جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أصدر رئيس الهيئة قراراً بحظر تعامل الموظفين مع وسائل الإعلام المختلفة المكتوبة والمقرؤة والمسموعة إلا بعد الاستئذان ،ثم تبعه الوزير الهمام بنفس القرار لموظفى وزارة الثقافة عموماً ومن الواضح أن الأوامر قد صدرت لرئيس الهيئة بذلك فنفذها على الفور وله قصب السبق على الوزير، ومن خلال هذه القرارات الغريبة نجد أن النظام الحاكم فى وزارة الثقافة ودار الكتب لا يدرى أن هناك ثورة قد قامت ضد تكميم الآفواه وحرية الرأى والتعبير، وهذه الثورة ألقت برئيسهم المحبوب فى السجون وأستاذهم الفنان فاروق حسنى على الدرب سائراً إن شاء الله إلى السجن حتى يؤنسوا وحدة بعضهم ، والعجيب فى الأمر أن الوزير الهمام ورئيس الهيئة وبعض قيادات الثقافة كانوا فى لجنة الدستور لسماع مقترحاتهم فى باب الحريات نعم ... لا تندهش عزيزى القارىء أى حريات يقدمون اقترحاتهم عنها ؟! الحريات التى يمارسها الموظفين فى الوزارة والدار تحت تهديد قرارات القمع الإدارية؟! ، فالذين يملكون زمام الأمور فى الوزارة والداريعيشون فى غيابات الماضى وهم من صدعوا أدمغتنا بالشعارات والمانشيتات عن الديموقراطية وأنهم شاركوا فى الثورة وأنهم لم ولن يتعرضوا لأحد بالأذى والدليل على ذلك ايقاف الزملاء من قبل عن العمل لمجرد قولهم الحقيقة ومن قبل أخذ خمسين اسم من الزملاء لتحويلهم الى التحقيق وعقابهم ، لقد ضاقت صدورهم بالحقيقة وأقول لهم أن حاجز الخوف قد كسرإلى غير رجعة فلا سكوت على الفساد وملاحقة الفاسدين حيث كانوا. وأقول لهم بدلاً من القرار بمنع الموظفين من الظهور فى الإعلام ، كان من الأجدى لو أنه توجد ضمائر حية تريد مصلحة هذا البلد أن تبحث فى الموضوع وتعالج الأخطاء ولكن هيهات لمن تربى على ... لا ارى ... لا أسمع ... لا أتكلم فهم يريدون الموظفين هكذا لا ارى ... لا أسمع ... لا أتكلم وهذا لن يكون، فالإرهاب الذى يمارسونه على الموظفين لن يقف حائلا ً دون ملاحقة اللصوص والفاسدين المفسدين الذين يعيثون فساداً ومحاولة التهديد فى الأرزاق فذلك دأب الضعيف قليل الحيلة الذى يتجبر بمنصبه ولا أدرى ماذا يعلمون الأجيال الشابة فى الجامعات التى وفدوا منها ؟! وكان من الأشرف لهم جميعا ألا يتورطوا فى مثل هذه القرارات وألا يسمعوا لبطانة السوء بل على العكس فكان عليهم المواجهة الرأى بالرأى والمستندات بالمستندات وأيضاً الرد فى وسائل الإعلام حتى يثبتوا بياض صحائفهم ولكن هم بالفعل يعيشون فى الماضى .
وفى النهاية فهذه القرارات تزيدنا اشتعالاً وتوهجاً وتجعلنا نعرف أننا على
الطريق الصحيح ماضون وعلى إظهار الحق عازمون قال تعالى ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ) سورة إبراهيم آية42
والله الموفق