موقع داليا السيد

قرآننا .. إسلامنا - علمنا.. عملنا

السلام عليكم ورحمة الله

 

كيف يساهم البحث العلمي في حل مشكلات المجتمع؟

 

خلق الله سبحانه وتعالى الكون السماء والأرض وسخره للإنسان بما فيه من موارد وثروات طبيعية.

فقد مهد الله سبحانه وتعالى أسباب حياة الإنسان على الأرض من كل شيء قبل أن يخلقه، ثم خلق الإنسان خليفة في الأرض يعمر ويبني فيها عابدا لله وحده متفقا ومتوافقا مع سنن الله الكونية التي تحافظ ولا تهدم.. تستهلك وتجدد وتنتج.. تصلح وتنمي.

إذن فعلاقات الإنسان تكون بينه و بين ربه أولا ثم بينه وبين نفسه ثم بينه وبين غيره من الناس ثم بينه وبين مفردات بيئته التي يعيش فيها وقد نظم الله سبحانه وتعالى في كل جانب من هذه العلاقات طريقة للتعامل فيها وحدد وسائل تتم بها هذه العلاقات على أحسن صورة بل وبدائل في حالة الضعف والمرض.

لكن حياة الإنسان واختلاف طبائعه وطريقة تعاملاته في هذه العلاقات لم تكن بالكفاءة المطلوبة التي تحقق هدف العبادة والعبادة بالإعمار في الأرض، فقد أفسد وخلق مشكلات في كل مجال يتطرق فيه- فمال عن طريق استقامته الذي وضع له.

الأمر الذي يجعل ضرورة وجود آلية سليمة منطقية تحل هذه المشكلات لكي يعود خط سير الإنسان على الطريق المستقيم الذي حدده الله تعالى له فيصلح نفسه ويصلح غيره ويصلح أرضه، ولا يكون هناك الإعتلالات والمحن.

وإذا نظرنا إلى العلاقات الأربع السابقة نجد أن علاقة العبد بربه علاقة عبادة خالصة لها واجبات وفروض تتم بها.

وعلاقة الإنسان بنفسه وعلاقته بغيره من الناس هي علاقة سلوكية تتم أيضا في إطار ما شرعه الله سبحانه وتعالى من أساليب للتفكير والعمل والتعاملات والأخلاق- وهنا يظهر الجانب البحثي السلوكي بجميع فروعه وتخصصاته التي تهتم بالإنسان في حل مشكلات حياته على هذا المستوى وفي كل مجال وكل مكان يتعامل فيه سواء في منزله أو في عمله أو في دراسته أو في الشارع .....ـ أما علاقة الإنسان بمفردات بيئته التي يعيش فيها فقد جعل الله تعالى هذه العلاقات تتراوح بين تبادل المنافع وبين التسخير الكامل للموارد وبين العلاج أحيانا من الداء حيث جاء في النهاية بيئة متوازنة بكل مخلوقاتها وبكل مواردها، وهي قدرة للخالق العظيم لا يضاهيه فيها أحد سبحانه.

الفكرة في تلك العلاقة الأخيرة هي ضرروة حفظ المنظومة البيئية باتزانها والبحث عن طرق إقامة الحياة من خلال الإستفادة من مواردها المتاحة نعمة من عند الله تعالى.

وهي يتفرع منها تخصصات ومجالات عمل وبحث، من المفترض أن هذه المجالات والتخصصات يكون أساس بحثها على أساس فهم الظواهر الكونية والإستفادة منها وحل مشاكل النقص والعجز فيها وتحسين الأداء لإنتاج أفضل وإيجاد منتجات طبيعية جديدة سواء زراعية أو حيوانية أو تحويلها إلى صناعة جديدة بكيفيات معينة.

أي أننا يمكن من خلال مجال البحث العملي كمجال يكون البحث فيه عن حياة أفضل للإنسان على الأرض طبقا لسنن الله الكونية ولأوامر الله تعالى، وعودة بالإنسان إلى فطرته السليمة التي تحافظ وتبني وتعمر وتجدد ولا تفسد ولا تهدم، فإنه يعمل في الغالب على مستويين أساسيين مستوى المعامل ومستوى العلاقات الإنسانية.

ذلك أن مستوى العلاقات مع الله سبحانه وتعالى والعبادات المحضة والشعائر لها أحكام محددة وأصول تشريع ولها علماءها الأفاضل في هذا المجالن الأمر الذي لا يمنع المسلم من تعلم دينه لأن التعلم هنا يكون فريضة عليه لا تسقط عنه بأي فعل آخر فهي تقدم لكن لها مجال كلام آخر.

 

المستويين الذي لدينا الآن (استنبطوا من خلال ثلاث علاقات سابقة) مستوى المعامل ومستوى العلاقات الإنساينة لا ينفصل عن بعض لأنهم من المفترض أن يعملوا لأداء هدف واحد وهو تحقيق أفضل عمل لأفضل عبادة لله تعالى، ولكي تستقيم العبادة لابد من استقامة حياة الإنسان بكل أنشطتها وبكل احتياجاته أيضا.

إذن فالعمل هنا بغرض تيسير أمور حياة الإنسان عليه لكي يعبد الله تعالى بأحسن صورة. سواء بكفاية الغذاء بمصادره المختلفة أو بسلامة البناء أو بسلامة الآلة التي تعينه في أمور حياته وعمله أو في سلامة صحته وعلاجه.

إلا أن مستوى التعامل مع البيئة يستخدم مفرداتها إما كمدخلات أو كمخرجات لأن الإنسان لن يخرج عن الموارد التي خلقها الله تعالى في البيئة حوله.

وبالتالي يجب أن يؤدي هذا الإستخدام إلى إنتاج ما أو مخرجات مفيدة معينة لهذا العمل فيكون بذلك عمل تطبيقي إنتاجي يبدأ بإختبارات المعمل ويمكن أن ينتقل إلى المصنع.

أما المستوى السلوكي البشري يبدأ بطريقة تفكير الإنسان مع طريقة عمله وأداؤه في كل أنشطة حياته. يسير مع أي عمل حالة وظروف ومشاكل كل مجتمع على حدة، لأن لكل مجتمع مشاكله وبالتالي يكون لكل مجتمع أولويات في البحث عن حل المشاكل.

 

ولتطبيق هذه القواعد:ـ

أولا:ـ الشركات الإنتاجية، يمكن أن يساهم البحث العلمي معها في ثلاثة محاور على اختلاف تخصصاته.

المحور الأول: عمل حصر للمواد الخام التي تستورد من الخارج تبعا لكل تخصص من مواد الإنتاج، ومحاولة إيجاد الالية والأدوات والطريقة التي توفر هذه المواد.

المحور الثاني: محاولة إيجاد طرق إنتاج أقل تكلفة وأعلى جودة سواء على مستوى المواد أو العمليات الإنتاجية أو الآلات أو الناتج النهائي.

المحور الثالث: على المستوى المهني والإجتماعي من حيث رفع كفاءة القوى العاملة على الجانب الفني التقني العلمي وعلى الجانب الخلقي الإجتماعي التعاوني.

 

على الترتيب من المحاور السابقة الثلاث يمكن إيجاد ثلاثة مراكز عمل بحثية تتعاون مع مختلف الوزارات والهيئات:

مركز إنتاجي

مركز استشاري وحل مشكلات فنية وتحسين مخرجات

مركز تدريبي وتعليمي وتربوي وتوعوي

 

ويكون مسئولية الباحث الذي يقوم بعمل بحث معين عمل فريق تطبيقي لبحثه على أرض الواقع، لكي يكون البحث مطابق للعمل.

 

ثانيا:ـ بنفس الطريقة مع نوعية اخرى من المشكلات...ـ

المحور الأول: عمل حصر لمشكلات العجز في الإحتياجات الأساسية من المأكل والمشرب والملبس والمسكن على مستوى الأفراد وفي الهيئات المختلفة

المحور الثاني: إيجاد طرق تكفي عجز ونقص هذه الحاجات

المحور الثالث: رفع كفاءة العمل والجدية والإتقان لدى العاملين مع تحديد الهدف وتوحيدهم عليه والتمسك به.

 

ويترتب أيضا المراكز الثلاث التي يمكن أن تكون محرك لكل مدخلات ومخرجات المحتمع من أفكار ومواد خام وجهد ووقت ومال إلى أعمال فعلية وبناء وزراعة وصناعة وطعام وشراب وسكن.... ويكون الإيمان بالله تعالى والعمل على إرضاءه سبحانه بالترتيب والتنظيم واتخاذ أسباب النجاح ومعرفة ما على كل فرد من مسئوليات وواجبات وما له من حقوق هو أساس العمل ثم التوكل على الله تعالى لأنه وحده بيده النتائج، لذلك فالإخلاص مطلوب.

  • Currently 219/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
74 تصويتات / 2105 مشاهدة
نشرت فى 23 فبراير 2009 بواسطة daliaelsayed

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

253,508