موقع داليا السيد

قرآننا .. إسلامنا - علمنا.. عملنا

السلام عليكم ورحمة الله

 

حقيقة التكنولوجيا التي نتعامل معها.....

التكنولوجيا التي نتعامل معها تمثل عمل أجيال الإنسان، الإنسان الذي خلقه الله تعالى بيده سبحانه، وهي محاولة لإفادة من تعوزه الحاجة أو لحل مشكلة معينة أو لتيسير عمل ما أو لتحقيق هدف للبشرية من خلال موارد الأرض ومحاكاة للنظم الطبيعية التي خلقها الله تعالى.
فما بالك بما خلقه الله تعالى في كل شيء... سبحانه وتعالى عما يصفون...سبحانه وتعالى عما يشركون.

فمهما وصل العلم من اختراعات وأنتج من أدوات فهو أولا وأخيرا يحاكي سنن الكون ويستخدمها ويستخدم موارد الكون المتاحة حوله التي خلقها الله تعالى ووضعها في الأرض وأعطى جزءا قليلا من علمه لأهل الأرض على اختلافهم. فكم من العلم لله؟ العلم كله لله وحده لا شريك له فهو سبحانه العليم وهو الخالق القدير.

عندما اخترع العلماء الكمبيوتر فهم يحاكون به ميكانيكية وآلية عمل مخ الإنسان في استقبال ومعالجة وتخزين المعلومات، لكنهم استخدموا المواد الصناعية لكي يصلوا إلى أداة تساعدهم على التغلب على قصور معالجة المعلومة أو تخزينها أو حتى استقبالها. ونتج عن هذا الإختراع منتجات مطورة تغير من شكل المنتج الأصلي (الكمبيوتر الأول) سواء في الحجم أو الشكل أو في الإمكانيات المتاحة لكنها تنبعث من نفس الفكرة الأولى وهي مخ الإنسان.

كذلك اختراع مثل السيارة فهي تحاكي دواب الأرض التي سخرها الله تعالى للإنسان لكي يركبها وتحمله وتحمل متاعه مثل الجمل والحصان والفيل. غير أن الإنسان نظر في سنة خلق الله تعالى وحاول أن يعطي آلة صناعية من مواد مركبة تركيب معين كالبلاستيك أو المعادن وأنتج هيكل يقوم بنفس الوظيفة لكنه يكون غير متكامل فنرى الموديلات تتابع لتوفر إمكانية معينة أو أشكال أخرى.
وهكذا إذا نظرنا في كل اختراع أو آلة سنجد لها أساس علمي من الطبية وما سخر الله سبحانه وتعالى فيها من خلق مبدع.

هذا غير أن تغير التكنولوجيا بطيء وليس  كما نتصور، لأن الأساس العملي في الآلات التكنولوجية على اختلاف استخداماتها لم يتغير منذ فترات طويلة وما يتغير هو الخدمات التي تقدمها تلك الآلة وأشكالها وأحجامها. ونظرة إلى أي آلة حديث يمكن معرفة أن أساس اختراعها العملي واحد ولم يتغير سوى بعض الأشياء دون المبدأ العلمي الأول.

 

وعندما يرى المسلم الواعي كل هذه الإمكانيات يحمد الله على ما أعطاه من نعم متكاملة مبدعة لم يعلم منها إلا القليل ولم تذهب من حياته على ذلك بل ليس لها مقابل يمكن أن يدفعه الإنسان فالله هو الذي يمن على الإنسان بنعمه التي لا تحصى، يحمد الله ويشكره فقط.
يحمد الله أيضا على ما أنزله من علم وموارد في الأرض وتعطي بإذن من الله تعالى أدوات وآلات تيسر عليه شئون حياته المختلفة وتجعله عابدا لله عارفا بفضله العظيم عليه منتقيا للحلال من الحرام.. للنافع من الضار.. للطيب من الخبيث.

يستخدم العلم موارد الكون ليضيف أداة جديدة، لكنه مع ذلك فإن للعلم وللعلماء انجرافات في مجالات ليست للإنسان أن يخوض فيها لأنها تمثل جزء من علم الغيب الذي اختص الله تعالى به نفسه. كالبحث في أمور الروح وهي من أمر الله تعالى، والحياة بعد الموت، وموعد قيام يوم القيامة  فهي غيب وحق لله وحده لا يجب على الإنسان التطاول فيها فهو لن يصل إلى شيء حقيقي فيها فهي بيد الله ومن أمر الله، فقط يستطيع إدراك النعم التي حوله ولا يحول النعم التي أعطاه الله إياه إلى أدوات تفسده وتفسد الكون الذي سخر له.

 

فسبحان الذي خلق وصور وأبدع

سبحان الله

  • Currently 135/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 328 مشاهدة
نشرت فى 14 فبراير 2009 بواسطة daliaelsayed

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

253,466