Civic education & modern Egypt

موقع لتنمية المهارات الذاتية والفكرية والاجتماعية لكل الاعمار

authentication required

ولا يستطيع اﻟﻤﺠتمع الديمقراطى أن يصوغ نفسه على أي نحو من هذه الأنحاء ثم يزعم أنه ديمقراطى. فالديمقراطية في عصرنا على الأقل لا بد أن تعتمد على تباين الآراء. وهذا لا يعني إطلاقا أن المواطن في اﻟﻤﺠتمع الديمقراطى لا ينبغي عليه أن يؤمن بالعلم بمعناه الشامل أو بالضريبة الوحيدة. ولا يعني البتة أن يتبع الناس في اﻟﻤﺠتمع الديمقراطى شهواتهم ونزواتهم أو أن يكونوا شكاكين أو غير مبالين. ولا يعني أيضا حرمان المرء من الأمل في أن يشاركه الآخرون عقيدته أيا كانت تلك العقيدة  ولا أن يكف يائسا عن أي جهد يبذله ليقنع الآخرين بما يؤمن به. بل ولا يعني أن من واجبه أن يحب من انشق عنه-أو من يتأبى في عناد على عقيدته. وإنما يعني يقينا أن واجبه ألا يقتلهم أو يسجنهم أو أن يسد عليهم السبل ويحاصر تجمعاتهم. ويعني كذلك تأكيد أن من واجبه ألا يمقتهم مقتا قاتلا قائما على التعصب-إنه أشد عنفا من تلك الكراهية الناشئة عن شهواتنا وحدها-ثم يعني أساسا أن عليه أن يدفع إليهم صادقا بالاحترام وأن يكون شعوره نحوهم مثل شعوره إزاء الطقس أو الزوجة أو أي شيء آخر يعرف أن لا يد له في تغييره. ونحن نستعمل مع هذه الوضوعات وعلى نحو ملائم حقا  لغة مرسومة كأنها طقوس أو شعائر. فنحن نقول إن علينا في اﻟﻤﺠتمع الديمقراطى أن نكون متسامحين  وأن الناس في اﻟﻤﺠتمع الديمقراطى لهم حقوق طبيعية وأن من بين هذه الحقوق حرية العبادة d وحرية الكلام d وحرية النشر والصحافة d وحرية الاجتماع. وعلى المؤسسات أن تعمل d وإلى آخر المدى d لكي تكفل عمليا كل ما تمجده وتسعى إلى تأمينه. وليس هذا هو كل شيء. فإن ركيزة الديمقراطى وجوهرها أن علينا جميعا d أن نتسامح d حقا وفعلا d مع أولئك الذين يختلفون معنا بشأن القضايا العميقة المتعلقة بمصير الإنسان.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 220 مشاهدة
نشرت فى 5 يونيو 2012 بواسطة civiceducation

التربية المدنية ومصر الحديثة

civiceducation
مدرب معتمد استشارى تنمية الموراد البشرية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,405