جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
في يومٍ من الأيام ..
كان هناك بيتٌ
وكان هناك أبٌ
وكانت هناك أمٌّ
وكان هناك أخوةْ
وكانت هناك أحلامْ
كانت الدنيا حلوةْ
أمٌّ تصحو مع الفجر
وأبٌ يتهجَّدُ في جوْفِ الليلِ
واصواتُ في أرجاءِ البيْتِ
وهمهمةُ كلامْ
وتأتي أمي بصوتِها الحنونِ
إصحَ يا بُني
وأنتِ يابُنَيَّتي
وأنا أتَمْتِمُ غاضباً
أتركوني ..
أريدُ أن أنامْ
هذا صوْتُ أبي في الصلاةِ ..
يتلوَ القرآنَ
ويدعو اللهَ في خشوعٍ
أن يباركَ في اسماعِنا
وأبصارِنا
وقوَّاتِنا
وأن يديمَ عليْنا نِعْمَتهُ
ويشملنا بالخيرِ والحبِّ والسلامْ
ويأتي الصباحُ ونورهُ
ومذياعٌ عتيقٌ على الحائطِ
علا صوْتُهُ
بنشرةِ الأخبارِ
وأغْنياتِ الصَّباحِ
ونحن على مائدةِ الإفطارِ ..
في انتظار أُمِّي ..
كي تحضرَالطعامْ
وأبي بهدوئهِ المعهود ..
يقولُ مُتَبسِّما .. يابُني
سَمِّ اللهَ .. وكُلْ بيمينِكْ
ولا تُكثرْ من الكلامْ
فيضحكُ أخْوَتي مِنِّي
وآكُلُ صامِتاً
وأنظرُ إليهم شزَراً
ولا أعيرُهم اهتمامْ
ونخرجُ جميعاً
نستنشقُ عبيرَ الصُّبحِ
يداعِبُنا النسيمُ
يلفحنا البردُ
يُظَللُنا الغمامْ
وأعيادُ الرَبيعِ
وسهراتُ الصيْفِ
مع قَزْقَزَةِ الُّلب
وصوتِ أم كلثوم
ينسابُ مع الأنغامْ
أينَ أنتِ يا أيَّامْ
أينَ أنتَ يابيْتَ أبي
وكلُّ ركنٍ فيكَ لهُ قصةٌ
تعيش في القلبِ ..
وتذوبُ في الوجدانْ
أينَ أحبابُكَ وقد كانوا
ملءَ السَّمعِ والبصرِ
يحِنُّ لهم المكانْ
أينَ أنت ياصوتَ أبي
أينَ أنتِ يا أنفاسَ أُمي
أينَ أنتِ ياضِحْكُتنا
يالمَّتُنا
أينَ كُلُّ الذكرياتِ
والحكاياتِ
وقد صارتْ رُكامْ
نبيل رشاد
ساحة النقاش