رسالة إلى المدونين....

من الخير أن ترى رأي حر يعبر عن حقيقة موجودة ومنتشرة في المجتمع بل ويسعى إلى إصلاحها من خلال إيجاد الحلول الصادقة والمخلصة لكي تكون هذه الظاهرة غير موجودة.

لكن من المؤسف طريقة التعبير عن الموضوع، ما يجعل الفكرة الأصلية تضيع وسط ألفاظ تبتعد عن جوهر الفكرة وعن طريق حلها، بل وقد تخدش النفس، فيضيع جهده ويضيع رأيه هباء، وبالطبع يكون اللاتنفيذ واللامبالاة بها.

من الخير جدا أن يكون هناك مجموعة من الشباب له هدف وله طموح ويسعى لتحقيقه من خلال قلمه، ومن الخير وجود هذا الدافع الحق للكتابة.

لكن من المهم أيضا أن يكون الهدف محدد وواضح فيسعى الكاتب إلى تحقيقه من خلال كلمته، ويكون هو نفسه قدوة لمن حوله فيما يكتب ويوجه.

من الخير جدا أن نميز بين الصواب والخطأ، الحق والباطل... فهو عقل أفنسان الذي منحه الله تعالى له لكي يرى ويعقل.

لكن من المهم أكثر أن نناقش الموضوعات بطريقة جادة وطريقة سليمة، بمعنى أن أن نشرح المشكلة وتفاعلنا معها، ثم نقدم لها الحلول والأفكار الذي يرتضيها الله تعالى.

شيء جيد أن يكون لكل إنسان خبراته ومحاولاته وحياته وأفكاره وأفعاله.

لكن ليست كل الأفكار بصلاحها وطلاحها تنقل على الورق أو تنقل مكتوبة على النت لكي يقرأها الناس، فهناك من الأفكار الشخصي، وهناك من الأفكار التي تمثل وجود فردي وليست على مستوى مجموعة، فلم نسعى لتعميم فكرة قد تكون خاطئة وغير موجودة بالدرجة التي تسمح بنشرها.

من الخير أن نستخدم في الكتابة لغة سهلة وخفيفة، فهي تكون أقرب تعبيرا وأقرب وصولا للقاريء.

لكن التساؤل أليس من الممكن أن نستخدم لغة عربية سهلة الألفاظ ليست عامية تعبر عن تفكيرنا وطموحاتنا ومشاكلنا، وتكون فرصة لتنمية العربية لدينا ولدى مجتمعنا.

فالقلم أمانة والكلمة أمانة في عنق صاحبها، لأن كل من يقرأها بعده سيتأثر بها، وسيحاسبنا الله تعالى عن كل كلمة ننقلها لغيرنا - فلننقل التجربة التي تصلح وتقيم وتعمر وتبني وتنير القلوب والعقول - فهي ها هنا تكون الموهبة ويكون الفعل الإيجابي الذي ينمي من الموهبة ومن الهدف ومن العمل ويزيده، فلم نسعى إلى أسفل؟ لم لا نسعى إلى الأعلى، الأعلى الذي يرضي الله تعالى من حسن كلمات وحسن أهداف وسعي دؤوب للأفضل وللإصلاح من أنفسنا ومن مجتمعاتنا.

فهلا قدمنا أعمالا نلقى بها الله تعالى راض عنا، وهلا قدمنا أعمالا جادة وواعية ومتوجهة لهدف محدد إيجابي، وهلا حافظنا على موهبتنا ونعم الله التي معنا وأعطينا بها كلمة تتناسب مع هذه النعم العظيمة؟!ـ