سبحانك ما أعظمك وأقدرك ..
وبدأت الرؤوس تتهاوى وبدأت الأقنعة تكشف . وثيقة بنما أزالت
الغشاوة عن أعيننا بعد أن كنا نثق في ساداتنا وكبرائنا من يتكلمون
عن الإخلاص والتفاني لبلدانهم في المنابر التلفزية وفي الإجتماعات
الشعبية ، حتى جاء اليوم الموعود الذي كشفهم فيه ربنا المعبود ، من لا
تنام عيناه ويرقب كل سارق وحقود .
اليوم يقف كل العالم وقفة شكر لهذا الرب الذي في كل مرة يصل الظلم
مداه ، يكشف الأوراق المغلفة بالظلم والحيف وسرقة خبز الفقير المعدم ..
نعم يا سادة ، بكاء الثكالى والصغار الذين إلتقمهم الحوت ولفظهم البحر
والذين كانوا يظنون أنهم بالهروب من ظلم في بلدانهم سيجدون في أوروبا
الملجأ الآمن ، لكن للأسف عادوا جثثا هامدة بعد أن غرقوا وأطردوا .
اليوم كلنا وقفنا واجمين لا نفقه شيئا من فرط الصدمة ، أناس منحناهم
ثقتنا ظنا منا أنهم منقذونا من الظلم والخصاصة ، والبؤس والتعاسة ، فإذا
بهم ينزلون إلى مستوى الخساسة ..
سبحانك ربي ما أعظمك .. تمهل ولا تهمل .. '' والظالمون أعد لهم عذابا
أليما '' ، هذا في الدنيا فضحهم أمام رؤوس الخلائق وأمام شعوبهم ، فكيف
بعذاب الآخرة ..
'' ليك يا ظالم يوم تشرب أسى وجراح ، يا من كنت لابس قناع ومرتاح '' .
المكلوم عربيا ـ صلاح صادق الورتاني
ساحة النقاش