كيف تعرف الآخرين من الناس؟

ثلاثة خطوات يمكن للإنسان أن يتعرف بها على طبيعة الشخص الآخر بشكل واضح وصافي دون تشويش وعن وعي بالأصول وبطبيعة الإنسان التي خلقها الله تعالى، ومن خلال منظور مستقيم عادل.

أولا - احكم على من أمامك من خلال تصرفاته هو فقط وليس من خلال فهمك ولا خبرتك ولا المعتاد عليه من إدراكك ونظرتك للآخرين.

ثانيا - كن على إيمان كامل أن الله تعالى خلق كل الناس وفيهم كل من الجانبين الخير والشر بما فيهم أنت، ولا جانب ثالث، الفكرة هي في كيف ترى صفة الخير وصفة الشر؟ وكيف تحكم على وجود أي صفة منهما؟

قال عمر بن الخطاب للرجل الغريب الذي رآه لأمل مرة: تكلم يا رجل حتى أعرفك، أي أنه يمكن معرفة الناس من خلال كلامهم وكلماتهم فهي تكفي لبناء صورة عامة عنهم. ولنفرق بين صفة الخير وصفة الشر او ما هو متعارف عليه المميزات والعيوب أو الخلق الحسن وغيره.

صفة الخير هي كل صفات الأخلاق المحمودة من الله تعالى من صدق وتعاون والتزام واستقامة خلقية، وصفة الشر هي كل ما ينفر بين الناس ويخل بميزان التعاملات بينهم من صفات غي محبوبة نهى عنها الدين.

أما كيف تحكم عليها؟ فصفة الخير يمكن أن تتضح من تصرف واحد فقط للإنسان لأنها تدل على وجود بذرة الخير التي حتى وإن كانت بسيطة فيمكن تنميتها وإنماءها، المهم وجودها.

أما صفة الشر فيلزم للتأكد من وجودها تكرار الصفة من الإنسان بنفس الصورة التي تثبت الصفة، فمثلا إذا رأيت من إنسان صفة شر (الصفات غير المقبولة من الله تعالى) فلا تحكم عليه من المرة الأولى لأن المشكلة قد ترجع إلى مشكلة فهم لديك أو إلى مشكلة عدم وضوح من الفرد أو لا عمد منه، لذا فالتكرار لهذه الصفة يحكم عليها باعتبار هل كونها جزء من الطبيعة لهذا الإنسان أم أنها عابرة- لكن التكرار أيضا للحكم يجب ألا يزيد عن المقبول ولنقل ثلاث مرات تتأكد فيها من الصفة.

ثالثا - الصفات التي تمثل الشر وضحها الله سبحانه وتعالى لنا من خلال الكبائر والصغائر - ومن الكبائر ما يثبت من مرة واحدة كما أن الإصرار على الصغائر قد يعتبر من الكبائر - ولتقم بتصنيف هذه الصفة تبعا لحجمها لكي تنظر في أي موضع تقع هي، ثم لكي يسهل عليك الحكم عليها وما هو حكم الله تعالى فيها، لأن حكم الله هو الصواب فقط وأي شيء دونه لا ينتج فائدة.ـ