authentication required

العلاج الطبيعي هو أحد التخصصات الطبية الهامة في منظومة التخصصات العلاجية التي تقدم خدمات مختلفة للمرضى في مختلف الأمراض والإصابات وغيرها من الاحتياجات الصحية.
فهناك التدخل الجراحي وهناك العلاج بالأدوية والعقاقير وهناك العلاج بالأشعة وهناك العلاج بالحمية والطب البديل وفروعه.

والعلاج الطبيعي هو أحد هذه الروافد التي اشتق اسمه من طبيعته في الممارسة فهو يستثمر القدرات الذاتية الموجودة أصلاً أو المتبقية في حالات العجز لدى الإنسان ويستثمرها بوسائل طبيعية في غالبها الأعظم لا تسبب أضراراً جانبية للمريض، وفي ذات الوقت تحقق نجاحات في الشفاء بإذن الله بدرجات عالية في معظم الحالات.

ولكن في بعض الحالات لايغني ذلك عن استخدام بعض الوسائل آنفة الذكر في العلاج بديلاً عنه أو تزامنا معه.
وفي العلاج الطبيعي استخدمت وسائل كثيرة منذ الخليقة منها التداوي بالمصادر الحرارية والباردة من خلال الكمادات وكان قدماء المصريين يعالجون بعض الحالات بالدفن في الرمل الدافئ أو الساخن، استخدم الطمي من مصبات الأنهار وبعض الرمال المحتوية على عناصر معدنية وبرز كثير من القدماء في استخدام أساليب علاجية تعتمد على الحث الداخلي للقدرات الطبيعية الجسمية طورت هذه المفاهيم في مراحل وحقب زمنية متتابعة وأخضعت في العصور الحديثة للعلوم التجريبية والطرق البحثية للتأكد من فعاليتها وسلامتها والاستفادة منها ومن ثم تطويرها، وظهرت الحاجة الماسة أكثر خلال القرن المنصرم عندما أصابت الكوارث الناتجة عن الحروب كثيراً من البلدان على مستوى العالم.

وتجلت أهمية هذا المجال عندما ارتفعت معدلات الإصابات في المعارك وكثرت حالات الإعاقة والكسور فأسست المراكز العلاجية الطبيعية واستخدمت فيها وسائل حديثة بالإضافة إلى ماطور عن قاعدة قديمة أو أساليب قديمة، فأدخل إلى ذلك مجالات هامة جداً مثل مجالات التنبيه الكهربي العضلي والعصبي فأتى بنتائج مذهلة في الحث الداخلي لمكونات هذه الأنسجة وأعطى دلالات تشخيصية ذات قيمة اعتبارية ومردودات إيجابية للعلاج الطبيعي.

أيضاً حورت المصادر الحرارية وطورت إلى موجات آمنة الاستخدام فعالة وفي المتناول مثل الموجات الصوتية والموجات القصيرة والدقيقة وما فوق البنفسجية وما دون الحمراء. وأخيراً أدخلت تقنيات الليزر والمجالات المغناطيسية والكهرومغنا طيسية لذات الغرض ولكن بقدرات مختلفة وبأنظمة مختلفة. بعض هذه المصادر مرئية وبعضها غير مرئية ولكنها في بعض مستوياتها محسوسة وفي غالبها ذات أثر خلوي ونسيجي يساهم في تطوير النمط الفسيولوجي على مستويات دقيقة.

وظهرت مدارس أخرى استثمرت القدرة الحركية التي حبانا الله بها وجعل منها نظاماً ونمطاً دقيقاً يتناسب مع الوظائف والحاجات الدنيوية لبنى البشر ولعل هذا الجانب أكثر الجوانب في هذا التخصص تأثيراً في الشفاء بقدرة الله سبحانه وتعالى.

وعليه، فإن كثيرا من آلامنا والقصور الوظيفي لدى كثير منا يعود إما لممارسات خاطئة لهذه التركيبة الحركية أو لعدم استخدامها إلى مستويات معينة أو لتعطلها إما بسبب خلقي أو مكتسب وهذا الجانب يعتمد أساسا على التوافق العضلي العظمي لينتج مانسميه مفاهيم الحركة وقوانينها.

وقد برعت عدة مدارس في تحليل هذه المبادئ وبناء أنظمة علاجية طبيعية عليها لتسهم في إعادة الجسم إلى وظائفه الحركية الحياتية المطلوبة. وانبثق عن ذلك مفاهيم تقوية العضلات واستعادة المدى الحركي للمفاصل أو إعادتها لمداها الطبيعي إن كان هناك قصور في ذلك.

وتلى ذللك أيضا برامج وقائية ومتعددة بتعدد الإصابات والأمراض التي يتعرض لها الإنسان وامتد هذا التخصص ليخدم شريحة كبيرة من المرضى الذين يعانون مختلف الأمراض فتراه يباشر حديثي الولادة وما يتعرض له الأطفال في مراحل سنية مختلفة من إصابات أو عيوب خلقية وكذلك استفادت من بعض تخصصاته النساء في مراحل الحمل وما بعده.

وخدم كثيراً مرضى العظام بجميع اختلافاتها في الكسور وإصابات الأنسجة الرخوة والأطراف وما تتعرض له المفاصل من عمليات التاكل التي تتزايد بواقع السن أو مع زيادة الوزن وكذلك يعنى هذا التخصص بمرض السكر من خلال البرامج التي تحفز الجسم على الاستفادة القصوى من كمية الأنسولين المنتج وإن كان بكمية قليلة وأيضاً ترفع مستويات استجابة العضلات لاستهلاك كميات ومعدلات عالية من السكر الموجود في الجسم.
ويخدم أيضاً مرضى القلب في كثير من فروعه ليقدم برامج تأهيلية ترفع من مستويات تحمل القلب و الأوعية الدموية للعبء والجهد البدني والاحتفاظ بكفاءة عالية.

ولعب العلاج الطبيعي دوراً كبيراً ومهماً جداً إلى جانب التخصصات الأخرى في تأهيل المعوقين عصبياً في الحالات التي تنتج عن إصابات الحبل الشوكي وإصابات الرأس والتعرض إلى الجلطات أو الإصابات الطرفية العصبية العضلية أو أمراض الوراثة ذات العلاقة. وحقق في هذا الجانب نجاحات كبيرة قللت كثيراً من معاناة ذوي الإعاقات.

وفي مجال علاج حالات الحروق يمثل أهمية قصوى مع العلاج الوظيفي للحفاظ على حالة جيدة للجلد والعضلات بعد حدوث الحرق وكذلك في منع التسارع الكبير في تدهور وتغير الخصائص الطبيعية للأنسجة المتأثرة ومنها تقفع الجلد وانكماش العضلات وانعكاساتها على المدى الحركي للمفاصلK ويلعب أيضاً دوراً هاماً في تسريع التئام الحرق خلال العلاج الليزري لمنطقة الحرق.

خدمات كبيرة أيضاً لمرضى العناية المركزة والباطنية وغيرها، حيث اتجهت كثير من المستشفيات إلى العمل بتخصصية أكثر فتجد أخصائيين مؤهلين في التعامل مع حالات مرض الفيل، وآخرين لديهم تخصص في علاج حالات الظهر وغيرهم في الإصابات الرياضية،،،، إلخ.

ويعني هذا التخصص عناية فائقة في علاج الألم والمنتسبون له هم أكثر الطبيين فهماً وتعاملاً وتأثيراً على حالات الألم والتحكم فيه وقلما تجد خطة علاجية يكتبها أحد أخصائيي العلاج الطبيعي لاتأتي على تقييم مستوى الألم وعلاجه بالدرجة الأولى ويعتقد أخصائيو العلاج الطبيعي أن الألم نعمة من الله وإن كان فيه معاناة لأنه مؤشر على أن هناك خللا ما وعليه فإن معدلات تحسنه أيضاً دلالة على تطور أو زوال المسبب له وعليه تعود الحالة الطبيعية الوظيفية إلى الوضع الطبيعي.

ومعلوم لدى الجميع أن الرعاية الصحية للمريض أصبحت تقدم بروح الفريق المتكامل الذي يضم تخصصات عديدة وذات طابع متميز ولكل أهدافه وأهميته.. والعلاج الطبيعي أحد هذه التخصصات التي أخذت موقعاً مميزاً في هذا الفريق.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 178 مشاهدة
نشرت فى 18 ديسمبر 2012 بواسطة comanda2020

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

19,911