موقع داليا السيد

قرآننا .. إسلامنا - علمنا.. عملنا

السلام عليكم ورحمة الله

نقلا عن جريدة الجمهورية - 23-5-2008 (نقل جزئي عن مسئولية التاجر)



الإسلام انتشر باخلاص التجار
أحمد جمعة
التاجر الأمين سلعة غابت عن كثير من جوانب حياتنا وغيابها يمثل خطرا عظيما علي المجتمع ذلك لأن التاجر الأمين يمثل وجوده في المجتمع ركيزة قوية وعظيمة من ركائز الأمن الاجتماعي لذا فقد جعله رسول الله صلي الله عليه وسلم في صفوف النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة وهي أسمي المنازل التي ينالها إنسان يوم القيامة ولاشك أنه لا ينالها إلا من كان عطاؤه وقيمة عطائه علي قدرها.

أكد د.صلاح الدين فهمي أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر أن مقاومة الغلاء لا تتم من خلال الدولة وحدها ولا المستهلك وحده وإنما كل أطراف العملية التجارية من الصدمات التي تقوم الدولة فيها بصدمة المواطن في الطلب والعرض من جانب الاسعار وعلي الاثنين معا مواجهة ذلك بصدمة أخري هي التكافل والتراحم وتحديد هامش معقول للربح بما لا يؤثر سلبيا علي بقية المجتمع ونتحول الي دائرة مشتعلة من نار الاسعار.

أضاف أن هناك بعض التجار لديهم مخزون كبير من السلع قبل ارتفاع الاسعار وعند حدوث تلك الزيادات سيحققون ارباحا خيالية واقول لهم عليكم بالافتداء برسول الله حينما كان يضع نفسه في الشخص الذي أمامه.

أكد د.صلاح الدين فهمي أننا نعيش جميعا في دائرة واحدة ويجب تمرير العاصفة قبل اشتعال النيران في الجميع بفعل الظروف الاقتصادية الصعبة ولن ينقذنا الا العودة لكتاب الله وتغليب الضمير مع التأكيد علي دور الدولة في الرقابة علي التجار الجشعين مع الاهتمام بالزراعة والصناعة والتجارة التي هي أساس أي اقتصاد بدلا من الاعتماد علي الموارد الطارئة والمتغيرة كالبترول والسياحة.


ميثاق شرف

تتوجه د.آمنة نصير الأستاذة بجامعة الأزهر إلي المجتمع كله بداية من الساسة إلي المواطن سواء فقيرا أو غنيا قائلة نحن نريد ميثاق شرف لكيفية التعامل مع التجار وأصحاب الاعمال والخدمات التي يقدمونها لبقية المستهلكين.

أضافت أن ميثاق الشرف هذا يمكنه انزال العقاب علي من لا يلتزم الامانة والصدق مع أحوال المجتمع وتعلم المقاطعة مع من يرفعون الاسعار بشكل مبالغ فيه عندما تحدث زيادات هامشية في الدخول أو العلاوات كما حدث أخيرا.

أكدت أننا لن نموت لو قاطعنا وهذا سلوك يمكنه ضبط الاسواق وهذا نوع من الرقابة الذاتية لان الحكومة لن تقف علي رأس كل تاجر وعلي رأس كل مستهلك.

أضافت عندما نتعلم كيف نكون فاعلين سيكون لنا دور ايجابي في المسألة في ضبط حركة السوق بالاضافة لأن نكون فاعلين امام الحكومة لإعادة الرشد إليها حتي تتأتي في إصدار القرارات الاقتصادية التي تؤثر علي حياة الملايين من المصريين.
الارتفاع الجنوني

أكدت أن ما يحدث من ارتفاع جنوني للاسعار هو نوع من الاستهتار وفرمانات علوية تصدر ضد مصلحة المجتمع وعلي كل مسئول أن يتأكد أن ما يحدث يمكن ان يؤدي الي زلزال داخل المجتمع المصري وفوضي لا معني لها..

وعلي التجار ان يكونوا امناء مع انفسهم ومع الله ومع الناس ويحصلوا علي هامش الربح المعقول الذي لا يضير الاخرين ويحرم كثيرين من أبسط الضروريات الحياتية.

مع الصديقين والأنبياء

يقول د.منيع عبدالحليم الأستاذ بجامعة الأزهر: إن الرسول صلي الله عليه وسلم يقول "التاجر الصدوق مع النبيين والشهداء والصالحين يوم القيامة"

إذن فعماد رخاء الوضع الاقتصادي والاجتماعي في مصر هو اشباع هذا المجتمع بالنظرة الخلقية الاسلامية التي تبني المجتمع علي أساس قول الله تعالي: "إنما المؤمنون أخوة"..

فالأخوة في الاسلام تقتضي ان يترفق كل مسلم بمجتمعه فتتعاون الحكومة مع المجتمع لتخفيض الاسعار ويتعاون المجتمع مع الحكومة بالانتاج وعدم الاحتكار ويتعاون المسلم مع المجتمع الاسلامي العالمي.

أضاف أن الاخوة مع المجتمع تقتضي أن يكون الاغنياء في المجتمع متوافقين مع الفقراء في المجتمعات الأخري وليس الأمر أني استطعت الغني ألا أعير الآخرين الاهتمام بظروفهم الاقتصادية وحاجاتهم الانسانية والغذائية.

طالب د.منيع المجتمع أن يكون العمل هو الاساس الاصيل لحياة المجتمع حتي ينتشر الرخاء فيه ولا نشكو من نقصان المعروض عن المطلوب بل إننا بالعمل سنصل الي ان يزيد المعروض عن الطلب فتصبح كما أراد الله للأمة الاسلامية بقوله في كتابه العزيز "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".

يقول الشيخ فرحات السعيد المنجي إن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان جالساً مع النبي صلي الله عليه وسلم ونزل رجل من البادية أو من العالية وهي مكان في مكة فقال يا رسول الله أخبرني عن أيسر شيء في الدين وأصعب شيء فيه فقال صلي الله عليه وسلم - إن أدني شيء في الدين هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأصعب شيء فيه هو الأمانة.

إذن الأمانة هي خلق يبعث المؤمن علي الصدق وعلي الشفافية في تصرفاته وعدم الظلم وأن يتحلي بالصفات الطيبة. والرسول جعل منزلة التاجر الأمين مع الصديقين والشهداء والصالحين فالتاجر الأمين هو الذي لا يغش ولا يكذب ويبيع بضاعته ظاهرها كباطنها ولا يغالي علي الناس وأن يصدقهم بمحاسن بضاعته أو مساؤها.

أضاف أن الجشع هو قرين الظلم وأكل لأموال الناس بالباطل والآن ما أحوجنا الي مقاومة ذلك في وقت تئن فيه الاسر تحت وطأة العيش القاسي ويجب علي التاجر ألا يستغل حاجة الناس وعوزهم وارتفاع الأسعار هنا وهناك ليرفع سلعته رغم أنه اشتراها بأسعار قديمة رغم أنه لم يزد عليه شيئاً ولكنه فقط ركوب لموجة الغلاء.

قال: إن البعض يستغل حاجات الناس وموجة الغلاء تلك فيغلي علي الناس مما يجعلهم يزدادون فقرا علي فقر وحاجة فوق حاجة والتاجر الأمين هو الذي يبيع سلعته بربح أو بهامش ربح معقول ولا يهمه إذا كان السعر زاد من قبل جشعين آخرين.

أكد أن من يريد أن يكون مع الشهداء والصديقين فعليهم تحري الأمانة والصدق مع الناس والاحساس والتفاعل مع ظروفهم وعدم استغلال الفرص لتكديس الاموال من الارباح المفاجئة في الاسعار وليعلم هؤلاء انهم مبعوثون ليوم عظيم.

يقول د.رشدي شحاتة الاستاذ بجامعة الازهر ان التاجر الامين هو الذي لا يهدف من عمله في التجارة الي الثراء الفاحش ويجب الا يتعدي هامش الربح الخاص بالتاجر فوق تكاليف الضرائب والسجل التجاري ونفقات العمال هامش ربح لا يتعدي 10% من سعر السلعة أي ألا يزيد هامش الربح من السعر بشكل عام شاملا كل شيء علي الثلث.

أضاف أن الغش والتدليس والخداع والتحايل فهذه كلها صفات لا تتفق مع التاجر المسلم لان التاجر هو عنوان الاسلام والمترجم الحقيقي من الافعال للقواعد الاسلامية ولا يجب ان ننسي أن الاسلام قد انتشر في العالم من خلال التجار الذين كانوا يذهبون في رحلات التجارة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في كل انحاء العالم وعندما ينزلون في بلد ما من خلال أخلاقهم وصدقهم وأمانتهم فكان الانتشار السريع للاسلام وهذا خلق يجب ان يقتدي به كل تاجر مسلم حفاظا علي أمن المجتمع واستقراره.

  • Currently 122/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
42 تصويتات / 1133 مشاهدة
نشرت فى 23 مايو 2008 بواسطة daliaelsayed

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

253,396