موقع داليا السيد

قرآننا .. إسلامنا - علمنا.. عملنا


<!-- / icon and title --><!-- message -->

السلام عليكم ورحمة الله

مقال بعنوان: وقفة مع كلمات الله سبحانه جل وعلا-

 

كيف نكون فريقا رابحا؟


يقول ربنا تبارك وتعالى في سورة العصر "إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ".

توقف مع الآية الكريمة وترتيب الكلمات فيها التي تمثل صفات الإنسان الرابح أو الفريق الرابح من بني البشر، نجد الإيمان بالله تعالى يأتي أولا ويأتي بعده العمل الصالح ثم التواصي ومعرفة الحق وأخيرا التواصي بالصبر والعمل به.

وكأن الله سبحانه وتعالى يضع لنا طريق الربح في الدنيا وفي الآخرة، ويضع لنا دليل للإبتلاء والصبر عليه وكيف تكون العظة فيه.

فالإيمان بالله تعالى يأتي أولا لأنه أساس كل شيء من فكر وعمل لدى الإنسان، وبناء عليه يأتي الناتج.

فالله سبحانه وتعالى هو الواحد ولا شريك له، وهو الخالق ولا خالق سواه، وهو مقدر الأمر والأسباب كلها.

ومن هذا الإيمان تنبع تصرفات وردود فعل الإنسان الذي يؤمن بهذا الفكر ويدين به ويعتقده فيطيع أمر الله تعالى في كل شيء لأن له الحق في أن يأمر وأن يطاع سبحانه. ويسير على نهج العمل الصالح المستقيم الذي لا يعوج خشية من قدرة الله عليه ومن حساب الله تعالى له في الدنيا وفي الآخرة.

ويكون ناتج العمل والتعامل مع الآخرين مواقف مختلفة وظروف تحكمها طبائع الناس وطبائع الأشياء من حول الإنسان، ما يلزم له توضيح لكيفية العمل مع كل تلك الظروف ومعرفة لوضعها معه. الأمر الذي ينتج أيضا تصادمات في الاتجاهات والطبائع أو مشاكل تحتاج حلول، والذي يلزم كلمة حق تفصل وتميز بين الصواب والخطأ وتدل على الأسلوب السليم في التعامل وتعين عليه.

ثم يأتي التواصي بالحق أي أن يوصي الناس بعضهم بعضا بحق الله في العبادة وفي الطاعة له وحده، والتي هي جوهر حرية الإنسان في عبادة الله وحده. فمن خلال معرفة الحق تأتي قوة اليقين والتسليم الكامل لأمر الله تعالى دون سواه ومعرفة مصير كل فرد وجزاؤه في كل عمل.

فيأتي الله سبحانه وتعالى بالتواصي بالصبر بعد التواصي ومعرفة الحق، ومن معرفة الحق واليقين به يكون الاحتمال والتحلي بالصبر على الأحوال المختلفة التي تمر بحياة الإنسان وبطبيعته، لأن عندها يكون الإنسان على علم بجزاؤه والطريق الذي سيصل به عمله إليه سواء كان فيه الصلاح أو غير ذلك.

فالحق يعين على الصبر، كما أن الإيمان يعين على العمل الصالح. لذلك كان ترتيب العلم وإدراكه في داخل الإنسان ثم التصديق بالفعل الذي يناسب هذا الإيمان، ثم الحق الذي ينير الطريق للصبر بالله.

وبالتالي فإن الفريق الرابح هو هذا الفريق الذي له طريق واضح ومحدد الخطوات والمراحل، فهو ينتقل وينقل أفراده من مرحلة تلو المرحلة عن وعي وفهم وبقوة نفس.. قوة عقيدة وإيمان بالله تعالى.

لذلك فإذا واجهتك مشكلة أو عقبة ما تتطلب عمل جهد أكثر ولم تستطع الصبر عليها من خلال الفطرة التي بداخلك، فلترجع خطوة إلى التعرف على الحق في هذه المشكلة وما هو الوضع الطبيعي لها وما هي درجة الانحراف التي تسببت في ظهور تلك المشكلة، وتدرك أن لله سبحانه وتعالى حكمة في كل أمر وفي كل ابتلاء لأنها طبيعة خلقه سبحانه وتعالى لبني البشر وطبيعة الأحداث في هذه الحياة الدنيا التي هي طريق للحياة الأخرى فيكون ذلك معين بإذن الله تعالى على الرضا والصبر بل والاجتهاد في العمل.
  • Currently 76/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
24 تصويتات / 207 مشاهدة
نشرت فى 24 يناير 2009 بواسطة daliaelsayed

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

253,510