تعتبر وسائل الاعلام السمعية والبصرية من اهم وسائل الاتصال الحديثة المسيطرة على الافراد في وقتنا الحالي ويعتبر التلفاز من اهم هذه الوسائل لما يمتاز به من جذب الافراد على اختلاف اعمارهم وتقديمه للمواد المتنوعة التي تجذب جميع الفئات على اختلاف اهتماماتهم وقد تناولت الكثير من الدراسات تأثيرات التلفاز بجانبيها السلبي والايجابي على الافراد بشكل عام والاطفال بشكل خاص ومن المؤكد ان الاطفال يكتسبون الكثير من القيم والمعتقدات الاجتماعية من خلال البرامج التي يشاهدونها وتبرز اهمية التلفاز في حياة الطفل من الفترة الطويلة التي يتعرض فيها الطفل للتلفاز وجاذبية "افلام الكرتون" المقدمة لهم وما لها من القدرة على دخول عقل الطفل الباطن والتغيير في سلوكياته .
ومن التأثيرات الايجابية لأفلام الكرتون المقدمة للأطفال ما يدعم خيال الطفل ويوسع افاق التفكير لديه وتنمية الحس الجمالي عند الطفل نتيجة تعرضه للألوان التي تقدم بها افلام الكرتون وتطوير قدرته على تنسيقها بالإضافة الى تعزيز القيم الانسانية لدى الطفل وتزويد الطفل بمعلومات ثقافية وتقوم بإشباع حب الاستطلاع عند الطفل .
وعند اهمال الاعداد الجيد لبرامج الاطفال او تقديم ما لا يتوافق مع نفسية الطفل وطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه فإنه يتحول الى اداة هدم تؤثر سلبا على قيم وسلوكيات الطفل
فعند تعرض الطفل الى الافلام المليئة بالحركة ومشاهد العنف التي تتضمن الاسلحة والوسائل الاجرامية ينمي المشاعر العدوانية لدى الطفل واكتسابه للسلوك العدواني تبعا لذلك كنوع من التقليد ونتيجة لعدم قدرة الطفل على فصل العالم الواقعي لديه عن عالم الخيال الذي يتعرض له من تلك البرامج ومن التأثيرات السلبية لتعرض الاطفال ومشاهدة افلام الكرتون لساعات طويلة الخمول الذي يصيب الطفل وابعاده عن الحركة واللعب مما يؤثر سلبا على جسم الطفل ونشاطه ومن اهم التأثيرات السلبية انفصال الطفل عن دائرته الاجتماعية وعدم تكوين صداقات تؤثر بشكل كبير على حياة الفرد لاحقا
ذكرت الام وعد ختاتنه ملاحظة تغير سلوكيات اولادها بعد تعرضهم الى افلام الكرتون من ميول الى السلوك العدواني وتطبيق ما قاموا بمشاهدته وتكرار صيغ ومصطلحات واسماء الشخصيات المذكورة في افلام الكرتون خلال عملية اللعب .
وقد اعربت الام الاء عبدو من تخوفها الشديد من تعرض اطفالها لأفلام الكرتون التي تعرض الكثير من الايحاءات الجنسية المؤثرة بطريقة غير مباشرة على الاطفال وتذكر محاولتها لمراقبة وتحديد ما يصلح للمشاهدة من وجهة نظرها مع الاشارة الى عدم قدرة الام على شمل جميع افلام الكرتون المقدمة لأطفالها لانشغالها بالأعباء المنزلية الكثيرة .
كما اشارت الام سمر العمري الى قضية تحذير الشيوخ من تعرض اطفال المسلمين لأفلام الكرتون التي تدعم القيم والمبادئ المنافية لأخلاق المسلم المؤثرة في عقيدة الطفل بشكل غير مباشر وخفي والحاجة الى توجية الطفل الى البرامج الهادفة بمساعدة الوالدين
وقد ذكرت المرشدة التربوية هند عسكر ان التلفاز وسيلة تسلية وطريقة للترويح عن النفس تساعد في توعية و تربية الطفل الى جانب الوالدين والإخوة المحيط الاساسي الذي يتعرض له الطفل وتعتبر افلام الكرتون سلاحا ذو حدين اذ تقدم افلام الكرتون ما يفيد الطفل ويساعد في نموه الفكري وتغذية التصور و الخيال لديه كما تقدم ما ينمي القيم والعادات والتقاليد لدى الطفل ومن جانب آخر فإن افلام الكرتون تقدم ما قد يضر بنفسة الطفل وما يتعارض مع ما رسخ لديه من القيم والمبادئ وما ينافي عقيدته بشكل مباشر مما يضر الطفل ويؤدي الى حدوث ارتباك واختلاط لديه واحيانا يقدم للطفل مشاهد مما تنمي العنف لديه والكثير الكثير من السلبيات لذلك يجب تعاون الوالدين و الاخوة الاكبر سنا حال وجودهم على متابعة ما يشاهده الطفل في المنزل وضرورة حجب البرامج التي تحمل في طياتها العادات السيئة والقيم السلبية والتي تشجع الطفل على ممارستها .