قلنا في المقال السابق إن سلبية العاملين وصمتهم عن المطالبة بحقوقهم والإصلاح ساعد القيادات على الاستبداد
وفى هذه الكلمة نتحدث عن الخداع وسائل الاستبداد ولكنه الخداع الناعم رغم أن الإقصاء العنيف وممارسة التهديد والتلفيق هو المعهود. فالقيادات كان تنازعهم الرغبة في أطاله عمر بقائهم على الكرسي أن يسجلوا إضافات في رصيد الرضي لرؤسائهم طامحين في تجديدات قادمة وبالتالي يقعوا في أحيان كثيرة أن تكون المصلحة العامة بمثابة تمثيلية هزلية ...
والمصيبة أن الأمر صار واضحا وخاصة بعد ثورة 25 يناير فإذا طلبنا من القيادات دفع ناعما تكاد تتحرق جنوبنا شوقا لفهمه غيره عسيرة الهضم بالغ السخرية الملثمة ولا يسمن ولا يغنى من جوع ...إذ هو إجابة بدون إجابة.
خذ مثلا عندنا فى دار الكتب والوثائق القومية: -
إذا أعلنا امتعاضنا من شئ واستياءنا منه قابلونا بوجه باسم رقيق وقالوا: يأفاضل انتم تنظرون فقط إلى النصف الفارغ من الكوب ولا تنظرون إلى النصف المملئ ..ونحن نقول في أنفسنا ولنا ربنا .. إلى متى السكوت؟
وإذا استعجلنا إصلاحا ضروريا قيل لنا انتم مستعجلون ولابد من التحلي بالصبر.. وهذا كلام ظاهره صحيح وباطنه ملفق إذا أن الانتظار عندهم ليس له نهاية وقد يكون إلى الأبد
وإذا أظهرنا سخطا من قرار واضح الهوى لإرضاء إرادة خارجه عن الدار يقولوا لنا في جو من الهدوء واثق الخطى ياأساتذة هناك أمور غير مكشوفة لكم وعليكم أن تؤمنوا بما نقول .. اي أفضل لكم إلا تعملوا عقولكم ولا تشغلوا بالكم وفى ذلك فؤائد عظيمة وحكم جليلة قيمة ستعلموها مستقبلا
وفى الحقيقة هذا دجل الغرض منه تسفيه العقول ومما لا ريب فيه أن هذا الموضوع كله مهدءات ومسكنات وهمية من قاموس التخدير الوجداني العب الرقيق
وبالتالي تتميع اى قضيه وينتهى الأمر أيضا بتعطيل عملية التفكير ذاتها والنتيجة لا صلاح ولا إصلاح
وربما يحدث أصلاح طفيف كسيح لا يحقق آمالا مرجوة وكأنه سد خانه لأنه أصلاح مشلول تسبقه السلحفاة في سرعتها
وهؤلاء القيادات مشغلون بيسرهم عن عسر الناس
وإذا ضاق بهم المقام يلجئوا إلى الهروب من الحوار متذرعين بحجج كثيرة واهية
وفى هذه المرة حجة تختلف عن المألوف من حجج (القلة المندسة )العمل لأجندات خارجية فما هي إذا ؟
يقولون لا تطالبونا بإصلاح ولا تطلبوا عدلا أو كرامه أو حرية حتى تجيدوا عملكم (في زعمهم)
ونحن نسأل أنفسنا كيف يثبت في قياس هؤلاء المتحذلقين حق المطالبة بالإصلاح ؟
أيثبت بالمحسوبيات التي يدعون بعضهم بعضا في اللقاءات الجانبية والتي تتخذ أنواع المصالح التبادلية والشخصية على حساب الآخرين أم يثبت بأستماته البعض على الكرسي ويريدون إلا يتغيروا ولا يتبدلوا تحت مظله مسميات ملفقه واضحة البطلان والادعاء بأنها من مصلحة الوطن والاستقرار طارة ومصلحة المكان طارة أخرى
أم يثبت ببعض الأحداث الصورية التي تراها الكاميرات والصحف ولا تراها الحقيقة والواقع
أن الأمر ياسادة ابسط من تلك الجدلية واللجاجة الفارغة لإثارة ضبابية تعوق البصر والبصيرة عن الرؤية الصحيحة لما يدور في الكواليس
أن الشللية والمنظومات النفعية التي نمت وترعرعت واستفحلت في عهد سابق إثم هي كما هي التي ترسم ملامح حياتنا الآن وهى لا تزال بالكثير من عافيتها تتربص بالشرفاء وتلعب بأوتار الدمى على مسرح حياتنا الثقافية ولكن الأمل اكبر والعزيمة امضي وان شاء الله سيزول الباطل والله الموفق والمستعان