و يرحل الأنقى بيننا .......
يقول عنكَ أدونيس أنك الأنقى بيننا و يقول عبد المنعم رمضان أن في شعرك هاجسا يصدم شعراءَ جُدُداً كثيرين، بات شائعاً لديهم هذه الأيام تمجيد البراءة، براءة المعرفة.لأنك ترفض تلك البراءة، و كأنها أتربة علقت بجسد من الأفضل أن يغتسل لنراه عارياً، و شعرك سيرينا هذا العري، ولغة شعرك ليست كساءً شفافاً، ليست غيمةً، ليست وسيلةً و لا غايةً. إنّها الجسد العاري نفسه حيث عريه معرفة، وحيث معرفته عرياً.
كان أستاذك إيقونة من إيقونات الكتابة و اليراع الجميل، فيكفي أن تقف من غسان تويني موقف التلميذ من الأستاذ، و مع ذلك كنت تكره منه كثرة النقاط و علامات التعجب و الإستفهام و كأنك ترفض عدم الوضوح و صابون الزجاج الذي يحجب الشمس.
بادلتَ جارة الوادي و آخر عنقود في شجرة العمالقة الحب و لكنك ظللت شريفا عفيفا تطوي الجناح على أرقى الأحاسيس دونما زعيق أو صياح أو بكائيات عربية سقيمة '' تسد النفس ''.
تحضر حفلات حبيبتك فيروز و لكنك تفضل المقاعد الخلفية كي لا يعرفك أحد فينغص عليك لحظات الصفاء و أنت تستمتع بكلماتك التي يلحنها آل الرحباني و تغنيها العملاقة نهاد حداد بصوت ملائكي غسلته السماء و احتضنته الأرض بكل قوة رغم أن للأرض صوتا اسمه طلال مداح و أنها من حين إلى آخر تتكلم بلسان عربي مبين كما يقول سيد مكاوي.
أنت تستحق وسام الأرز الوطني الذي قلدك إياه الوزير روني عريجي بنفسه في بلد يقدر الثقافة و الفن حق القدر، كما أن روحك العاشقة الولهانة الشفافة ستنام هانئة لأن فيروز في الأخير توجتها بإكليل متميز يحمل كتابة أناملها الذهبية.
أنا اليوم أودعك على طريقة صوت الأرض، العملاق طلال مداح، و أقول : يفتح الله يا حبيبي يا أنسي الحاج، كل واحد و له طريق.
فقط أشكرك على رسالتك المشفرة التي أتحفتنا بها عن غير قصد، حتى و أنت تتوسد الثرى فقد استقلت من الحياة في الـ 77 من العمر في حين لا يزال السبعينيون لدينا يحلمون بالتسلط على رقابنا أبد الدهر حتى نفنى في عهدهم أو يريحنا الردى منهم.
أقلام مبدعة
تهتم مجلة أقلام مبدعة بنشر ما تراه صالحا من انتاج أعضاء مجموعة ملتقى الأقلام و الإبداع بقابس و ما يتبعها من مواقع أدبية ولك تشجيعا لهم و تحفيزهم لمواصلة الكتابة و الإبداع خدمة للأدب العربي و لغة الضاد كما نعمل على تشجيع الأقلام الناشئة و اكسابها الثقة في النفس. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
42,048
ساحة النقاش