موقع داليا السيد

قرآننا .. إسلامنا - علمنا.. عملنا

السلام عليكم ورحمة الله

هل من الضروري أن نحصل على الغذاء؟ إذن كف نحصل عليه؟

هل يحتاج الإنسان الغذاء؟

السؤال لا يتطلب الجهد فالماء والغذاء لحياة الإنسان، لكي يبقى على قيد الحياة يمارس أنشطته وأعماله ودوره الذي خلق من أجله.

ببساطة إذا لم يجد الإنسان الحي الماء والغذاء الذي يفي ببناءه الحيوي سيمرض ويموت ويهلك.

فهل كان يعرف الإنسان أن له هذه الحاجة من المأكل والمشرب قبل أن يولد؟ وهل كان لديه فكرة كيف يمكنه الحصول عليها؟

وإن لم تكن الأرض بهذه الصورة من التمهيد وإمكانية حرثها واستخراج النافع منها، هل كان له أن يدرك شيء لأجل صالح حياته؟

لم يكن الإنسان يعي أي شيء عن حياته ولا عن متطلباته ولا عن كيفية الحصول عليها ولا كيف يسير بحياته للأفضل. سوى أنه كان الله سبحانه وتعالى ولم يكن شيء سواه هو الذي خلق وهيأ ومهد الأرض و رفع السماء وخلق الكون كله.

فالإنسان خلق وله حاجات ولم يعلم كيف يحصل عليها، غير أن خالقه سبحانه وتعالى خلقه ولم يتركه عبثا ولا مهلا. فقد هيأ له من كل شيء طيبا حلالا تهنأ به نفسه وتقام به حياته.

فخيرات الأرض موجودة فيها، فهذه التربة وهذا السقاء والمطر وهذه البذور وهذه الدواب وهذه الآلات التي تحرث، وليس على الإنسان إلا أن يسعى في طلب رزقه هذا بالعمل والكد والاجتهاد والاتقان لكي يجد ناتج لعمله ويجد طعامه وشرابه الذي يقيم بهما حياته.


فالأرض ممهدة للإنسان يعيش عليها ويستفيد منها ويربي عليها حيواناته أيضا لفائدته وصالحه. لكن لكل شيء حقه ولا يمكن أن يحصل إنسان على رزق من طعام ولا شراب ولا مال إلا من خلال العمل فلا تعدي، بل الحق والواجب.

حق الإنسان في أن يعيش حياة كريمة، الحياة التي كفلها الله تعالى له وهيأ له أسباب وجودها. والواجب الذي عليه لكي يحصل على هذا الحق بمشروعية لكي لا يحدث خلل في التوزيع بين الناس فلكل مجتهد نصيب ولكل رزقه الذي قدره الله تعالى له.

منظومة محكمة وضعها الله تعالى وأبدعها وأتقنها سبحانه تسير في موارد وإمكانيات كثيرة على الأرض ثم كائنات حية تعيش وترزق وتأكل وتشرب وتتكافل فيما بينها. سبحان الخالق العظيم...

إذن فكيف نحصل على الغذاء؟ هل سنظل كثيرا نستورد طعامنا وخبزنا؟ هل لا يتوافر لدينا الإمكانيات لكي ننتج نحن الطعام؟

هل ينقصنا الأفراد التي تزرع الأرض؟ هل ينقصنا المياه التي تروي الزرع؟ هل ينقصنا الأرض التي نزرع فيها؟

هل تنقصنا قدرات معينة تجعلنا نقترض بدلا من أن نعمل، تجعلنا نشتري من الغير بدلا من أن نبذل الجهد فيما نمتلك؟


بالطبع لا.


الإنسان كخلق من مخلوقات الله تعالى أعطاه الله تعالى آلات حيوية تمكنه من العمل والكد، من التفكير والتطبيق، من البناء والتعمير... فهل أدى دوره ووظيفته التي خلق من أجلها؟

خلق الله سبحانه وتعالى المنطقة العربية وتعتبر أكثر المناطق على الأرض خصوبة وغنى بشتى الموارد الطبيعية، فهي بالفعل تحتوي مصادر مياه متنوعة وكافية وتحتوي أراضي خصبة وأراضي أخرى يمكن استغلالها للزراعة ولتربية الحيوانات. هذا غير المناخ المعتدل الذي يعطي التكيف لجميع الكائنات فتستطيع أن تعيش، وبالتالي يسهل تربية الحيوان وزراعة الأرض.

فالإنسان يأكل من النبات المزروع ومن الحيوانات التي يربيها، ويشرب المياه العذبة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى، ولا يوجد مصادر غذائية أخرى. ومن المهم تحديد هذه المصادر لتحديد نوعية العمل لإكثارها وإنتاجها والحفاظ عليها.


ويكون توجيه الجهود والعمل الجاد المتقن وتنظيم الأراضي للزراعة بما في ذلك المساحات المطلوبة للإنتاج النباتي والحيواني هو أساس إنتاج الغذاء وعمل الكفاية اللازمة على المستويات المحلية العربية.

 فالمعلومات مطلوبة لأنها العلم من عند الله تعالى، والعمل مطلوب لأنه تطبيق العلم، والاتقان أيضا مطلوب لأنه كمال العمل.


ويكون هدف العمل التوصل إلى حل لكي يكون مصدر غذاؤنا من أرضنا بالفعل بإذن الله تعالى متوكلين على الله، ومقتنعين أن الرزق بيد الله، وموقنين أن علينا العمل الجاد بكل مراحله للوصول للهدف، وراضين أيضا بالناتج الذي يقدره الله تعالى

  • Currently 200/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
67 تصويتات / 415 مشاهدة
نشرت فى 26 فبراير 2009 بواسطة daliaelsayed

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

253,181