موقع داليا السيد

قرآننا .. إسلامنا - علمنا.. عملنا

السلام عليكم ورحمة الله

وقفة في كلمة مندوبة إسرائيل في إجتماع مجلس الأمن الدولي  لمناقشة تقرير جولدستون والشرق الأوسط


الأربعاء 14 أكتوبر 2009- 25 شوال 1430

في إجتماع مجلس الأمن الدولي اليوم بشأن تقرير غولدستون والشرق الأوسط، وبينما الرأي الدولي يوجه تركيزه لمناقشة جادة للتقرير وكيفية مناقشته تأتي مندوبة إسرائيل لدى الأمم المتحدة غابريلا شاليف لمدح المتحدث بإسم بريطانيا لأنه سيترك منصبه ولتهنئة أوباما على جائزة نوبل، فهل هذا مجال لأي كلام يخرج عن محل الكلام الجاد في الموضوع أم أنه نوع من المداهنة لكسب وتطويع الطرف البريطاني والأمريكي عن غير حق؟!

فهل هذا المدح وتلك التهنئة يمكن أن تغير من ضمير الدول وتخفي أعينهم وعقولهم عن الحقيقة في القضية وعن أصحاب الحق وعن تمييز الأمور والحكم السليم فيه؟ وأي إحترام هذا للعقل الإنساني الذي يعميه قبل أن يملي عليه كلماته ليسير خلفها مغمض الأعين أعمى الفكر؟

فها هم اليهود يعملون على السعي التدريجي لتقليص اعتماد الاقتصاد الإسرائيلي على
المساعدات الأجنبية. وها هم يسخرون الغرب لمصالحهم وأهدافهم الإستعمارية والتي تختلف جوهريا مع مصالح الغرب في إقامة علاقات سليمة مع العرب والمسلمين.

يلى ذلك بأن حاولت المندوبة اليهودية تحريك الموقف ضد حماس ولبنان وليبيا وإيران، وكأنها تريد أن تزيح أي مسئولية عنهم في تعدياتهم المستمرة وتخفي كل الوقائع الشاهدة والمرصودة علميا دون تحيز. فما دخل كل هؤلاء في هذا التصرف الإرهابي العدواني لليهود في غزة وفي فلسطين كلها؟

يقول اليهود في ملفاتهم:
ضمن الهدف العسكري لهم، احتفاظ إسرائيل بتفوق عسكري كمي ونوعي في المجالين التقليدي وفوق التقليدي
على جميع الدول العربية، وبما يمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية،مع السعي لزيادة قدرة إسرائيل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في التسلح.

فهل من يسعى لإمتلاك السلاح وأكثر الأسلحة دمارا وأن يعلوا على حساب غيرهم سواء كانوا غربا أو عربا في مقابل أن لا يمتلك من بجواره هذا السلاح ولا أي نوع متقدم من الأسلحة، هل هؤلاء يسعون للدفاع أم للهجوم؟ هو التوجه نحو التعدي بكل أشكاله من خلال محاولة فاشلة لإضعاف الطرف الآخر. لكن الأصل أنهم هم الضعف بعينه والهوان لأن لا قوة لباطل القوة كلها للحق ولأساليبه العادلة التي تحققه، ولم يضع الله لهم على المسلمين قوة أبدا لأن الحق مع المسلمين. ولا يوجد لأي مجموعة من الناس أن تقيد حقوق غيرها في العمل والتقدم وحفظ مواردها وحقوقها وأرضها.

ألا يحمل ذلك كل معاني الغدر والخيانة بكل الأطراف التي يتعامولن معها سواء أظهروا لهم التعاون أحادي المصلحة أو أبطنوا لهم الكره والحقد؟

وعندما يقولون بتأمين حصول إسرائيل على المزيد من الموارد المائية والنفطية والمعدنية، وبما يمكنها من
استيعاب مزيد من يهود الشتات. فأي موارد تلك الزائدة عن الحد والتي هي إسراف وإهدار وهم في الأصل  قلة؟ هل هي أيضا بطريق الغصب والضغط؟ وهل هذه هي العدالة التي يخادعون فيهاوالسلام الذي ينادون به كذبا؟


على الرغم من الضعف الواضح في خطاب مندوبة إسرائيل لأنه لا يحمل في طياته أدنى معاني الحق ولا العدل والسلام الحقيقي، فقد إشتمل على سياسة هامة تتبعها إسرائيل وهي خداع الرأي العالمي وقلب الحقائق سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى الأحداث.
فبينما تشهد الأرض على قتل الأبرياء وعلى الجرائم التي إرتكبت يصر الجانب اليهودي أنه يدافع عن نفسه، فهل هو كذب علني على العالم؟، أم سخرية منهم؟ وهل يمكن أن يجدون من يصدقهم إلى الأبد؟ وهل لا يوجد أعين لدى الناس لتميز وتحكم من المتعدي ومن المدافع؟

وإذا كان الدفاع حق مشروع لكل الأمم، فهل يعتبر العالم أن التعدي والقتل والإفساد أيضا حق؟

وإذا كان اليهود يدعون كذبا أنهم يدافعون عن أنفسهم، فهل يمكنهم أن يقولوا هل يدافعون عن أنفسهم ضد أهالي سالمة ليس لديهم سلاح فيقتحمون بيوتهم ويطردونهم ويؤذونهم ويقتلونهم وليس لدى الأهالي مجرد سلاح ولو بسيط ليدافعوا عن أنفسهم أو حتى يواجهوا هذا العدوان، فأي دفاع هذا وممن يدافعون عن أنفسهم.. من أناس نائمين في منازلهم ليس لديهم سلاح عزل مدنيين؟! هذه سخرية بعقول العالم ويعقول شهود العيان على الأحداث والجرائم التي تحدث كل يوم في فلسطين دون أدنى حق.

وهل عندما تقول ملفات اليهود  وأهدافهم الإسترتيجية أنهم يسعون لئلا يكون في المنطقة العربية أي قوة إقتصادية سوى إسرائيل وأن يتنازل العرب عن أهداف وحدتهم وتطورهم، وأن يكون العرب في حالة تغييب وفي حالة ضعف.. فهنا من أي شيء يدافع اليهود في إسرائيل؟ وأين الهجوم هنا؟ هل أيضا العرب هم الذين هاجموهم أم أنها سياسة العدوان والإستيلاء بغير حق على حقوق الناس دون أدنى سبب؟ ومن المهاجم هنا؟ بل ومن الذي يسعى للفساد والخراب.. خراب الأرض والموارد والناس؟


وقد إدعت المندوبة أن القضية معقدة، وتحاول ان تقنع العالم بتعقيدها لتضلل فكرهم وفهمهم لها وتقديرهم للمواقف فيها، فلينظروا إلى الباديء بالتعدي والباديء يكون عليه الحق وهو الظالم، فاليهود هم من بدءوا التعدي منذ وضعوا خطتهم للإستيلاء على أراضي ليس لهم فيها حق وهي ملك لأهل فلسطين يسكنوهابحقهم فيها، فأي حق لليهود فيها وهم العصابات التي طردت الأهالي وشردتهم من مساكنهم وأراضيهم وقتلتهم في منازلهم وفي أسواقهم وشارعهم وآذت أرواحهم وإنسانيتهم؟

ألا يعي العالم بعد هذا أين المعتدي وأين المدافع؟

وقد تكلمت عن المحرقة بشكل مستفز، فإذا كانت المحرقة مشكلة بين هتلر واليهود، فما هو دخل المسلمين فيها؟ وما هو دخل فلسطين فيها؟
وهل يمكنهم أن يحاسبوا هتلر الذي مات؟
ومنذ متى تتوارث الأزمات والأحقاد بين الأجيال؟
فالمعروف أن كل جيل له طريقة نهجه وحياته وأساليب معاملته، بل إن الأجيال ينشأ بينها علاقات تختلف طبيعتها عن سابقتها، فلماذا يصر اليهود على التمسك بشيء من الماضي ولم يعاصر جيلهم الحالي شيئا منه؟
أم أنها الطبيعة العداونية المفسدة التي جبلوا عليه؟

المسلمون لا يريدون إلا العيش في سلام ، لكنهم أيضا لا يريدون التعديات ولا يقبلون التعدي بأي حال لا على أرض ولا على نفس، ولا يتنازلون عن حقوقهم أبدا لأنهم يحفظون حق الله بالأصل... وهو حال كل أمة صاحبة حق ولها مشروعية التمسك والدفاع عنه.

وأي سامية تلك التي يتحدثون عنها؟ السامية هي علو النفس عن كل خلق رذيل وعن العنف وعن السوء كله... السامية هي الإرتفاع بالنفس بعبادة الله وحده لا شريك له.. فليحقق اليهود هذه المعادلة بتسليمهم لله وحده وسيحققون الرفعة عند الله تعالى. عندها سيكونون مسلمين يعيشون حياة كريمة بتكريم الله للمسلم، حياة يضمنون فيها الفوز في الدنيا وفي الآخرة مع كل العالم المسلم... لكن دون ذلك فلا رفعة لظلم ولا لباطل ولا لتعدي ولا لعنف ولا اي مظهر سوء غير مقبول لا يرضاه الله تعالى.

لقد تبرأ حاخام اليهود في أمريكا من شرعية إسرائيل ومن شرعية مبادئها وأن لا علاقة لهذه المباديء بالدين نهائيا هي علاقة سياسية متطرفة، فهي لم ترد في دين بل هي أساسها سياسي إستعماري، فهل يحمي أصحاب حقوق الإنسان والعدل والسلام والديموقراطية في العالم إستعمار وتعديات وهدم لمعاني الإنسانية والحقوق المشروعة؟

ألا يعلم اليهود أن الحق بيد الله تعالى، فهل يمكنهم محاربة الله وحقه في إقامة العدل والسلام وفي عبادته وحده لا شريك له؟

ألم يقل لهم رسولهم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ألا يعبدوا إلا الله وأن يتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم إذا جاءت رسالته؟ وموجود هذا التبليغ في التوراة وفي الإنجيل  بالإيمان بالرسالة الخاتمة لأن كلها من رب واحد ولها مباديء واحدة هي عبادة الله وحده وإقامة شرعه في الأرض فيكون الجميع نقي النفس، سوي العبادة سالم آمن على نفسه وماله ودمه وعرضه.

كلمة من العالم إلى يهود إسرائيل.. كفانا خداعكم وتضليلكم لنا وإخفاءكم للحق ومحاولة محوه فالحق لا يضيع لأنه شاهد بأحداثه وشاهد على مرور العصور، بل إن الحق قوي لا يضعف، ويكفينا بالله شهيدا.

فلتعيشوا في سلام حقيقي وليس مخادع يحمل مصالح خبيثة وليكن العدل الذي أقره الله رب الناس للناس بطاعة الله ومعرفة أوامره الحقيقية، ولتتعرفوا على حقوقكم وحقوق غيركم التي وضعها الله في الأرض في كتاب محفوظ لم يؤلفه ولم يغيره بشر بل أنزله وحفظه رب العالمين بقدرته وعلمه، حق الإنسان وكل إنسان في هذه الأرض أن يكون صاحب عقل مستقيم وصحي وواعي غير مخدر ولا ومضلل.. إنسان له فكر وفهم وحياة كريمة ومستقبل طيب بيد خالقه... إنسان يعرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات... إنسان يعبد الله وحده ولا يشرك به بصفاء ذهن ونور قلب وفطنة عقل.

لكن الخداع وقلب الحقائق والتعديات والتنازل عن الحق كله مرفوض، فلا حق إلا حق الله تعالى الحق الذي لا يضيع ولا يضيع معه أحد.

  • Currently 205/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
67 تصويتات / 518 مشاهدة
نشرت فى 17 أكتوبر 2009 بواسطة daliaelsayed

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

253,166