موقع داليا السيد

قرآننا .. إسلامنا - علمنا.. عملنا

السلام عليكم ورحمة الله

تصميم خطة تجربة/بحث علمي- مستوى تمهيدي

لكي نقوم بعمل تجربة ما في المعمل أو بحث سلوكي في المجتمع، يتطلب ذلك أن نفكر ونسير بالتدريج من الألف لكي نصل إلى الياء والتي هي النتائج التي نريد الحصول عليها أو نقطة الوصول بالنسبة لتجربتنا وبحثنا.

الأمر الذي لا يتطلب سوى ترتيب التفكير مع تخيل الخطوات التي يمكن أن تمر بنا ونحن على خط سير أداء هذه التجربة وهذا البحث حتى نصل إلى نهايته.

إذن فعليك أن تعرف كل مرحلة ستمر بها في بحثك لكي تستعد لها وتضع لها الخطوات والأدوات اللازمة وتعرف الهدف منها وهل هي مفيدة وتحقق عائد فعلي على بحثك وعلى تطبيقه أم لا.

ولم يكن أبدا ديننا بعيدا عن التخطيط والترتيب لكل أحوال الإنسان، بل إن صلب العمل الحيوي للإنسان في الدين يتم توجيهه من خلال هدف أولي أولا ثم المتطلبات لتحقيق هذا الهدف أي الأدوات والكيفية التي سيتم بها أي الطريقة.

فيمكننا أن نرى أعلى أمثلة في التخطيط والتنظيم من خلال دروس معلم البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الهجرة والهدف منها في بناء مجتمع إسلامي نقي واعي وفي المتطلبات التي أعدت لها لتكون سرية وفي خطة الطريق والمبيت والإنطلاق. فحسن التدبير هنا كان يلازمه الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه سبحانه والثقة في أمره والرضا بكل النتائج بعد ذلك بعد أداء الواجب المكلف به. حيث لا يكون على الإنسان مسئولية إذا أتقن العمل وأخلص وأحسن فالحكم الأخير لله وحده.

ولا يوجد بناء في الكيان المسلم بدون هدف صلب متين، ولا  بدون طريقة أداء وأدوات مطلوبة للتنفيذ. فكل بناء وكل عمل وكل عبادة لها هدف ولها متطلبات ووقت ومكان تتم فيه ولها أيضا أدوات تتم بها وكيفية وخطوات... وقس على ذلك أي عمل يمكنك أن تقوم به. فالصلاة كركن عظيم لها هدف ولها متطلبات وضوء ومكان وأوقات على مدار اليوم، ولها طريقة لأداءها وإتمامها على أكمل وجه، ولها خطوات وكل خطوة تحتوي أقوال وأعمال.

من هنا كان منطلق القاعدة التي تحدد الإجابة على الأسئلة:
ماذا؟
لماذا؟
كيف؟
أين؟
متى؟

وهذه القاعدة التي تشمل الأسئلة الخمسة قاعدة سهلة جدا ويمكن استخدامها في كل شيء يقوم به الإنسان لكي تكون حياته فيها نظام وهدف ولا يضيع وقته هباء... المهم أن يحسن اختيار الهدف، وكلما ارتبط الهدف باإرضاء الله تعالى وإقامة سننه في الكون كلما كانت أرضه صلبه وأساسه ثابت وعمله له عائد ونفع على جميع الأطراف.


الموضوع الآتي عبارة عن موضوع مترجم في خطوات الإعداد لبحث علمي ويوجد إشارة لكاتبه فلكل ذي حق حقه، لكن في إطار إذن الله تعالى وحكمه وإرضائه... فالأمر لا يخرج أبدا عن القدرة الإلهية، بل علمنا مهما وصل فهو القليل. وإن شاء الله يكون فيه الخير والنفع.


تصميم خطة تجربة / بحث علمي - مستوى تمهيدي
الموضوع مترجم ومعدل جزئيا عن موضوع باللغة الإنجليزية للكاتب:
David Morano, Associate Professor,
Mankato State University, MN 
(
http://www.isd77.k12.mn.us/resources/cf/SciProjIntro.html).

يقدم المستوى التمهيدي المعلومات الأساسية لوضع خطة علمية لتجربة معينة. تفترض المادة التالية أنك تقوم بعمل خطة لتجربة علمية.

الملاحظة الأولية:
في البداية قد تكون لاحظت شيء معين، وتتسائل لماذا حدث؟
أو رأيت شيء ما وتتسائل ما هو سبب حدوثه؟
حيث تريد أن تعرف كيف أو لماذا شيء ما يعمل عمل بعينه.
فإنك تقوم بسؤال عدد من الأسئلة عن ما لاحظته لتعرف وتستفسر أكثر عنه. تكون أول خطوة هي أن تكتب وتسجل ما لفت انتباهك.

تجميع المعلومات:
حدد ما تريد أن تبحث عنه، وما هي المعلومات المطلوب جمعها عن هذا الموضوع؟. اقرأ في الكتب، أو المجلات، أو اسأل متخصصين يمكن أن يعرفوا في هذا المجال لكي تتعرف على طبيعة ومجال موضوعك ودرجة تأثره وتأثيره في المحيط حوله، أيا كان الموضوع. واحرص على التثبت من موثوقية مصدر معلوماتك وتسجيله لديك.

ضع عنوانا لتجربتك:
اختار عنوان يصف الشيء أو الظاهرة أو التأثير الذي تبحث فيه. على أن يكون العنوان مختصر ومعبر لما يتعامل معه البحث.

ضع هدف أو غرض لهذه التجربة (لماذا تقوم بها):
بمعنى ماذا تريد أن تعرف أو أن تخرج من هذا البحث به؟.
اكتب جملة تصف بها ما تريد عمله. استخدم ملاحظاتك وأسئلتك التي رسمتها في مخك لكتابة هذه الجملة.

ضع فرض للبحث:
قم بعمل قائمة لأجوبة الأسئلة التي وضعتها. يمكن أن تكون هذه قائمة عبارة عن قائمة جمل تصف وجهة نظرك عن كيفية عمل الأشياء التي لاحظتها وتقوم بدراستها ولماذا تعمل بهذه الطريقة.
يجب أن يكون الفرض واضح ومحدد بطريقة تمكنك من اختبار مدى صحته من خلال تجربة عملية.

قم بتصميم خطوات لاختبار صحة الفرض الذي فرضته:
صمم تجربة لاختبار كل فرض على حدة. ضع قائمة خطوات خطوة بخطوة توضح فيها ما ستفعله لتجيب على كل سؤال من أسئلتك. تسمى هذه القائمة خطوات التجربة.

خطوط عريضة للاستعانة بها في عمل خطوات لأي تجربة:
- اختار شيء واحد فقط يتغير في كل تجربة، أي أن يكون هناك عامل واحد متغير بينما تقوم بتثبيت العوامل الأخرى التي تؤثر في التجربة في حالاتها العادية. هذه الأشياء التي يمكن أن تتغير تسمى متغيرات.
- قم بتغيير عامل محدد يساعدك في اختبار الفرض الذي افترضته - يكون اشارة لحدوث التغير أو دليل على وجود الظاهرة بشكل ما.
- يجب أن توضح لك الخطوات كيف ستقوم بتغيير هذا الشيء.
- يجب أن توضح لك الخطوات كيف ستقيس كمية التغير الذي حدث.
- كل نوع من التجارب يحتاج "ضابط" أو كنترول للمقارنة بين النتائج التي تحصلت عليها والظروف العامة للتجربة أو ظروف الحالة الطبيعية للظاهرة مع كل المتغيرات- وبالتالي يمكنك رؤية التغير الحادث بالفعل.

حدد إمكانية الحصول على المواد المستخدمة والأجهزة:
قم بعمل قائمة للأدوات التي ستحتاجها لعمل التجربة، وقم بتحضيرها وتجهيزها، فبدونها لن تتم التجربة أو جزء من خطواتها.
إذا كنت تحتاج جهاز معين، فابحث إمكانية توفيره من خلال معملك أو شركتك أو عملك كالتأجير مثلا.
يوجد مصدر آخر للمواد العلمية عن طريق طلبها بالبريد من الأماكن المختصة والشركات، أو بالبحث في الكتالوجات.
أو بالاتفاق على مكان بحثي يوفر المواد والأجهزة المطلوبة للتجربة.

قم بعمل التجربة وسجل البيانات منها:
قم بعمل التجربة وسجل كل القياسات الرقمية التي نتجت.
يمكن أن تكون البيانات الناتجة عبارة عن كميات المواد الكيميائية المستخدمة في التجربة،أو الوقت المستغرق لشيء ما ا, عملية ما، أو ناتج كمي لتفاعل معين...إلخ.
يعبر الناتج المقاس لتجربتك عن وجود الظاهرة ويصفها بالأرقام.

سجل ملاحظاتك:
 يمكنك كتابة ملاحظاتك لتصف بها ما لفت انتباهك أثناء التجربة، أو المشاكل التي قابلتك.
حافظ على ملاحظات لكل شيء قمت بعمله في التجربة، وكل شيء حدث. لأن الملاحظات مهمة جدا عند رسم النتائج، ومفيدة لتحديد أخطاء التجربة والإسنتتاجات منها.

الحسابات:
قم بعمل الحسابات المطلوبة لتحويل البيانات الخام من الأرقام المسجلة أثناء التجربة إلى أرقام لها معنى ستحتاجها عند عمل الجداول والمنحنيات أو عند رسم النتائج.

لخص نتائجك:
قم بتلخيص ما حدث. قد يكون في صورة جدول من الأرقام والبيانات أو منحنيات.
و يمكن أيضا وضع جمل مكتوبة تعبر عما حدث أثناء التجربة.

ارسم نتائجك:
باستخدام الاتجاهات العامة في نتائج تجربتك وفي ملاحظاتك، حاول أن تجيب أسئلتك الأولى.
هل الفرض الذي افترضته صحيح؟
لقد حان الوقت الآن لكي تجمع كل ما حدث معا، و تقوم بتقييم تجاربك.

أشياء أخرى يمكنك ملاحظتها في النتائج:
- إذا لم تكن فروضك الأولى صحيحة، فكيف ستكون إجابتك على الأسئلة؟
- لخص أي صعوبات أو مشاكل قابلتها عند عمل التجربة.
- هل تحتاج إلى أن تغير الخطوات أو أن تكرر تجربتك؟
- ماذا سيكون مختلفا في المرة القادمة؟
- سجل الأشياء الأخرى التي تعلمتها.

حاول الإجابة على الأسئلة التي لها علاقة بموضوعك:
ما تعلمته أثناء التخطيط والقيام بالتجربة يمكن أن يمكنك من الإجابة على أسئلة أخرى. لأن العديد من الأسئلة لها علاقة ببعض.
وقد يكون تولد لديك أسئلة جديدة أخرى أثناء التجربة.
أنت الآن قادر على فهم أو إثبات التساؤلات التي اكتشفتها عند تجميع معلوماتك عن الموضوع. لأن الأسئلة تقود إلى أسئلة أخرى، و هو ما يقود إلى فروض أخرى يمكن اختبارها... المهم أن تكون الأسئلة موضوعية ضمن المفهوم العلمي للظاهرة وضمن وجودها وتخدم الفكرة الأساسية لكي تكون لها معنى وإلا فكثرة الأسئلة يمكن أن تضلك.

ماذا إذا لم تعمل خطة تجربتي؟
ليس مهما ما حدث، المهم أنك ستتعلم شيئ جديد.
فالعلم ليس فقط أن تحصل على أجوبة، فمعرفتك للأشياء التي ليس لها ناتج هي معرفة الكثير.
فالتجربة التي لم تسير كما هو مخطط لها تكون خطوة في إيجاد الإجابة... فالأشياء تتمايز بضدها.


  • Currently 198/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
67 تصويتات / 2939 مشاهدة
نشرت فى 26 فبراير 2009 بواسطة daliaelsayed

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

253,384