كل ذلك دُسنا عليه لآننا أيامها كنا نحمل ما يجعل هذه المعاني العظيمة العالية تتدفق تدفقا في قلوبنا لايترك شيئا يعلو أمام الدين واليقين والثقة في الله وتفويض الأمور كلها لله سبحانه

أخي الحبيب لن تدعني مساحة الورق ولا هذا المجال لكي أفرغ لك ما عندي من حديث معك وهكذا الدنيا تحرمنا حتى من استكمال الحديث ..ويبدو أن المحبين لامجال ولاوقت يسع حديثهم إلا هناك حيث الخلود ولافراق

فأقول لك : إني أحبك في الله وأتركك الآن عائدا الى مشاعري التي مازالت تأسرني من يوم فراقكم ولم تبرح قلبي هي ولا أنين دفين يظهر ويخبو على فراقكم الأليم

وبيني وبينك: تعبنا من كثرة الفراق بعد اللقاء فادع الله معي أن يجمعنا جمعا لافراق بعده أبدا آمين   آمين أخوك      8/ 2003

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 102 مشاهدة
نشرت فى 27 يونيو 2020 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

354,391