موقع داليا السيد

قرآننا .. إسلامنا - علمنا.. عملنا

السلام عليكم ورحمة الله


المشكلات التي يواجهها المعلم وتأثيرها

مهنة التدريس مهنة من نوع خاص تتطلب مرانا وتمرسا ومقدرة على التحمل والاستمرار لأن ظروف عمل المعلم تجعله يتعامل مع كائنات بشرية متغيرة ومتباينة ومتطورة ونامية ، وليس مع آلات ثابتة صماء .

فكلما اعتقد المعلم أنه اكتسب كفاءة عالية في عمله ظهرت له فئات أخرى من ال طلاب ذوي احتياجات جديدة الأمر الذي يتطلب منه الدخول في خبرات تدريبية أخرى من أجل اكتساب كفايات جديدة ، وهكذا تستمر مراحل تعلم المعلم كلما استمر في مجال التربية والتعليم .

ومن خلال العمل والتجربة أستطيع أن أحدد بعض مشكلات المعلم التي تواجهه في علاقته مع الطالب - المنهج الدراسي - المبنى المدرسي وتجهيزاته – الإدارة والزملاء وأولياء الأمور والتي تنعكس بدورها على دافعيته نحو عمله .


١ – علاقة المعلم بالطالب :

كان المدرس في الماضي يعتبر محافظا على النظام في الفصل إذا أظهر تلاميذه دلائل الخضوع والامتثال لأوامره وتوجيهاته في هدوء وسكون تام .

وكان الملاحظ أنه عندما تغيب سلطة المعلم في الفصل بسبب خروجه من الفصل مثلا أو حدوث موقف ما داخله تنفجر طاقات التلاميذ في صور متنوعة من السلوك السيئ ، ذلك لأن خطة النظام تقوم على أساس إثارة المعلم للخوف في نفس المتعلم وكثير ا ما استخدم التهديد بالعقاب لتحقيق ذلك .

وقد حدث تغير كبير في المبادئ الأساسية للإدارة في الفصل يمكن تحديدها على النحو التالي :

١- انشغال الطلاب فرادى أو جماعات في أنشطة تعليمية تثير اهتمامهم وتتحدى قدراﺗﻬم ويستمر النشاط التعليمي سواء كان المدرس حاضرا في الفصل أو غائبا حيث يسود التفاهم نتيجة ثقة الطلاب في قيمة الأنشطة التعليمية واهتمامهم ﺑﻬا وتصبح العلاقة بين الطلاب والمعلم علاقة تعاون لا خضوع للقوة والسلطة ،


٢- تنمية أنواع السلوك الاجتماعي والخلقي السليم لدى الطلاب نتيجة للعمل الجماعي وللجهود التعليمية التعاونية بين الطلاب أنفسهم وبينهم وبين المعلم .


٣- تفهم المعلم لطبيعة المرحلة التي يقوم بتدريس طلاﺑﻬا سواء كانوا أطفالا أو مراهقين أو راشدين وتفهم سلوكهم ودوافعه والعمل على توجيهه على أسس سليمة .


٤- اهتمام المعلم بمعالجة سلوك عدم التكيف التي تصدر من بعض الطلاب بدراسة الدوافع التي تؤدي إلى هذا السلوك السيئ ووضع طرق الحل والعلاج .


على أن هناك اعتبارات تفيد في معالجة هذه الحالات ، ومن هذه الاعتبارات ما يلي :


١- لا تؤخذ المخالفات البسيطة على أﻧﻬا جسيمة فتعطى أكبر من حجمها .

٢- ينبغي تحري أسباب السلوك السيئ قبل توقيع العقاب .

٣- الهدف من الجزاء هو تحقيق تكيف الطلاب لا إرهاﺑﻬم وإخافتهم وإخضاعهم بالقوة .

٤- انصراف الطلاب عن الدرس وعدم الانتباه نتيجة لموقف تعليمي غير حيوي وغير مثير لاهتمام الطلاب .

٥- الطالب المذنب هو الذي يعاقب لا الفصل بأكمله .

6- طريقة الجزاء وشكله ينبغي أن يمكنا الطالب من استعادة احترامه لذاته .

7- اختيار العلاج طويل المدى الذي يمنع تكرار السلوك السيئ .

8 - إشراك الآخرين في مناقشة حالات السلوك السيئ للطالب كمدير المدرسة والمرشد الطلابي وولي الأمر والعمل على معالجتها .


٢- علاقة المعلم بالمنهج الدراسي :

المنهج الدراسي هو أحد جوانب العملية التعليمية الضرورية في المدرسة وأحد أهم محاور العملية التعليمية وعلاقة المعلم بالمنهج علاقة مباشرة وقوية ومؤ ثرة لذا فإنه من الضروري أن يكون المعلم متفهما لهذا المنهج وراضيا عنه ومتفاعلا معه وقادرا على تحقيق
الأهداف المرسومة له .

قد تواجه المعلم أحيانا بعض الصعوبات في المنهج الدراسي الذي يقوم بتدريسه فتضعف من خلال ذلك دافعية المعلم نحو هذه المادة مثل :

- كثافة المنهج وطول المقرر الدراسي .

- صعوبة المادة العلمية وعدم ملاءمتها لمستوى الطلاب .

- قلة الحصص المخصصة للمادة الدراسية .

- عدم توفر الوسائل التعليمية المعينة .

- نفور الطلاب من المادة وعدم إقبالهم عليها.

- جمود المناهج وعدم مواكبتها لما يستجد من تطورات وابتكارات .

- بعض الأخطاء العلمية أو اللغوية التي يقع فيها واضعو المنهج أو مؤلفو الكتاب المدرسي المقرر .

- عدم إشراك المعلم في نقد المناهج وتطويرها .


وقد أكد عدد من الدراسات التربوية أن مشاركة المعلم في القرارات المتعلقة بالطالب وبالمنهج الدراسي توجد لديه حالة مرتفعة من الرضا عن عمله وبالتالي ترفع مستوى علمه وتزيد إنتاجه وتحسن وضع المدرسة .


وأنه ينبغي على مخططي المناهج عندما يحددون طرق التدريس المختلفة والتي هي جزء من مكونات المنهج أن يتركوا للمعلم حرية الاختيار من بينها حسب رؤيته هو وتقديره للموقف التربوي الذي يريد لطلابه أم يمروا بخبرته .

٣ - علاقة المعلم بالمبنى المدرسي :

إن للمبنى المدرسي بعض التأثيرا على أداء المعلم وعلى دافعيته تجاه عمله.

عندما يكون للمدرسة مبنى كبير ذو فصول واسعة ، جيدة الإضاءة ، والتكييف ، والتهوية ، مزودة بالأثاث الجيد ، والسبورة الكبيرة ، ومعامل مزودة بالأدوات ، والأجهزة ، ومعامل لغة مكتملة، وغرفة للوسائل التعليمية بنوعيها التقنية كالأفلام المرئية والأشرطة السمعية وأقراص الحاسب الآلي ، وغير التقنية كالمصورات والخرائط، والنماذج اﻟﻤﺠسمة ، والسبورات ، والعينات ، والشرائح ، والكتب ، واﻟﻤﺠلات العلمية ، والدوريات ، وغرفة للمعلمين مزودة بمكاتب مريحة تساعد المعلم على إنجاز عمله والتمتع بقسط من الراحة بين الحصص الدراسية.

ينعكس تأثير ذلك على تيسير أمر الدراسة وإمكانية تحقيق ناتج بشكل أسرع، وأيضا على أداء معلم في هذه المدرسة وعلى تكيفه مع عمله لأن الجو التعليمي المناسب يساعد المعلم على توجيه جل اهتمامه إلى طلابه ومادته ويسعى في ظل هذه الظروف الملائمة إلى تحقيق أقصى درجات النجاح في علمه .


٤ - علاقة المعلم بالزملاء وإدارة المدرسة وأولياء الأمور

من العو امل التي تساعد المعلم على التكيف في عمله والنجاح فيه توفر علاقات طيبة مع زملائه من المعلمين والإداريين ومع مدير المدرسة ومع أولياء أمور طلابه.

فجو العمل الذي يسوده الاحترام المتبادل والثقة والتعاون بين أفراده يهيئ لهم فرص التوافق والانسجام ، وتكامل الجهود ويساعدهم على تطوير أنفسهم والارتقاء بمستوياﺗﻬم وينعكس على علاقتهم بطلاﺑﻬم فيتعاملون معهم باحترام وود ويوجهون كل طاقاﺗﻬم للنهوض بمستوياﺗﻬم .

أما المعلم الذي يعمل في مدرسة يشوب عدم الصفاء الداخلي والحسد ، والتنافس غير الشريف ، وانعدام الثقة العلاقات بين أفرادها من معلمين وإ داريين يعيش في قلق وضيق وتتلاشى حماسه عمله ودافعيته له فينشغل بالتالي عن وظيفته الأساسية ودوره التربوي والتعليمي .

لذلك كانت أوامر الله تعالى بالتعاون وصفاء القلب والنفس لكي يكون الناس وحدة واحدة يؤدي كل فرد واجبه ويحفظ حقوق غيره ويزداد معدل انتاجه وعطاؤه، وبالتالي تكون قربة لله تعالى وعبادة لأنه ينال منها رضا الله تعالى.


إن دور المعلم كقائد تربوي لا يقتصر على طلابه داخل الفصل ، بل يمتد إلى خارجه ليشمل جميع العاملين معه فيكون فريق عمل تسود أفراده روح الألفة والتعاون والاحترام المتبادل ويؤسس جماعة متوافقة يسعى أعضاؤها إلى تحقيق أهدافها وغاياﺗﻬا النبيلة .


الخاتمة

إن النظرة الحديثة للتدريس التي ترى أنه ليس عملية لنقل المعلومات بل هو نشاط مخطط يهدف إلى تحقيق نواتج تعليمية مرغوبة لدى الطلاب يقوم المعلم بتخطيط هذا النشاط وإدارته ، تأتي انعكاسا للنظرة الحديثة إلى عملية التربية ذاﺗﻬا والتي تؤكد على ضرورة النظر إلى الطالب كشخص يحتاج إلى النمو المتكامل في شتى الجوانب المعرفية والجسمية والنفسية والعقائدية .

وبعد هذا العرض السريع للصفات الواجب توافرها في المعلم والواجبات المنوطة كان لا بد من التأكيد على ضرورة الاهتمام بالمعلم باعتباره ركيزة هامة من ركائز التعليم والتربية من حيث توفير ظروف العمل الملائمة ، وإتاحة الإمكانات والتجهيزات اللازمة وتشجيع المعلم على المشاركة في صنع القرارات التي تتعلق بعمله وتوفير فرص التجديد والاطلاع والتدرب ، وحثه على الابتكار وتبادل الخبرات والمساهمة في حل المشكلات التي تعترض عمله وتؤثر على أدائه ومساعدته في التغلب على جميع الصعوبات التي تعيق تكيفه في عمله، وتفاعله معه .


المراجع

١- علم النفس التربوي – د . جليل وديع شكور – الطبعة الأولى ١٤١٦ ه – دار عالم الكتب – بيروت – لبنان .

٢- علم النفس التربوي - د . أحمد زكي صالح - الطبعة العاشرة - مكتبة النهضة المصرية .

٣- التدريس وإعداد المعلم - د . يس عبد الرحمن قنديل - دار النشر الدولي - الرياض ١٩٩٨ م . - - الطبعة الثانية ١٤١٨

٤- التدريس أهدافه وأسس ه وأساليبه تقويم نتائجه وتطبيقاته - د . فكري حسن ريان - عالم الكتب - القاهرة - الطبعة الثانية .

٥- مرشد المعلم - المرحلة الثانوية - يوجيه سي كيم - ريتشارد د .كيلرج - عالم ١٩٩٥ م . - الكتب - القاهرة - ١٤١٥

٦- واقع مشاركة المعلم في صنع القرارات المدرسية في المملكة العربية السعودية - بحث للدكتور / فهد إبراهيم الحبيب - كلية التربية - جامعة الملك سعود .

  • Currently 212/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
70 تصويتات / 1360 مشاهدة
نشرت فى 21 مايو 2008 بواسطة daliaelsayed

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

253,504