authentication required

الشرطة السودانية تنفي وقوع حوادث قتل أو أذى لمشجعي مصر في السودان

بعد مباراة مصر والجزائر.. الفنانون المصريون يقاطعون المهرجانات الجزائرية و سقوط 14 قتيلا و254 جريحا في احتفالات الجزائر


الخرطوم - القاهرة - الجزائر : ( الألمانية - رويترز- الفرنسية -كونا )

بدأت في العاصمة المصرية القاهرة خلال الساعات القليلة الماضية حملات إدانة واسعة من جانب مؤسسات فنية وفنانين كبار للإعتداء الذي وقع على الفنانين والإعلاميين المصريين في العاصمة السودانية أمس بعد مباراة فريقي مصر والجزائر لكرة القدم. وأصدرت الشركة العربية للإنتاج والتوزيع بيانا موقعا من مالكتها الفنانة إسعاد يونس يؤكد مقاطعتها للمهرجانات الجزائرية ردا على كل ما جرى للمصريين في السودان على أيدي جزائريين كما يجهز اتحاد النقابات الفنية المصري حاليا لبيان مماثل في حين استنكر مهرجان القاهرة السينمائي الأحداث. وقال بيان الشركة المصرية الأكبر في مجال الإنتاج والتوزيع السينمائي إن الشركة العربية تعلن مقاطعتها كافة المهرجانات السينمائية والفنية وأي تظاهرات ثقافية جزائرية تضامنا مع المصريين الذين تعرضوا للضرب والتهديد والأعتداء. وبدأ البيان بالقول :"بعد كل ما جرى من تجاوز لكل المبادئ والقواعد والحدود الأخلاقية والإنسانية وهذا الخروج السافر المصحوب بالتعدي وتعمد الإيذاء والإهانة الذي قام به الجمهور الجزائري ضد المصريين الذين سافروا مع منتخبهم الكروي إلى السودان وفى ظل صمت مهين وعاجز وفاضح من جانب كل السياسيين والمسئولين والمثقفين والسينمائيين والإعلاميين الجزائريين ، تبدى الشركة العربية للسينما استياءها واستهجانها لكل ما جرى من الجزائريين بشأن الجمهور المصري في السودان واحتجاجها على صمت قادة الثقافة والإعلام الجزائري بشأن تلك التجاوزات وتعلن الشركة العربية من الآن تضامنا مع المصريين مقاطعة كافة المهرجانات السينمائية والفنية وأي تظاهرات ثقافية جزائرية".

وتابع :"إذا كانت الشركة العربية للسينما قامت في الماضي بدعم هذه المهرجانات بأفلامها وإبداعاتها ونجومها فكان ذلك حرصا على التواصل العربي وإيمانا من كافة مسئوليها بأن الثقافة والفن والسينما قادرون على الإبقاء على الحوار والتقارب العربي لكن بعد ما جرى في السودان تشعر الشركة أن مسئولي الجزائر ومثقفيها وفنانيها خذلوها وانتقصوا من دور الثقافة والفن". من جانبه عقد ممدوح الليثي رئيس الأتحادات الفنية المصرية اجتماعا للنقباء ضم أشرف زكي نقيب الممثلين ومنير الوسيمي نقيب الموسيقيين وقرر وقف كافة أشكال التعامل مع المؤسسات الفنية والثقافية الجزائرية بما في ذلك المهرجانات الفنية لحين صدور اعتذار رسمي صريح من الحكومة الجزائرية عن كل ما جرى للجمهور المصري والإساءات التي طالت المصريين. في الإطار نفسه رفضت سهير عبد القادر مديرة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المنعقد حاليا التعليق على ما حدث في بيان رسمي رغم إعلان رفضهم واستهجانها لما جرى مشيرة إلى أن الأمر يتخذ إطارا سياسيا لا علاقة للمهرجان به. ويحتفي مهرجان القاهرة السينمائي بالسينما الجزائرية في دورته الحالية ويستضيف عددا من أبرز صناع السينما في الجزائر بينهم المخرجان أحمد راشدي وليث سالم. وعبر المطرب المصري عمرو دياب عن حزنه الشديد بسبب الأحداث الأخيرة في السودان خلال مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر معلنا تأجيل حفله الفني الذي كان من المزمع إحياؤه غدا بجامعة المستقبل تضامنا مع الشعب المصري على أن يتم تحديد موعد جديد للحفل.

وقالت المديرية العامة للحماية المدنية في الجزائر اليوم إن 14 شخصا قتلوا وأصيب 254 شخصا آخرين في 175 حادثا مروريا سجل في البلاد خلال احتفالات الجزائر بتأهل منتخبها لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 بعد غياب دام 24 عاما. وأضافت المديرية في بيان أن أكبر عدد من الحوادث سجل بالجزائر العاصمة بواقع 29 حادثا مروريا.

,قررت مصر اليوم استدعاء سفيرها لدى الجزائر "للتشاور"، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية.

ويأتي هذا القرار بعد احتجاج شديد اللهجة سلمته وزارة الخارجية المصرية بعد ظهر اليوم الى السفير الجزائري في مصر عبد القادر حجار ووصفت فيه الاعتداءات على المشجعين المصريين لمنتخبهم الوطني في كرة القدم في السودان وعلى المصالح المصرية في الجزائر بJ"الوحشية".

ويعقد المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة المصري اجتماعا هاما صباح بعد غد السبت مع سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم و المهندس هاني أبوريدة نائب رئيس الاتحاد وعضو اللجنة التنفيذية للاتحادين الافريقى والدولي وأعضاء المجلس وذلك بمقر المجلس القومي للرياضة.

ويتناول الاجتماع فكرة إعداد تقرير شامل عن الأحداث التي وقعت قبل وأثناء المباراة الفاصلة في السودان وكذلك المباراة الأولى بالقاهرة لتقديم احتجاج رسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا" على الجرائم التي ارتكبها الجزائريون ضد الفريق والجماهير المصرية .

ويذكر أن الجماهير المصرية و اللاعبون قد تعرضوا لهجمات من قبل الجماهير الجزائرية في السودان و تم الاعتداء علي عدد من الحافلات الخاصة بهم و هناك العديد من الأدلة و الشواهد علي ذلك.

ونفت الشرطة السودانية اليوم وقوع أي حادثة قتل أو أذى جسيم لمشجعي المنتخب المصري الذين حضروا الى السودان لمؤازرة منتخب بلادهم في مباراته أمس مع نظيره الجزائري. وقال المتحدث الرسمي باسم الشرطة محمد عبد المجيد في مؤتمر صحافي أن عدد البلاغات التي دونت ضد جزائريين عقب المباراة بلغ تسعة وتم اعتقال المسؤولين عنها. واستغرب ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المصرية حول تراخي أجهزة الشرطة السودانية وقال في هذا الصدد "لقد نشرنا أكثر من 15 ألف شرطي ووفرنا الحماية التامة للجميع منذ دخولهم لمطار الخرطوم وفصلنا تماما بين مشجعي البلدين في مناطق السكن وفي الحركة في الشوارع وداخل ملعب المباراة حتى اننا لم نخرج مشجعي الفريق المنتصر ألا بعد إخلاء الملعب تماما من مشجعي الطرف الاخر".

وأكد عبد المجيد مغادرة جميع مشجعي مصر الذين قدموا جوا في 14 طائرة وعددهم 3626 فيما غادر أكثر من ثمانية آلاف جزائري وبقي ثلاثة آلاف آخرون حيث يواصل الناقل الوطني الجزائري رحلاته لإعادتهم الى بلادهم.

إلى ذلك عمت موجة من الحزن المصريين وذرف كثيرون الدموع في شوارع البلاد مساء أمس الأربعاء بعد اغتيال حلمهم في التأهل لكأس العالم للمرة الأولى منذ عشرين عاما ، عقب هزيمة المنتخب المصري صفر/1 أمام نظيره الجزائري في المباراة الفاصلة التي أقيمت على استاد المريخ بمدينة أم درمان السودانية في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

وسافر آلاف المشجعين المصريين والجزائريين لحضور المباراة الفاصلة في الخرطوم والتي فازت بها الجزائر بهدف مقابل لا شيء وكانت السلطات السودانية تخشى وقوع اعمال عنف بين مشعي الفريقين.

وقالت البعثة الجزائرية إن حافلة تقل فريقها تعرضت للرشق بالحجارة لدى وصولها للقاهرة الأسبوع الماضي لمباراة في الجولة الأخيرة في المجموعة الثالثة بالتصفيات التي فازت بها مصر 2-صفر. وقالت السلطات المصرية إن تلك الأحداث افتعلها الجانب الجزائري. ولوح المشجعون الجزائريون السعداء بأعلام وأطلقوا ألعابا نارية واحتشدوا في شوارع العاصمة السودانية وهم يحتفلون بتأهل فريقهم لكأس العالم للمرة الأولى منذ نحو ربع قرن.

وقال طباخ جزائري يعمل في الفندق الذي استضاف الفريق الجزائري ويدعى فريد نيميري "لا توجد سعادة في العالم أكثر من هذا." وقال فريد إن المباراة كانت صعبة وإن الجزائريين الآن سيتقدمون بطلبات للحصول على تأشيرات دخول لجنوب افريقيا التي ستستضيف النهائيات في 2010.

وقال فاروق ايواو الذي حضر من دبي لمشاهدة المباراة "كانت مباراة ضعيفة من من الناحية الفنية لأن الضغوط كانت كبيرة على لاعبي الفريقين."وقال مجيد بوقرة مدافع الجزائر إن فوز فريقه حقق "العدل" في حين قال مدربه رابح سعدان إنه مرهق لكن سعيد بأن المهمة اكتملت.

وتعرض خمسة مشجعين على الأقل لإصابات بسيطة خلال الاحتفالات حسبما قال شهود عيان. وطلب من الأجانب وأعضاء بعثة الأمم المتحدة البقاء بعيدا عن الاستاد بينما نشر 15 ألف فرد أمن لتشديد الإجراءات الأمنية على 35 ألف متفرج في استاد المريخ بأم درمان. وقال شهود إن قوات أمن شديدة التسليح أطلقت قنابل مسيلة للدموع لإبعاد آلاف المشجعين السودانيين المنتظرين بالخارج.وخرج المشجعون المصريون بهدوء من الاستاد وقال مشجعون إنهم شعروا بالدهشة من تشديد الإجراءات الأمنية إلى هذا الحد. ونقلت وكالة الشرق الأوسط المصرية الرسمية للأنباء عن وزير الإعلام أنس الفقي قوله للتلفزيون المصري إن الرئيس حسني مبارك يتابع شخصيا الأحداث وإن "مصر سترسل سربا من الطائرات لنقل المشجعين المصريين من الخرطوم في أسرع وقت ممكن."

وقال وزير التضامن الوطني الجزائري جمال ولد عباس إن العنف الذي حدث في القاهرة "غير مقبول وغير متحضر" وطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) باتخاذ إجراء.وقال الوزير لرويترز "يجب أن يوقف الفيفا مصر لعام أو عامين عن استضافة أي مباراة. عار.. عار.. عار." وفي الخرطوم تم فصل الجماهير الجزائرية السعيدة عن الجماهير المصرية بعد صدور إشارات تهديد عن بعض الجماهير. وفي الاستاد قابل الجزائريون منافسيهم بلافتات كتب عليها "مصرائيل." وقالت مصادر في المستشفيات إن مشجعين تلقوا العلاج من إصابات بسيطة.

وانتقل الخلاف بين البلدين بسبب أحداث مباراة القاهرة إلى الصعيد الرسمي مع وصف وزير الرياضة الجزائري للأحداث بأنها "جرح للعالم العربي." وداخل القصر الرئاسي في الخرطوم رفض رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم مبادرة سلمية من نظيره المصري سمير زاهر الذي عرض تقبيله من أجل تجاوزالخلافات.

وفي العاصمة الجزائرية خرج آلاف الأشخاص في الشوارع مع انطلاق صافرة النهاية للاحتفال. وتوقفت حركة المرور تماما مع خروج الناس من سياراتهم للرقص في الشوارع. وكانت آخر مرة تأهلت فيها الجزائر لكأس العالم في 1986 وفي الأعوام التي تلت ذلك عانت بسبب أعمال العنف بين الإسلاميين والقوات الحكومية والتي راح ضحيتها الآلاف.


d-elfnon

مع تحياتى عبد الحميد بكرى دنيا الفنون للطباعة و التغليف

  • Currently 155/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
51 تصويتات / 1143 مشاهدة
نشرت فى 20 نوفمبر 2009 بواسطة d-elfnon

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

88,206