جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
زوجات الرسول ( صلى الله علية وعلى آله وصحبه وسلم)
الزوجة الثالثة : السيدة عائشة بنت أبى بكر
هي عائشة بنت أبى بكر بن قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد ين تيم بن مرة بن كعب بن لؤى وأمها هي رومان بنت عمير بن عامر
ذات يوم جاءت خوله بنت حكيم زوجه عثمان بن مظعون التي خطبت للرسول (ص) من قبل سوده بنت زمعه وقالت للرسول(ص) ألا تتزوج ؟ فقال الرسول (ص) لها من ؟ قالت : عائشة بنت أبى بكر إن شئت فهي ابنه أحب الخلق إليك أبى بكر الصديق فوافق الرسول (ص) فانطلقت خوله بنت حكيم إلى منزل أبى بكر الصديق وقابلت زوجته أم رومان بنت عامر وقالت لها يا أم رومان إن الرسول يريد خطبه عائشة فقالت انتظري حتى يأتي أبو بكر وعندما أتى ذكرت ذلك له فقال أبو بكر " أو تصلح له وهى ابنة أخيه ؟ فرجعت خوله إلى الرسول(ص) وذكرت قول أبو بكر لها فقال الرسول(ص) ارجعي وقولي له أنت آخى في الإسلام وأبنتك تصلح لي " وتوجه أبو بكر إلى الرسول(ص) وقال له : يا رسول الله(ص) قد كنت وعدت بها لمطعم بن عدى لأبنه جبير وبعد ذلك ذهب أبو بكر إلى منزل مطعم بن عدى
وكانت زوجته أم جبير موجودة فقال أبو بكر لهم ما تقول في أمر عائشة وكان يريد رأيهم النهائي فقالت أم جبير لأبى بكر " لعلنا إن أنكحنا إليك تصيبه وتدخله دينك الذي أنت علية " ومعنى ذلك أنها كانت متخوفة إن تزوج ابنها جبير من عائشة أن تدخل ابنها في دين الإسلام وهى ترفض ذلك مطلقا لأنها من كفار قريش فقال أبو بكر : ماذا تقولى؟ فرد مطعم بن عدى زوجها إنها تقول ما سمعت ومعنى ذلك أن رأى مطعم بن عدى وزوجنه متفقان من خوفهم من دخول ابنهم من ديانة أبو بكر وهى الإسلام فقام أبو بكر من مجلسهما وهو في حل من وعدة لمطعم بن عدى
وعند ذلك أتى أبو بكر بخوله بنت حكيم وقال لها: قولي لرسول الله (ص) أن يأتي وقد عزم على زواج ابنته عائشة إلى الرسول(ص) وجاء الرسول(ص) وعقد على عائشة بنت أبى بكر
وكانت عائشة تبلغ من العمر سبع سنين وكان ذلك في مكة في عام 619 م ومكثت في منزل والدها سنتين وهى مخطوبه
وبعد أن هاجر الرسول(ص) إلى يثرب في عام 621 م وأستقر به الأمر في يثرب ونظم بداية الدولة الإسلامية وبني مسجد في وسط يثرب ومنزل بعث الرسول(ص) زيد بن حارثه وأبا رافع لكي يحضر زوجته سوده بنت زمعه من مكة ومعها أبنائه من خديجة أم كلثوم وفاطمة لأن زينب كانت قد تزوجت وكذلك رقية
وفى نفس الوقت أرسل أبو بكر الصديق عبد الله بن أريقط الديلمى الذي كان دليل الرسول(ص) وأبو بكر في الهجرة وذلك لكي يحضر زوجه أبى بكر أم رومان وابنته عائشة من مكة إلى يثرب لكي يستقر الأمر بالجميع في يثرب حاضرة الدولة الإسلامية الأولى
وذات يوم أثناء وجود أبى بكر مع الرسول(ص) سأله أبو بكر "يا نبي الله ما يمنعك من أن تبنى بأهلك " ويعنى بذلك ما يمنعك أن تتزوج بعائشة قال الرسول(ص) له : الصداق فأعطاه أبو بكر الصديق اثني عشرة أوقبة ونصف أوقية ذهبا فقدمها الرسول مهرا لعائشة وتزوجها وكان الرسول(ص( يقسم أيامه يوما لزوجته السابقة سوده بنت زمعة ويوما لعائشة بنت أبى بكر وكان عمرها تسع سنوات.
وكان الوحي ينزل في حجرة عائشة بنت أبى بكر على الرسول(ص) ومن المعروف أن القرآن الكريم به 114 سورة منها 86 سورة أنزلت بمكة وتعرف بالمكية و28 سورة بالمدنية
وقد ورد في البخاري أن سأل رجل الرسول(ص) : يا نبي الله من أحب الناس إليك قال : عائشة ، قال الرجل للرسول (ص) لا نعنى من أهلك بل من الرجال قال له الرسول(ص) : أبو بكر أبوها
لقد خطب الرسول(ص) عائشة وهى في السابعة وتركها في بيت أبيها إلى إن يحين وقت زواجها فأين الشهوة في هذه الزيجة المؤجلة لو كانت الشهوة هي الباعث كما يدعى المفترين والمستشرقين لكان تزوج فتاة ناضجة ولكنة لم يفعل ذلك لأنه كان زاهدا في الدنيا وملذاتها مقبلا على ربه طالبا رضاه مشغولا بأعباء الرسالة التي اختاره لها ربه فالشهوة الجنسية لم تكن هي السبب الرئيسي لزواج الرسول(ص) من عائشة ولكن هو الوفاء والإخلاص والتكريم لأبيها أبى بكر الصديق في أن يصاهره ليقوى الإسلام والدعوة الإسلامي
لقد كان من عادة الرسول (ص) إذا أراد أن يخرج إلى موقعة عسكرية وهو ما يسميه كتاب السيرة بالغزوة كان يقترع بين زوجاته ومن يصيبها الدور تخرج مع الرسول(ص) لخدمته أثناء وقائع الغزوة وقد أصاب عائشة الدور في موقعة بني المصطلق وكانت تبلغ من العمر ستة عشر عاما وبعد انتهاء الموقعة وبعد انتصار المسلمين وفى طريق العودة إلى المدينة نزلوا قرب المدينة للراحة بعد طول عناء المعركة وإجهاد الرحلة فخرجت عائشة من المعسكر لقضاء بعض حاجاتها وسقط منها عقد فأخذت تبحث عنه حتى عثرت علية ومن شدة تعبها غفلت عينها من التعب لتستريح ولكن عند عودتها للمعسكر كان المسلمين قد ارتحلوا بعد أن شدوا هودجها إلى ظهر البعير وهم يحسبونها فيه لفرط نحافتها وخفه وزنها – والهودج هو الخيمة التي توضع على الجمال – فبقيت مكانها تنتظر قدوم من يبحث عنها ومر بها صفوان بن المعطل السلمي وكان قد تخلف عن المعسكر لبعض حاجاته فوجد عائشة فأركبها على ظهر بعيره ودخل المدينة المنورة في وضح النهار حتى دخلت بيتها واخذ بعض المنافقين يتهامسون بالغمز واللمز عن تأخر عائشة ووصولها مع صفوان بن المعطل وكان كبير
المنافقين عبد الله بن سلول العرفي يردد ذلك الغمز واللمز حقدا على الرسول (ص)ومرضت عائشة لمده أكثر من عشرين يوما وكانت قبل مرضها وأثناء مرضها لا تعرف شيئا عن حقيقة ما يردده البعض من الغمز واللمز عن تأخرها يوم موقعة بني المصطلق ولكن بعد شفائها أخبرتها امرأة من المهاجرين بذلك.
ودخل الرسول(ص) على عائشة بعد شفائها في وجود والدها أبى بكر وسألها عما حدث أخبرته بواقعة سقوط العقد وأنكرت كل علاقة مع صفوان وظلت تبكى طوال الوقت إلى أن نزلت الآية 11 من سورة النور والتي تؤكد براءة عائشة وذلك في قول القرآن " إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ "
وبعد نزول آية الله في سورة النور خرصت ألسنه الذين كانوا يروجون حديث الإفك لأنه لايمكن أن يتحدث أحد به بعد ذلك
هل يعقل أن يحدث أي شيء بين عائشة وصفوان بن المعطل ومع ذلك يركبها على ظهر بعيره ويدخل بها المدينة في وضح النهار ويتوجه بها وهى على ظهر البعير إلى منزلها ويدخلها منزلها ثم ينصرف في طريقة إلى منزله أم أن الأقرب للعقل الصحيح أنه لو حدث إي شيء
منه مع عائشة لم يكن يركبها بعيره وحتى لو أركبها بعيره فهو ينزلها عن البعير في مكان خارج المدينة على أن تدخل بمفردها ولا يدخل معها المدينة حتى لا يشك فيه أحد
عندما اجتمع الرسول(ص) مع الصحابة وكان يوجد بينهم عمر بن الخطاب قال عمر بن الخطاب للرسول(ص) : من زوجها لك ؟ ويقصد بذلك عائشة ، قال الرسول(ص) : " الله تعالى " فقال عمر بن الخطاب : افتظن أن الله دلس عليك فيها ، سبحانك ، هذا بهتان عظيم ، وفعلا لقد صدق عمر بن الخطاب فقد روى في صحيح السير النبوية فقد روى الترمذي وحسنه ابن عسكر عن عائشة أن رسول الله (ص) قال : جائنى جبريل في خرقة خضراء فقال : هذه زوجتك في الدنيا والآخرة.
توفيت عائشة وعمرها سبعة وخمسون عاما وبعد وفاة الرسول اعتكفت للعبادة وقد كانت من رواة الحديث لقربها من الرسول(ص) فقد اتفق البخاري ومسلم في صحيحيهما على مائة وأربعة وسبعون حديثا تم روايتها عن عائشة.
المصدر : كتاب زوجات الرسول بين الحقيقة والافتراء
د . نبيل لوقا بباوى