موقع داليا السيد

قرآننا .. إسلامنا - علمنا.. عملنا

السلام عليكم ورحمة الله

ما تفعله الآن هو دروك في الحياة، ولكن...

ما هو دورك في الحياة؟
ما هي المسئوليات التي أنت مكلف بها وعليك إتمامها على أحسن صورة؟

هذا الموضوع ينقسم إلى شقين يمكن الكلام عنهما، أولا أن ما تفعله الآن هو بالفعل دورك في الحياة- ثانيا ولكن.... وهي النقاط التي توضح لك هل بالفعل ما تقوم به يصلح لأن يكون دورا في الحياة خلقت له؟

أولا- ما تفعله الآن هو دورك في الحياة الذي خلقك الله سبحانه وتعالى له لأن أفعالك تتم بقدر الله تعالى، وكل ميسر لما خلق له أي أن ما يسره الله تعالى لك (شرط أن يكون صالح يرضي الله) هو دورك في الحياة سواء كنت قد خططت له من قبل أم أنك وجدت نفسك تؤديه.

فمثلا قد تكون درست في مجال معين لعدة سنوات، فإن خبرتك ودراستك في هذا المجال أصبح حقيقة فعلية ومعك شهادة تثبت اجتيازك هذه المرحلة ووجود المحتوى العلمي لها لديك- أيا كان مستوى هذا المحتوى. إذن فأنت مسئول من خلال حملك لهذا العلم بأن تستخدم النافع منه في حياتك العامة وأن تعلمه لغيرك (على اختلاف صور التعليم الرسمي أو غير الرسمي) وأن تعمل به وتطبقه من خلال المهنة التي تقوم بها. تلك كلها مسئوليات وأدوار، أعطاك الله سبحانه وتعالى هذا الرزق (العلم) لكي تنفقه الإنفاق السليم ولكي تميز بعقلك وتنمي الرزق لكي يكون طيبا خالصا وبالتالي فأنت تسير في استقامة على طريق إقامة حياتك.

وقد تكون لديك مهارة لغوية وتعبيرية، وبالتالي فإن لك كتابات تمثل لغتك الكلمة التي تتواصل بها مع الآخرين لنشر فكر معين، فتكون أمانة الفكر وأمانة الكلمة هي محرك الدور الذي خلقت له لأنها المسئولية التي تتحملها أمام المجتمع الذي تتحاور معه وأمام الله تعالى، فستكون مسئولا عن سير المجتمع بكلمتك صلحت أم فسدت. كما أنك تكون مسئول عن أن تكون قدوة في الكلمة التي تكتبها للمجتمع في أن تعمل بها.

وقد تكون تعرفت على مجموعة لها نشاط اجتماعي، ولو عن غير قصد منك، وهذا النشاط فعال ومفيد وله خير كثير على الناس ومن الأعمال التي ترضي الله عز وجل. فيكون ذلك التوجيه إلى عمل اجتماعي تطوعي هو دورك في المجتمع أو أحد أدوارك الذي قدرها الله تعالى لك، المهم أنه جزء من مسئولياتك. فكما تجد في عملك هذا النفع من خلال عطاءك للآخرين ولو كلمة أو جهد أو مال ومن خلال شغل نفسك بعمل مفيد، فإن مسئوليتك تكون في أداءك وإخلاصك فيه وتحقيق الهدف الأساسي منه بكل ما استطعت من طاقة.

هذا على مستوى الأعمال والمهن، أما على مستوى المعاملات فقد تكون أب أو أم فهي مسئولية لها حقوق وواجبات، وقد تكون أخ أو أخت فهي كذلك مسئولية لها حقوق وواجبات، وقد تكون عضو في أسرة لها حقوق وواجبات فقد يعتل أحدهم أو يفرح آخر أو ثالث يحتاج مساعدة أو نصيحة.

أنت في جميع الأحوال عضو في مجتمع كبير فيه جميع المستويات من الناس وجميع الإحتياجات التي يحتاجها البشر، ولا يوجد إنسان لديه كل شيء وإلا فلم الحكمة من التبادل والإختلاف في القدرات والمهارات بيننا..... لكي نساعد بعضنا البعض ونقيم المحتاج ونتعاون لناتج أفضل على كل المستويات ولا يهم من الذي يحمل الراية المهم أن الراية مقامة، والجميع له أجره بقدر إخلاصه وبقدر إتقانه وبقدر مراعاة حقوق الله في نفسه وفي غيره.

هذا هو دورك، فأيا كنت سيكون لك أهمية ودور ، المهم ما هو موضعك في الأسرة هل أنت أب/ أم/ أخ/ أخت/ ابن/ ابنة/ بدون عائلة لكن لديك أسرة/ بدون اسرة لكنك في مجتمع.... أنت في جميع الأحوال تعيش بين ناس وكل فرد لديه مهارات مختلفة عن الآخر وإذا حدث تبادل نافع لهذه المهارات أصبح الناتج أكثر نفعا ومنتجا على الجميع.


المهم أن تضع ألف باء توضح وتصف هذا الدور في ذهنك لكي تحتفظ به وبالهدف منه وبالتالي تستطيع تحقيقه باستمرار بعون من الله سبحانه، فكلما دعت الحاجة غليه ستجد الله تعالى يهديك إليه وإلى طريق الصلاح.

 

النقطة الثانية، ولكن.... ولكن ماذا؟

أولا عليك أن تعي أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئا عبثا، وأنت جزء من هذا الخلق، فبالتالي لك أهمية وعليك مسئوليات وواجبات كما أن لك حقوق قد حفظها الله تعالى لك وصانها بشكل لا تتخيله.

ولكن إذا كنت تقوم بعمل لا يتناسب مع أعمال بناء المجتمع وعمارة الأرض، فهل هذا دور؟ هل الدور أن تقوم بعمل لا يرضي الله تعالى ويفسد ولا يصلح؟ بالطبع لا الدور الذي يرضي الله تعالى هو كل ما يصلح ويعين في حياة الإنسان ويجعل حياة الفرد حياة كريمة واعية مستقيمة تعبد خالقها وتحفظ حقوقها وتؤدي واجباتها.

هل ما تفعله الآن مفيد ويضيف إلى المجتمع أم أنه عليك توجيه جهودك إلى عمل ينمو ويزداد ويقابل الجهد الذي تنفقه فيه لكي يكون الدور دور صحيح ومستقيم؟ أي أن تتوجه لهدف نافع بعينه وتترك أي ثانويات تنحرف بالهدف عن طريقه السليم.

هل يمكن أن يكون لك أكثر من مسئولية وأكثر من دور؟ ولم لا فإذا كان مبدأك واحد وواضح فأنت تستطيع أن تعطي في كل مكان تذهب إليه... المنزل، العمل، التجمعات الإجتماعية، الشارع.......ـ


المهم أن يكون الأداء والعمل منتج، يربي ويزيد وينمو ويعمر ويصلح... كل في مجاله... ليس المهم من بالتحديد المهم الكل... ليس المهم إلا نوعية العمل وكيفية عمله وإتقانه والتفاني من أجل تنفيذه... مع إلقاء أي معوقات خلفنا والتعامل معها بإصلاحها إن لزم.... لكي نتجه بمجتمعاتنا نحو أعمال صالحة يقبلها الله تعالى... ترضيه سبحانه ولا يهم من سواه المهم أن تكون أعمال طيبة خيرة واضحة موجهة لهدفها تحققه وتتوكل على الله.

 

  • Currently 122/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
42 تصويتات / 293 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2009 بواسطة daliaelsayed

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

253,392