مجلة فجر الحرية

(يصدرها ثوار دار الكتب)

منذ إنشاء الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية فى عام 1993م تعاقب على رئاستها العديد من الشخصيات لم يكن من بينهم أحد من أبناء الدار ، ثم حدث أن أصبح ذلك عادة تنطبق على مناصب رؤساء الإدارة المركزية حيث يعين أناس من خارج الهيئة ، فتارة من الجامعة وتارة أخرى من القوات المسلحة والشرطة  وكل شخص منهم يتولى منصبه يأتي وبصحبته جيش عرمرم من أصحاب الثقة ، فهناك عزبة الأزهر وأيضا عزبة حلوان وهكذا ويتم تسكين هذه الشخصيات في مفاصل الدار ليضمن كل رئيس الولاء الكامل له حتى أن البعض بدأ ينزل بهذه التعيينات إلى مناصب مديري العموم ومديري الإدارات وبعض الأقسام الهامة في الدار ويا ليت من يأتي من الخارج يحمل كفاءة إدارية أو علمية تفوق أبناء الدار، ولكن وقعنا بين فكرتي أهل الثقة وأهل الخبرة وهنا يفضلون بالطبع أهل الثقة ، وهناك شيء أخر شعر به أبناء الدار وهو أنهم أصبحوا  مواطنين في درجة أقل حيث يتم التعامل معهم بتعالٍ واضح من قبل هؤلاء حتى سكرتارية مكاتبهم تعتبر الموظفين فى درجة أقل بل أقل درجات وهذا يتضح من خلال المعاملات معهم ، وإن كان هناك من الموظفين من يستحقون هذه المعاملة لأنهم هم أنفسهم يدفعون من أمامهم لمعاملاتهم بمثل هذه الطريقة من خلال خضوعهم واستكانتهم ، ولكن هذا التصرف بدأ يقل بعد ثورة يناير فبعض الناس حدث لهم نوع من الاستفاقة جعلتهم يشعرون بأنفسهم وأنهم ليسوا بأقل ممن قاموا بهذه الثورة ، وبنظرة ثاقبة نجد أن الدار تضم بين جنباتها أشخاص ذوى كفاءات إدارية وعلمية تفوق من يأتى عليها من الوافدين من خارج الدار ولكن كما قلت دائما يريدون أصحاب الثقة ، وأتساءل هل ترضى الجامعات أن يتم تعيين عمداء للكليات أو وكلاء أو رؤساء أقسام من خارج أسوار الجامعة؟ فالإجابة لا ، وان كان يحدث ذلك قديماً أما الآن فلا ، وإن حدث ذلك فسيقيمون الدنيا ولا يقعدونها ، أو هل ترضى القوات المسلحة أو الشرطة تعيين قادة لها من خارج أبنائها ؟ فالإجابة طبعا لا ، ولكن تقبل هيئتنا على الرحب والسعة فلا مانع من ذلك، ولنعلم أن انتداب هؤلاء الأشخاص من الخارج يكون في غير أوقات العمل الرسمية فهل يحدث ذلك ؟ ، وقد تملك بعض أبناء الدار شعور بأنهم سيحدث لهم مثل ما حدث لسكان الأمريكتين الأصليتين (الهنود الحمر) وسكان استراليا وإفريقيا الأصليين على يد الأوروبيين ، ولكن ندعوا الله عز وجل ألا يحدث هذا ، ومن باب النصيحة نقول لمن بيده الأمر نظرة إلى أبناء الدار فأهل مكة أدري بشعابها ، وهناك بارقة أمل موجودة مع تولى أحد أبناء الدار منصب الإدارة المركزية لدار الكتب و نرجوا له التوفيق في عمله .

       وأخيراً فإذا كنا نتحدث في هذا الأمر فللصالح العام وفقط ولا نبغي جزاءً ولا شكوراً فالأجر والثواب من عند الله عز وجل الذى يعلم ما في  ضمائرنا ونوايانا وهو جل شأنه شهيداً على ذلك.

والله الموفق

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 267 مشاهدة
نشرت فى 20 سبتمبر 2012 بواسطة darbook

فجر الحرية (يصدرها ثوار دار الكتب)

darbook
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,607