أول سبيكة ذهب مصرية
مصر تعود لإنتاج الذهب من 3 مواقع بالصحراء الشرقية
لأول مرة: 5 شركات عالمية تبحث عن الذهب في مصر باستثمارات 33 مليون دولار
|
حلم قديم تحقق.. ووعد قطعه خبراء الثروة المعدنية علي انفسهم قد تحول إلي واقع وهو انتاج اول سبيكة ذهبية تجريبية لاول مرة في مصر في العصر الحديث بدرجة نقاوة 99.99 % من انتاج شركة حمش مصر في ابريل 2007 من منطقة امتيازها بالصحراء الشرقية التي تقع علي بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب غرب مدينة مرسي علم، وجاري حاليا الاعداد لبدء الانتاج التجاري للذهب من منجم حمش في الربع الثالث من العام الحالي الذي يبدأ في يوليو .2007
وكان انتاج الذهب في مصر قد بدأ في عهد الفراعنة من عروق الكوارتز الحاملة للذهب وبلغ عدد مناجم الذهب القديمة حوالي 120 منجما تقع كلها في منطقة الصحراء الشرقية، وقد توقفت عمليات استخراج الذهب من منتصف الخمسينات والتي كانت تتم علي الاجزاء الغنية بالذهب ولاعماق بسيطة نظرا لعدم توافر الامكانيات التكنولوجية التي تتيح الكشف عن وانتاج الذهب من الطبقات العميقة ومعالجة خامات الذهب ذات النسب الاقل تركيزا.
ويقول وزير البترول المهندس سامح فهمي ان اكتشاف الذهب وانتاجه مرة اخري في مصر يأتي تأكيدا لاستراتيجية وزارة البترول التي تهدف إلي توفير جميع اوجه الدعم للمشاركة في الانطلاق بنشاط البحث عن الذهب وانتاجه وتحقيق الاستغلال الاقتصادي الامثل وزيادة القيمة المضافة وتوفير فرص عمل جيدة في هذا القطاع الواعد الذي يتميز باستيعابه اعدادا كبيرة من العمالة. ويوجد حاليا في مصر 3 مواقع لانتاج الذهب في الصحراء الشرقية الاول في جبل السكري والثاني في منطقة حمش والثالث في وادي العلاقي.
ويقول التقرير الذي تلقاه وزير البترول من المهندس حسين حمودة رئيس هيئة الثروة المعدنية ان منجم السكري بمنطقة جبل السكري علي بعد حوالي 25 كيلومترا جنوب غرب مدينة مرسي علم بالصحراء الشرقية وتكونت شركة السكري لمناجم الذهب في مايو 2005 علي الرغم من توقيع الاتفاقية بين الشركة الفرعونية لمناجم الذهب الاسترالية وهيئة المساحة الجيولوجية في عام 1994 وذلك بسبب وجود نزاع وتحكيم دولي بين الطرفين تم تسويته وديا في فبراير 2005 بعد انتقال تبعية نشاط الثروة المعدنية إلي وزارة البترول.وقد تقدمت عمليات تنمية منجم ذهب السكري بقوة وارتفع معدل الاحتياطي من 3 ملايين اوقية عام 2005 إلي حوالي 10 ملايين اوقية هذا الشهر ومن المقدر انتاجها خلال 20 عاما الامر الذي يصنف منجم السكري ضمن المواقع العالمية الرئيسية للذهب وتقدر الاستثمارات الكلية للمشروع بحوالي 216 مليون دولار وتحصل الدولة علي 3 % من اجمالي الانتاج الكلي قبل خصم التكاليف الرأسمالية ومصروفات التشغيل ثم يتم اقتسام صافي الارباح بين الطرفين، وجار حاليا تنفيذ برنامج البحث الجيولوجي في باقي امتدادات جبل السكري بهدف زيادة كمية خام الذهب المكتشف من خلال استخدام 10 أجهزة حفر حيث تم حفر حوالي 900 بئر حتي الان. وتم الانتهاء من اعمال تصميمات تسهيلات مصنع معالجة الذهب والاعمال الميكانيكية والكهربائية وجار الانتهاء من اعمال التصميمات الانشائية والمدنية وتم شراء وحدات التكسير والطحن بجميع مراحلها من بوليفيا وجار شحنها لمصر والتعاقد علي اللواري العملاقة لنقل خام الذهب من المنجم إلي المصنع والتي تصل حمولة كل منها إلي 160 طنا.. كما تم الانتهاء من التصميمات الخاصة بمدينة السكري للعاملين بالمشروع علي ساحل البحر الاحمر.
واشار التقرير إلي انه من المخطط الانتهاء من تنفيذ جميع اعمال تسهيلات الانتاج من مصنع السكري في الربع الاول من عام 2008 وبدء الانتاج التجاري في الربع الثاني من عام .2008
باكورة إنتاج الذهب
اما في منطقة حمش فتقوم شركة حمش مصر لمناجم الذهب بانتاج الذهب وهي شركة مساهمة مصرية تكونت بين هيئة الثروة المعدنية وشركة كريست الامريكية التي تنازلت عن كامل حصتها في الشركة إلي شركة ماتزهولديجنز القبرصية والتي قامت بانتاج اول سبيكة ذهبية تجريبية في ابريل 2007 وقد قامت الشركة بالانتهاء من تسهيلات البنية الاساسية للمشروع التي تضمنت تمهيد الطرق بطول 122 كيلومترا ومهابط طائرات الهليكوبتر واقامة المنشآت اللازمة لمصنع معالجة الذهب واماكن اعاشة العاملين تمهيدا لبدء الانتاج التجاري للذهب في الربع الثالث من العام المالي الحالي.
وادي العلاقي
وفي المنطقة الثالثة تقوم شركة جيبسلاند الاسترالية بالبحث عن الذهب بمنطقة وادي العلاقي بالصحراء الشرقية علي بعد حوالي 250 كيلومترا جنوب شرق اسوان حيث بدأت اعمال البحث والاستكشاف في اكتوبر 2004 وكانت نتائج الاستكشافات مشعة للغاية في مناطق سيجا وام شاشوبة وحايمور حيث اعلنت الشركة اكتشاف الذهب بكميات اقتصادية وبمعدلات تركيز مرتفعة وجار حاليا تأكيد مزيد من الاحتياطيات من خلال 5 بعثات للاستكشاف لعمل الدراسات الجيولوجية وقيام جهازي حفر بحفر الآبار العميقة لاول مرة في تاريخ منطقة وادي العلاقي.
ويقول المهندس سامح فهمي ادي النجاح الذي تحقق في اكتشاف الذهب في 3 مناطق بالصحراء الشرقية إلي نجاح اول مزايدة عالمية للبحث عن الذهب في مصر بنظام اقتسام الانتاج طرحتها هيئة الثروة المعدنية في يوليه الماضي واقفلت في اول نوفمبر الماضي حيث اسفرت عن تقدم 6 شركات من جنسيات مختلفة كندية، امريكية، روسية، استرالية، اماراتية، قبرصية ب 22 عرضا غطت جميع المناطق المطروحة بالمزايدة مما يعكس ا لثقة في مناخ الاستثمار التعديني وعودة الاستقرار لهذا القطاع الحيوي المهم.
واسفرت المزايدة عن 8 اتفاقيات جديدة للبحث عن الذهب والمعادن المصاحبة وافق عليها مجلس الوزراء وجار استصدار الاجراءات القانونية لسريانها ويبلغ اجمالي مساحات البحث فيها حوالي 10 آلاف كيلومتر مربع في منطقتي الصحراء الشرقية والغربية باستثمارات مالا يقل عن حوالي 33 مليون دولار مع 5 شركات عالمية من كندا وروسيا وقبرص والامارات. وتتركز 7 اتفاقيات في منطقة الصحراء الشرقية بجنوب الوادي التي تشهد حاليا تكثيف اعمال البحث والاستكشاف عن الذهب من اجل المساهمة في رفع مستوي المعيشة للمواطنين في اطار اهتمام الرئيس مبارك بالاسراع في تنمية هذه المناطق.
وتأتي هذه الاتفاقيات الجديدة للبحث عن الذهب في اطار استراتيجية وزارة البترول لتحقيق الاستغلال الاقتصادي الامثل للثروة الطبيعية وتعظيم القيمة المضافة والمساهمة في دعم الاقتصاد القومي وجذب الاستثمارات لدعم وتأكيد الاحتياطيات من الذهب والثروات المعدنية والخامات الجديدة غير المكتشفة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض لتوفير النقد الاجنبي ونقل التكنولوجيات العالمية في هذه الصناعة واقامة صناعة تكميلية بجانب الصناعات التعدينية من اجل توفير فرص عمل جديدة لكونها من الصناعات كثيفة العمالة. ولاشك ان اقبال الشركات العالمية للبحث عن الذهب والتي اسفرت عن 8 اتفاقيات جديدة تؤكد المؤشرات الايجابية لوجود احتمالات كبيرة ومبشرة للذهب علي اعماق كبيرة تحت سطح الارض وتفتح الباب امام جذب المزيد من الشركات للبحث عن الذهب وانتاجه.
واكد وزير البترول ان الاستقرار السياسي والاقتصادي والاستثماري تتمتع به مصر بقيادة الرئيس محمد حسني مبارك وان دعم ومتابعة السيد الرئيس المستمرة كانا حجر الزاوية في النجاح في عودة مصرإلي انتاج الذهب مرة اخري بعد نصف قرن من الزمان بما يضيفه هذا النشاط من عائدات لمصر وفرص عمل جيدة تجسيدا للنجاح الذي حققه برنامج الرئيس مبارك مشيرا إلي انه يتقدم وجميع العاملين بقطاع الثروة المعدنية وشركات التعدين العاملة في مصر بخالص التهنئة للرئيس مبارك وللحكومة والشعب المصري علي هذا الانجاز التاريخي الذي يمثل بداية عصر جديد وعودة الحياة والروح لقطاع الثروة المعدنية في مصر ليكون احد القطاعات المهمة التي تساند وتدعم الاقتصاد المصري خلال الفترة القادمة.. مؤكدا علي استمرار العمل الجاد حتي يتم نهضة ونمو هذا القطاع بدرجة تسمح بان يساهم هذا القطاع المهم في نتائج اقتصاد مصر ومؤشراته خلال السنوات القادمة.
واشار الوزير إلي انه يتم حاليا تكثيف الاهتمام بالبحث عن كل الثروات المعدنية بجانب الذهب واكتشافها وزيادة الانتاج منها للوفاء باحتياجات خطط التنمية وزيادة دخل مصر من النقد الاجنبي وتنشيط قيام صناعات مصرية تكميلية وخدمية تقوم علي الثروات المعدنية في اطار منظومة متكاملة لتحقيق اقصي قيمة مضافة اقتصاديا واجتماعيا دعما للاقتصاد القومي.
ساحة النقاش