موقع داليا السيد

قرآننا .. إسلامنا - علمنا.. عملنا

الاعجاز العلمى - فى القران
القرآن والتربية
د. محمد داود
07-08-2005
 

أسس التربية فى القرآن الكريم تقوم على محورين اثنين:

 

المحور الأول: تقوية الإيمان إذ هو الدافع والمحرك لكل الفضائل.

المحور الثانى: العمل الصالح الموافق لهدى القرآن الكريم وسنة النبى صلى الله عليه وسلم ويرجى به وجه الله تعالى.

 

فالرجل الذى جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتيه فى حاله قائلاً: يا رسول الله، إنى أقف الموقف العظيم وأعمل العمل الكبير أريد وجه الله غير أنى أريد مع ذلك أن يقول الناس عنى خيرًا. إنه رجل مغرم بالشهرة والثناء، فأنزل الله فيه آخر سورة الكهف، قال تعالى "فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً" الكهف/11.

 

وتقوم التربية فى القرآن على الإقناع والترغيب انطلاقًا من أن الإكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان الفاضل، ولذلك ركز القرآن فى التربية الإيمانية على إقناع العقل بـهدى القرآن من أوامر ونواهٍ بإظهار الحكمة من ورائها وبيان الثمرة التى ترجى من طاعة الله وبيان العاقبة لمن عصى.

 

فمثلاً حين يأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نؤمن به سبحانه فإنه يبين أحقيته بـهذا الإيمان فهـو فاطر السماوات والأرض وهو المحيى وهو المميت: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ " فاطر/3.

 

وحين ينهانا الله فإنه يبين الحكمة من هذا النهى كما فى قوله تعالى فى سورة الأدب والأخلاق (الحجرات): " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " الحجرات/11.

 

ومثل ذلك فى القرآن كثير فالله سبحانه وتعالى يقرن الأمر بعلته ويقرن النهى بعاقبته.

 

ثم وضع القرآن الكريم النماذج العملية من تاريخ البشرية لتكون نموذجًا تطبيقيًا لمن اتبع وأطاع ففاز، ولمن خالف وعصى فضل وهلك.

 

إنـها نماذج عملية للتحذير كى لا نقع فى مثل ما وقعوا فيه فنضل ونشقى، وهكذا يغرس القرآن الكريم فى عقول الناس وفى قلوبـهم أدب الإيمان حتى يصيروا قرآنيين متأسين بحبيبهم المصطفى صلى الله عليه وسلم حين وصفته السيدة عائشة رضى الله عنها بقولها: "كان خلقه القرآن "، لقد كان قرآنـًا يمشى على الأرض.

 

وأما عن آفاق التربية القرآنية فهى تشمل علاقة العبد بربه، وتشمل علاقة العبد بنفسه، وتشمل علاقة العبد بغيره من الناس، وتشمل علاقته بكل المخلوقات وبالكون من حوله، ولكل علاقة من هذه العلاقات آداب وهدايات يرقى بـها الإنسان إلى منازل الرضا ودرجات المقربين ويتحول الإنسان بـهذه الآداب وتلك الهدايات من إنسان كنود هلوع جزوع إلى إنسان يشكر ربه: يرجى خيره ويؤمن شره، يعفو ويغفر، ويعطى ويؤثر، إلى الخير سباق، وإلى مرضاة ربه يسارع.

 

كيف لا والله يقول: " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً" الإسراء/9. فالتربية القرآنية هى أكرم منهج لأكرم حياة.

  • Currently 135/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
46 تصويتات / 984 مشاهدة
نشرت فى 1 مايو 2008 بواسطة daliaelsayed

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

256,125