المغناطيسية الذاتيـه 

 

المغناطيسية الذاتية قوة كامنة فى كل أنسان حى تظهر وتتحقق فى فاعلية التاثير على الغير – ذلك أنها تيار أثيرى جاذب اشبه بأشعة الضوء ينبعث من ذات الإنسان فينفذ إلي نفسه ، وإلى أنفس غيره من الأشخاص فيؤثر فيه وفيهم .

 

أن فى كل الوجود مغناطيسية ، فالضوء والحرارة تصدر عنها اهتزازات مغنطيسية كالاهتزازات المغناطيسية المنبعثة من حجر المغناطيس لتجتذب إليه كتلة الحديد وكذلك كل كائن حى إنسان كان أو نباتا أو حيوانا أو جمادا ، هو بتكوينه وحيويته مغناطيسي ، إذ بداخله تصدر عنه وإليه قوى مغناطيسية ليست على مثيل المغناطيسية الحديدية أو الكهربائية .

 

ويرجع اكتساب هذه القوة للذات ، إلى الطعام الذى نأكله ، والماء الذى نشربه ، وبالأكثر إلى الهواء النقى الذى يحيط بنا من كل جانب .

فالهواء النقى دائما حامل للقوة المغناطيسية ، فكل من يتنفس جيدا ، يكتسب جسمه هذه القوة ، وبقدر استنشاقه الهواء النقى تكون مغناطيسيته وحيويته قوة وضعفا فضلا عن ان استنشاقه الهواء النقى بأكبر مقدار يكسب صاحبه مناعة قوية ضد الأمراض والعلل التى تنتشر فى الكون الذى يعيش فيه .

كذلك فان توفر القوة المغناطيسية الحيوية فى الإنسان توفر له تنمية قواه وحواسه الباطنية التى هى طريق حياته الصحة السعيدة الآمنة .

ويقول الطبيب المغناطيسي ((مسمر)) أن جسم الإنسان أشبه بقضيب من الحديد الذى يسرى فيه المغناطيس ، وأن الرأس والقدمين قطباه وحيث أن المغناطيس يمكن أن يتنقل من القضيب الممغنط إلى جسم آخر كذلك يسهل تنقل المغناطيس من شخص إذا كان ممغطسا إلى آخر .

والفرق بين المغناطيس الموجود فى قضيب من الحديد ، وبين الموجود فى جسم الإنسان : أن المغناطيس فى الإنسان ((حيواني)) ويمكن أن يكتسب بالإرادة ، وأن يوجه بالارادة كذلك وأن ينقل الوسيط من أطراف الأصابع التى تمر بها على جسمه من أعلى إلى أسفل ويسمى (( بالسحابات المغناطيسية )) مع تسديد النظر فى عيني الوسيط .

ومن الأساليب التي كانوا يتبعونها في اكتساب المعالج هذه المغنطيسية إذ لم تكن طبيعية فيه ان ينام فى الفراش بحيث يكون رأسه متجه نحو الشمال ورجلاه نحو الجنوب . إذ فى الشمال يوجد النجم القطبي الذى تنجذب إليه الإبرة المغناطيسية على الدوام .

<!--EndFragment-->

 نظرية العلاج بالمغناطيسية الذاتية

إن في كل جسم بشرى طاقة مغناطيسية لا يعلمها تماما إلا الله سبحانه وتعالى                  منشئها وموجدها .

ولذا فإن الإنسان بتكوينه مغناطيسي ، يجذب وينجذب ، دون أن يحس بذلك ... وهذه القوة المغنطيسية الحيوية هى الطاقة الميكانيكة الصالحة الإرادية وغير الإرادية فى نظامه العصبى ، إذ أن مادتها هو السيال العصبى الذى هو مادة الحياة والينبوع الإلهي داخل كل جسم بشرى .

والسيال العصبى موجود داخل الجسم ، وهو مصدر الطاقات المحركة له ، والواقى من أمراضه والمعالج لها ، وبدونه لا يستطيع الإنسان أن يقوم بأي نشاط أو حركة .

فإذا نظرنا في تكوين الجسم الإنساني فإننا بالطبع نقف مبهورين خاشعين أمام قدرة الله الخالقة الخارقة ، وعظمته التي لا تطاول في الإيجاد والإبداع سبحانه وتعالى جلت قدرته ، وبالعلم القليل الذي أعطاه الله للإنسان ، عرف جزئيا أن الجسم يتركب من لحم ودم وعظم وأعصاب ، وأن به أجهزة وطاقات كهربية ومغنطيسية مادية وروحية تعمل وتتحرك في تناسق وتوازن تامين ، وتنمو وتجدد ما يتلف من جزئياتها أثناء العمل وفق نظام خاص دقيق ليعيش الإنسان حياته فى عمارة الكون وعبادة الله .

 

اما الإنسان فقد أنزل إلى الارض ليؤدى رسالته الانسانية ، فكان يدب عليها فى صحة وقوة وعافية ، جاهلا ما فيه من اسرار إلهية وعظمة كونية لايعرف للمريض اسما ولاكنها ، إلى أن بصره الله فى نفسه ، فراح يبحث بفطرته وخبرته وعلمه فى كل مكان فى نفسه خلقا وتكوينا صحة ومرضا إلى أن عرف أن الإنسان الصحيح الجسم هو الإنسان السليم القوى الذى لا يشكو من داء أو ألم أو علة ، وتسير جميع العمليات الحيوية داخل جسمه فى نظام وتناسق خال من الأضطرابات  فإذا ما أختل نظام العمليات الحيوية التى تجرى داخل جسمه ، أو فقدت الإتزان والتناسق مرض الإنسان وصار عليلا .

 

عرف أن الحالة الصحية فيه تتوقف على التوازن الكهربائي والمغناطيسي الموجود فى جسمه وخاصة فى الدورة العصبية وسريان السيال العصبى فيه ، وأن المرض ينشأ عن الإضطرابات التى تعترى هذه الدورة وتضعف السيال العصبى فيها.

وعلى هذا الأساس فإن خلل الحالة الصحية فى جسم الإنسان إنما يكون دائما نتيجة لعدم توازن أجهزته الحيوية ، ولذلك يجب أن يصحح بالتعويض من معدته ومادته فإذا نقص الجسم أو العضو بعض القوة المغناطيسية الحيوية ترتب على ذلك ارتباك الدورة العصبية فى هذا العضو ، فيحدث الألم والالتهاب الذى نسميه بالخلل والذى يسميه الأحياء بالمرض أو العرض .

 

ولذلك فالعلاج هنا يكون بتحويل قوة مغناطيسية حيوية من الجسم المعالج المعافى إلى الجسم مريضة ، حيث تؤثر هذه القوة المحولة تأثيرا مباشرا على الجهاز العصبى للمريض الذى يبلغ بدوره المخ ما يناله من التاثير المفيد الصحى فتصبح هذه القوة الروحية الشافية تماما للعضو المريض .

 

الأنبياء والعلماء .. كانوا يعالجون بالمغناطيسية من فضل لله على الناس أن جعل كل شخص منهم يملك فى نفسه قوة موهبة شفاء الأمراض التى تصيبه ، أو التى تنتاب غيره باستخدام القوة المغناطيسية الحيوية الكامنة فيه .

 

ويحدثنا التاريخ من أقدم العصور عن أن أناسا لهم موهبة شفاء الأمراض وتخفيف الآلام بوضع الأيدى على الرأس أو على مكان الألم ، وهذه الحقيقة ما زالت ماثلة أمام أعيننا حتى يومنا هذا فنرى الصلحاء والعلماء الروحانيين من الصوفيين أو الكهنة لهم قوة التاثير العقلي للقيام بهذا العلاج لما لهم من خبرة وكثرة المران على تلك الأعمال الروحية ، ولرغبتهم التامة فى تخفيف الآلام الإنسانية ، ولا غرابة فإنهم خدمة الله وعلى اتصال روحى بالروحانيات . فلذلك يهبهم الله الشافى الرحيم شرف موهبة الشفاء والرحمة وهي الموهبة الروحية الكامنة فى كل جسم بشرى .

 

فسيدنا إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه كان أول معالج بالمغنطيسية الحيوية فقد كان يضع يده اليمنى الشريفة على ولديه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام ويقول (( أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لأمه )) .

وكان سيدنا محمد النبى العظيم صلى الله عليه وسلم أولى الناس بأمته فكان يعالج نفسه ويعالج أهل بيته ويعالج المرضي من المسلمين بهذا العلاج ، غير أن علاجه عليه الصلاة والسلام كان قائما على البذل ذاته الشريفة ، فكان نوعا ممتازا من المغنطيسية المادية والروحية .. فكان إذا جاءه مريض أجلسه أمامه على الأرض من غير فراش لتكامل الجاذبية المغنطيسية بين المريض وأمه الأرض والمعالج ، ثم سأله : أين مكان مرضك ؟ فيضع المريض يده على مكان المرض ، وحينئذ يضع النبى صلي الله عليه وسلم يده اليمنى الشريفة على مكان المرض بجسم المريض ، ويضع يده اليسرى الشريفة على مثل هذا المكان فى جسده الشريف ويقول : باسم الله . باسم الله . باسم الله . باسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ويكررها سبعا .

وكان صلي الله عليه وسلم دائما يأمر بقوله : (( ضع يدك على الذى يألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر .

وكان النبى صلي الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كان به قرح أو جرح وضع النبى صلي الله عليه وسلم اصبعه بالأرض ثم رفعها وقال بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى سقيمنا بإذن الله .

   وكان النبى صلي الله عليه وسلم يعوذ بعض أهله بأن يمسح بيده اليمنى على المريض ويقول : (( أللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما )) .

وكان النبى صلي الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما بوضع يديه الشرفتين ويقول : (( أعيذكما بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لأمة )) ويقول : ((  إن أباكـما كان يعوذ بها ولديه اسماعيل واسحاق )) أي أباكما ابراهيم الخليل عليه السلام .

وكان النبى صلي الله عليه وسلم إذا سمع بمرض أحد أصحابه أسرع لعيادته ، وكان يسأل المريض عن شكواه ، وكيف يجد نفسه وعما تشتهيه ويضع يده على جبهته ويدعو له ويصف له ما ينفعه فى علته ، وربما توضا وصب على المريض من وضوثه ، ثم يقول للمريض (( لابأس عليك طهور إن شاء الله )) .

وقد أوصى النبى صلي الله عليه وسلم بقراءة آيات الشفاء على المريض ليشفيه الله عز وجل ببركتها وهى : بسم الله الرحمن الرحيم ..

(1) (( ويسف صدور قوم مؤمنين ))

(2) (( وشفاء لما فى الصدور ))

(3) (( فيه شفاء للناس ))

(4) (( وننزل من القرآن ما فيه شفاء ورحمة للمؤمنين ))

(5) (( وإذا مرضت فهو يشفين ))

(6) (( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ))

ومن توجيهاته صلي الله عليه وسلم فى هذا الشأن . ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبى صلي الله عليه وسلم انه قال : (( من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا شفاء الله )) .

وقد روى ابن ماجه عن ابى سعيد الخددرى قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (( إذا دخلتم على مريض فنفسوا له فى الأجل فإن ذلك لا يرد شيئا . وهو تطييب لنفس المريض وفى هذا ارشاد إلى ما يطيب نفس المريض بالكلام الذي تقوى به طبيعته فتساعد على تخفيف علته . بل واختفاء الآمه . إذ ان الطمأنينة على نفس المريض من اسباب الشفاء الهامة .

وهذا الحديث من باب (( العلاج غير المباشر والقوى الفكرية ))

ومن المعلوم ان سيدنا يوسف عليه السلام  قد أرسل قميصه المتحمل لمغنطيسيته الذاتية مع أخوته من مصر إلى والده يعقوب عليه السلام بالأردن على مسيرة سبعة أيام فما ان وصل البشير وألقى القميص الممغنط على وجه ابيه الذى فقد بصره أكثر من عشر سنوات ارتد بصيرا فى الحال .

 

 

 

المصدر: كتاب العلاج بالطاقة دلال سعدية
dalalsadeya

دلال سعدية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1302 مشاهدة
نشرت فى 24 فبراير 2013 بواسطة dalalsadeya

ساحة النقاش

دلال سعدية

dalalsadeya
الموقع المفضل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

534,133