نجاح استزراع الخلايا الجذعية

أعلن فريق من الباحثين من كلية كنجز في جامعة لندن أنهم نجحوا في تخليق أول مجموعة من الخلايا الجنينية الأساسية المعروفة بالخلايا الجذعية في بريطانيا للمرة الأولى منذ الموافقة على اجراء الأبحاث المتعلقة بتلك الخلايا في بريطانيا.

ويقول الباحثون أنهم سيستخدمون الخلايا الجذعية في إجراء تجارب للبحث عن علاج لمرض الشلل الرعاشي وداء السكري.

غير أن منظمة معارضة للإجهاض وصفت البحث بأنه لا أخلاقي وغير ضروري.

التلقيح الاصطناعي

وتم تصنيع الخلايا من جنين تم تخليقه كجزء من علاج للتلقيح الصناعي.

وحسب القوانين البريطانية يجب التخلص من الأجنة التي تم تخليقها خلال عمليات التلقيح الصناعي خلال خمس سنوات إذا لم يتم استخدامها.

وتم الحصول على الجنين بعد أن تبرع به والداه بعد إنتهائهما من عملية تلقيح صناعية.

وكان عمر الخلايا وقت أخذها من الجنين مجرد أيام، ولم يكن من المستطاع رؤيتها إلا بواسطة المجهر.

ويبدي العلماء اهتماما كبيرا بالخلايا الجنينية الأساسية حيث أن بالامكان تحويلها إلى خلية في أي عضو من أعضاء الجسم، مما يسهل عمليات نقل الأعضاء.

وقال البروفسور، بيتر برود، رئيس فريق البحث لـ بي بي سي إن وجود بنك لتلك الخلايا في بريطانيا سيمثل نقلة كبيرة للأمام وسيساعد بشكل كبير الأبحاث في بريطانيا.

زيادة أعداد الباحثين

وقال برود إن الخلايا تحتاج إلى مراقبتها لمعرفة نوع الخلية الذي يمكن أن تصبح عليه في المستقبل ومن الصعب القيام بهذا في ظل قلة عدد الأجنة.

وأضاف برود إن وجود بنك للخلايا الجذعية سيساهم في مضاعفة أعداد الباحثين وتقليل عدد الأجنة المطلوبة لهذا الغرض.

وأوضح برود أن الخلايا المأخوذة من تلك الأجنة التي يتم التبرع بها، خلايا بدائية وأن الوقت مازال طويلا قبل أن يتمكن العلماء من استخدامها في مكافحة مرض الشلل الرعاشي.

وقال الدكتور ستيفن منجر أحد كبار الباحثين في الفريق أن أكثر الأمراض التي يهتمون بها هي داء السكري والشلل الرعاشي.

وأوضح دكتور ستيفن إنهم يعلمون أن زرع خلايا في أجسام المرضى سينجح غير أن هناك نقصا كبيرا في الخلايا التي يمكن زرعها.

وأضاف الدكتور ستيفن إنهم يفكرون في تحويل الخلايا إلى خلايا تتنج الانسولين أو مادة الدوبامين الضرورية لعمل الجهاز العصبي المركزي.

ويشير دكتور ستيفن إلى أن النجاح في تخليق أعداد كبيرة من تلك الخلايا سيمكن من علاج أعدادا أكبر من المرضى الذين يتم علاجهم بالطريقة العادية.

بنك الخلايا

وهناك نحو عشر مجموعات من الخلايا التي تم استزراعها من الأجنة البشرية متاحة أمام الباحثين في العالم، لذا فإن وجود مصدر لتلك الخلايا في بريطانيا سيسهل الأمر أمام الباحثين في اوروبا.

وتم تخليق تلك الخلايا أول مرة من جنين بشري منذ أربع سنوات.

وسيتم حفظ الخلايا التي استزرعها فريق كلية كنجز في بنك الخلايا الجنينية الأساسية في هارتفوردشير ببريطانيا.

وكان الفريق الأول من بين فريقين يحصل على رخصة من هيئة التلقيح والأجنة للقيام بمثل هذه التجارب بعد أن أوصى مجلس اللوردات بالموافقة على أبحاث الخلايا الجذعية عام 2002.

وسيبدأ الباحثون الآن في محاولة من أجل السيطرة والتحكم في نمو الخلايا الأساسية حتى يمكنهم تخليق الأنواع المطلوبة من الخلايا.

اعتراضات أخلاقية

وقالت متحدثة باسم جماعة من أجل الحياة ان انتاج الخلايا الجذعية من الأجنة البشرية يعد أمرا لا أخلاقيا. وقالت انه تم التضحية بالمبدأ الأساسي في حياة الانسان.

وأضافت إن أغلب التطبيقات العلاجية عن طريق هذه الخلايا تأتي نتيجة أبحاث يتم اجراؤها على خلايا أساسية تم أخذها من بالغين.

وقال البروفسور نك رايت، رئيس وحدة أبحاث السرطان والمتخصص في أبحاث الخلايا الجذعية أن هناك حاجة للحصول على خلايا من الأجنة من أجل الأبحاث المتعلقة بمجالات اصلاح وإعادة توليد الأنسجة التالفة بسبب السرطان والعلاج من السرطان.

وأوضح رايت ان خصائص المجموعة الجديدة من الخلايا يمثل تقدما هاما وسيتيح للعلماء البريطانيين مصادر جديدة هامة.

وأضاف رايت إنه يأمل في أن يتمكن من استخدام الخلايا لأبحاث السرطان التي يقوم بها.