أقلام مبدعة

نشر ابداعات أدبائنا وتشجيع الناشئين واكسابهم ثقة في النفس

اعجاز قرآنى لا يعلمه الا قليل

اللفظ واحد وعشرات المعانى تستمد من السياق ويوجد القليل منها فى المعجم 

على سبيل المثال لا الحصر

لفظ ( الأمة ) ورد في القرآن الكريم في تسعة وأربعين موضعًا، وبعدة معانٍ مختلفة، وفق السياق الذي ورد فيه، ولتوضيح ذلك يحسن بنا أن نلقي نظرة سريعة على بعض السياقات القرآنية التي ورد فيها هذا اللفظ فنقول:

الأَمُّ في اللغة، بفتح الهمزة: القصد؛ تقول: أمَّه يؤمُّه أمًّا، إذا قصده. والتيمم بالصعيد في قوله تعالى: ﴿ فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ﴾ (المائدة-6) مأخوذ من هذا

و ( الإِمَّة ) و( الأُمَّة ) بكسر الهمزة وبضمها: الحالة والشِّرْعَة والطريقة، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ ﴾ (الزخرف-23) أي: كانوا على دين وشِرعة لا يحيدون عنها .

ونقرأ أيضًا قوله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ (آل عمران-110) أي: كنتم خير أهل دين جاء للناس .

و ( الأُمَّة ): القرن من الزمن - بمعنى الفترة الزمنية - يقال: قد مضت أمم، أي قرون وسنون، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ ﴾ (هود-8) أي: إلى وقت مقدر ومحدد

وأمة كل نبي: من أرسل إليهم، من كافر ومؤمن؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا ﴾ (النحل-36)

و ( الأُمَّة ): الجيل والجنس من كل كائن حي، وفي التنـزيل قوله تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ﴾ (الأنعام-38) وكل من الحيوان أمة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: ( لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها ) رواه أحمد .

وكل من كان على دين مخالفًا لسائر الأديان، فهو أمة وحده، ومنه قوله تعالى: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ﴾ (النحل-120) وهذا على رأي بعض المفسرين، وقال آخرون: إن ( أمة ) هنا بمعنى الإمام والقدوة .

و ( الأمَّة ): الحين من الزمن، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾ (يوسف-45) أي: بعد حين من الزمن .

و ( الأمَّة ): الجماعة، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ ﴾ (الأعراف - 164) أي: جماعة

و ( أُمُّ ) كل شيء: أصله وعماده، وفي التنـزيل قوله سبحانه: ﴿ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ (آل عمران-7) أي: أصله وأساسه الذي يرجع إليه عن الاشتباه، وقوله: ﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ (الزخرف-4) أي في اللوح المحفوظ، إذ هو الأصل الذي نزل منه القرآن .

و ( أم الرأس ): الدماغ، وبه فُسِّرَ قوله تعالى: ﴿ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴾ (القارعة- 9) قيل: معناه ساقط هاوٍٍ بأم رأسه في نار جهنم؛ وعبر عنه بأمه، يعني دماغه، رُوِيَ نحو هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره

و ( الإمام ) في قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ (الحجر- 79) وهو من اشتقاقات لفظ الأمة يعني الطريق الواضح البيِّن .

فتحصَّل من مجموع ما تقدم أن ألفاظ القرآن الكريم ليست ذات دلالة واحدة لا تخرج عنها أينما وردت، بل إن العديد من تلك الألفاظ تحمل دلالات عدة ومختلفة، يحددها السياق والسباق القرآني الذي وردت فيه، ومن هنا تظهر لك أهمية فهم اللفظ القرآني على ضوء سياقه وسباقه الذي ورد فيه، وفي إطار متقدمه ومتأخره، ولا ينبغي أن يفهم اللفظ القرآني مقطوعًا عن سياقه وسباقه، ومبتورًا عن متقدمه ومتأخره، ففي ذلك ما فيه من الإخلال في الفهم، والبعد عن القصد، والتجافي عن الصواب .

 

chichkhane1947

أقلام مبدعة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 84 مشاهدة
نشرت فى 8 إبريل 2016 بواسطة chichkhane1947

ساحة النقاش

أقلام مبدعة

chichkhane1947
تهتم مجلة أقلام مبدعة بنشر ما تراه صالحا من انتاج أعضاء مجموعة ملتقى الأقلام و الإبداع بقابس و ما يتبعها من مواقع أدبية ولك تشجيعا لهم و تحفيزهم لمواصلة الكتابة و الإبداع خدمة للأدب العربي و لغة الضاد كما نعمل على تشجيع الأقلام الناشئة و اكسابها الثقة في النفس. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

42,000